كتابات خاصة

الوجه القبيح في المؤامرة

 

مع الأسف نحن نعيش في أسوأ عصور التآمر الفج والمفضوح، بدون حياء ولا خجل، ما يدل اننا في حالة توحش للاحتكار الاقتصادي والعسكري والسياسي، فمن يملك القوة اليوم لا يستحي في اعلان استراتيجية واهداف وخطوات تنفيذ مؤامرته علنا، وبسخرية من الدول المستهدفة وفي تحدي مع شعوبها، ما نراه اليوم شيئا لم يكن مقبولا فيما مضى، ويندرج في بند الخيانة الوطنية في دساتير الأمم والبلدان.

الملاحظ ان المؤامرة تجرد البلدان من السيادة، وتعيق ترسيخ فكرة الدولة المحترمة، وتعيد توظيف السلطة لصالحها، كل الدول التي تمكن الغرب من التدخل في شؤونها أصبحت اليوم بدون سيادة ولا إرادة، وتم إعادة تموضع ادواتها على سلطة تلك الدولة، من الأدوات الوظيفية المعدة للمؤامرة، وتم إزاحة كل من يرفض التوظيف، بعد ان فتحت السجون السرية، وجهزت مبررات لتلك السجون، ومن استطاع ان يهاجر فقد نفذ بجلده، او يتم تصفيته بدم بارد، فمعظم تلك البلدان ومنها بلدنا اليمن للأسف يحكمها جماعات لا قرار لها ولا قدرة على اتخاذ موقف شجاع يوقف التدخل الخارجي والعبث القائم بالسلطة والثروة.

من كان يصرخ بوعي او بدون وعي ويعتبر ما حدث في الجنوب اليمني هو تدمير لمؤسسات الدولة، اليوم هم أدوات لاستمرار هذا التدمير، بعظهم يتربع سلطة ونفوذ عسكري وسياسي وقبلي، لكنه مجرد موظف ينفذ المخطط.

عن أي دولة نتحدث اليوم في اليمن، كان في صنعاء او في عدن، دولة مفضوحة و عورتها مكشوفه للعالم، وسيادتها منتهكة ،وصارت اليمن حلبة للعب الكبار، بأدوات رثة وحقيرة، والمواطن المسكين يدفع الثمن، وننتظر منه ان ينتفض ليقلب الطاولة على هذا التآمر، ننتظر ان يصحوا البعض من الارتهان للقوى المتصارعة، التي تتخذ من الماضي ومخالفات الفتنة الاستعمارية مبرراتها للصراع، ننتظر ان يصحوا من الانقسام الذي افقد المجتمع تماسكه و وحدته وقوته، وتحول جزءا منه لمجرد رعاع يهتفون للراعي وكلبه، دون ان يدركوا من خلف هذا الراعي وهذا الكلب.

من سخريات التآمر ان تتحول كل كشوفات القوى العاملة كانت عسكرية امنيه مدنية، للمصارف الخاصة والبنوك، ويتم ضرب اخر مسمار في نعش الدولة، بتدمير البريد العام، خطورة ذلك في التالي

1ـ ان كشوفات القوى العاملة عسكرية امنية سياسية اقتصادية في متناول الجميع يمكن ان تصل للاستخبارات الأعداء، وهذه خيانة وطنية يسجلها التاريخ.

2ـ تتشكل قوى اقتصادية من مناطق وقبائل على حساب اقتصاد الدولة، لنصل الى ان تكون تلك القوة هي الدولة، من يملك المال يملك الاعلام ويملك النفوذ السياسي والعسكري.

3ـ جر البلد بعيدا عن فكرة الدولة المحترمة وشكلها المعروف، تدمير مؤسساتها لصالح مؤسسات القبيلة والمنطقة، والتقاسم للوظيفة، وقتل الكفاءة والاقتدار، ليكن البلد مجرد أدوات تديرها استخبارات.

لم يعد الامل في تغيير يصنعه لنا الخارج، ولا في حوار يتم على طاولة يديرها الخارج، ولا في تقاسم يشرف عليه الخارج، الامل في هذا الشعب وتلك الجماهير التي خرجت تبحث عن كرامة وحرية ودولة محترمة، وهي اليوم تعاقب ويقدمون لها واقع كمثال سيء لكسر تطلعاتها في التغيير، وكسر مقدرتها على صناعة تحول حقيقي يلبي تطلعاتها.

سيبقى الامل في هذا المواطن الذي يعاني، وستسقط كل الاصنام والدمى التي صنعتها لنا الاستخبارات، وستسقط معها المؤامرة وينتصر الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى