كتابات خاصة

نصر الوصاية عاراً على الأمة

أحمد ناصر حميدان

مشكلتنا في هذا الركن اليماني من جزيرة العرب, أننا ركن ثائر تواق للحرية والمواطنة والدولة المحترمة التي تحترم حق الانسان في الحياة والكرامة , في محيط تحكمه أنظمة واسر وممالك تعيش قلق تحرر شعوبها من سطوتها .

هذه الأنظمة تحمل ارث ثقيل و وصية خبيثة تقول ( عزّكم من ذل اليمن وذلّكم في عز اليمن ) ولهذا يعتقدون ان عزهم ببقاء اليمن ذليل مهان , هذه هي العقلية المتوارثة التي تفرغت لبناء أدوات الوصاية في اليمن , بل وضعت الى جانب موازنتها العامة موازنة مقابلة لدعم القوى التقليدية المتخلفة , و تغذية العصبيات والتناقضات السياسية والعقائدية والاثنية, وتموين صراعات وحروب عبثية , لتعطيل مقومات اليمن السياسية والاقتصادية, بل تتدخل بشكل سافر لصناعة دمى مرتهنة تدار من أروقة الحكم لديهم وتسيطر على المشهد اليمني لخدمة الوصية والعقلية.

كل ثورة تحررية اشتعلت في اليمن استهدفت أدوات الوصاية , من الامامة في الشمال, الى السلاطين في الجنوب, والاستعمار البريطاني باني ومشيد تلك الأنظمة الخبيثة لتكن مصدر قلق للامة العربية والإسلامية .

اذا معركتنا هي معركة تحررية من الوصاية وأدواتها في الداخل , والتدخل السافر اليوم, هو لإنقاذ أدوات الوصاية، وإنقاذ النظام الخادم لتلك الوصاية .

تعلمنا منذ الصغر ان للمستعمر سياسة فرق تسد , وامتداداتها اليوم هو العمل على التناقضات والاختلافات ,وتحويلها من مصدر إثراء وخير الى مصدر بلاء ونقمة.

كل معاركنا العبثية منذ الثورات الأولى, هي معارك لتحويل الاختلاف والتنوع لنقمة, يزيد من حجم التراكمات وتعزز الثارات, وتشرذم المجتمع, وتعيق نهضة وتطور البلد شماله وجنوبه .

كل نصر يتحقق لفئة على فئة, بعد فترة وجيزة نكتشف انه مجرد نصر خزي وعار على مشروعنا النهضوي, تم فيه تصفية كل القامات والكوادر والكفاءات والقادة المحترمين, وضرب نواة أي  مشروع وطني يبدأ يتشكل, لم يكن انتصار الجبهة القومية على جبهة التحرير غير خزي وعار, والانقلابات العسكرية والمدنية كانت في الجنوب او الشمال هي مجرد خزي وعار يجدد أدوات الوصاية ويدعم فكرتها.

الشهداء الابرار الحمدي وسالمين, وغيرهم ممن تم تصفيتهم او تنحيتهم من رأس السلطة , رغم ما خذهم , يصب في تعزيز الوصاية وتقوية أدواتها على الواقع وسيطرتها على المشهد .

معركة شبوة هي تصب في ذات الهدف, لتقوية أدوات الوصاية والارتهان, وإعادة تموضعها على المشهد اليمني جنوبا وشمالا, فالحوثي في الشمال هو مجرد أداة للوصاية الإيرانية, ويخدم فكرة ذل وهوان اليمن, والتي هي ميراث دول التحالف, ولهذا هي تعزز من بقائه , وتضعفه لحدود عدم التطاول, او الخروج عن الوصاية, وهكذا هي الأدوات المصطنعة في الجنوب, أثبتت أنها أدوات رخيصة في معركة تثبيت الوصاية , وضرب أي مشروع تحرري يبرز في اليمن .

إذا معركتنا واضحة, ومقاومتنا يجب ان تكون اكثر وضوحا , متجاوزين سياسة فرق تسد , للحفاظ على التنوع السياسي والفكري والعقائدي والطائفي, كمصدر اثراء وخير, لا بلاء ونقمة .

يبقى الحفاظ على التعدد السياسي والتنوع الطائفي والعرقي, مهم كشركاء في وطن , ومن العار ان نعزز صراعات الفرقة والشتات , لخدمة اضعاف المجتمع وتمزيق النسيج الاجتماعي والسياسي, وتدمير التنوع , لخدمة تعزيز الوصاية .

شبوة هي لقمة الخانوق لمشروع الوصاية , وستنتصر لمشروع تحرير استقلال الوطن , وما تحقق مجرد نصر عار على الامة, الامة التي تستعد اليوم وتلملم جراحها لتزيل ذلك العار , ولن تستسلم للوصاية, و ان غدا لناظرة لقريب .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى