أخبار محليةحقوق وحريات

معتقل يمني يروي أهوال سجن “غوانتانامو”

يمن مونيتور/قسم الأخبار

قال اليمني منصور أحمد سعد الضيفي الذي احتجزته الولايات المتحدة لمدة 15 عاما في معتقل غوانتانامو بسبب خطأ في تحديد الهوية، إن المعتقلين تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي بشكل ممنهج.

وأنشأت الولايات المتحدة، المعتقل المذكور في خليج “غوانتانامو” جنوب شرقي كوبا، ضمن “الحرب العالمية على الإرهاب”، التي قادتها واشنطن في أفغانستان، عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.

روى الضيفي في مقابلة مع وكالة “الأناضول” ما عايشه في معتقل غوانتانامو الذي احتجزت فيه الولايات المتحدة مئات الأشخاص بزعم الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر.

وذكر الضيفي أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قامت بعد هجمات 11 سبتمبر، بنقل عشرات الأشخاص من دول مثل أفغانستان والعراق واليمن إلى سجن غوانتانامو بزعم انتمائهم إلى منظمة إرهابية.

وبيّن أن المتعاونين المحليين (العملاء) في البلدان التي نفذت فيها الولايات المتحدة عمليات أبلغوا عن الأشخاص الخطأ من أجل الفوز بجائزة مالية أو الحصول على تأشيرة.

وأشار أن قرابة 800 معتقل، أكبرهم عمره 105 سنوات، قبعوا في غوانتانامو، مبينا أن واشنطن تفرض على المعتقلين ارتداء الزي البرتقالي لتظهر للعالم أنها تحارب الإرهاب.

وأشار الضيفي إلى أن سجن غوانتانامو صمم خصيصًا لتجنب القيود القانونية.

وقال إن “الولايات المتحدة لا تعترف بأي جرائم تتعلق بالسجن، وكأنها لم تمارس أساليب التعذيب العسكري ولم تجر تجارب أدوية من خلال إنشاء مختبر في غوانتانامو”.

وتابع: “يُصوَّر السجناء في غوانتانامو على أنهم أخطر إرهابيي العالم لإضفاء الشرعية على أي عمل غير قانوني يرتكب بحقهم”.

ولفت أن غوانتانامو يمثل النسخة المؤسسية لمناهضة المسلمين، وأنه من أجل استفزاز المعتقلين تمت الإساءة للإسلام وأماكنه المقدسة.

وأشار أن الولايات المتحدة حاولت التستر على فشل سياستها الخارجية بعد هجمات 11 سبتمبر، عبر كراهية المسلمين.

ولفت أن “غوانتانامو هو التمييز بحد ذاته”.

وأشار أن الدول والمؤسسات الدولية الأخرى التزمت الصمت حيال مناهضة المسلمين التي غذتها الولايات المتحدة بعد 11 سبتمبر.

وبين أن الدول الغربية وبعض الدول العربية تبنت “هوس ملاحقة المسلمين” وسلمت المعارضين والناشطين في بلادهم إلى الولايات المتحدة بعد وصمهم بالإرهابيين.

ولفت أن الولايات المتحدة في ذلك الوقت أدانت أشخاصا اختطفتهم، دون محاكمة، وبصورة غير قانونية.

وتابع: “كان التمييز والكراهية من أخف الجرائم في غوانتانامو. تعرض السجناء للسحل في الممرات بعد تعرضهم للتعذيب وهم ملطخين بالدماء. لم يكترث أحد لقتلنا. قتل العشرات خلال الاستجواب ولم يصدر أحد أي صوت”.

ولفت إلى زيادة جرعة التعذيب التي يتعرض لها السجناء باستمرار، مضيفا: “بجانب الحراس المشرفين على التعذيب كان هناك أخصائيين نفسانيين، يقومون بتدوين ردود أفعال السجناء أثناء تعرضهم للتعذيب ويقترحون أساليب تعذيب جديدة”.

ولفت أن الصحة العقلية والجسدية للمعتقلين تدهورت بسبب التعذيب.

وتابع: “التعذيب الممنهج كان يُمارس طوال اليوم ولا يقتصر فقط على غرف الاستجواب. الجنود كانوا يقرعون أبواب المهاجع خلال النهار، وكان الحراس يقومون بالدوس على القرآن الكريم خلال جمع السجناء ليروا ردود الأفعال التي ستصدر عنهم”.

 

ولفت أن الولايات المتحدة كانت تستخدم أساليب التعذيب التي جربتها في غوانتانامو في سجون أنشأتها في دول مختلفة مثل أبو غريب في العراق.

وتابع: “قد لا يكون غوانتانامو أسوأ سجن في العالم، لكنه كان أول مكان أجريت فيه تجارب لتصميم أسوأ سجن”.

وبين أن الولايات المتحدة لن تغلق غوانتانامو ما لم تتعرض لضغوط كبيرة من قبل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي.

واختتم بالقول: “غوانتانامو مفتوح منذ ما يقرب من 22 عامًا، وكل حكومة تأتي تقول إنها ستغلق المعتقل، ولا أحد ينفذ ذلك. ولا أعتقد أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيغلقه”.

وتأسس السجن سيئ السمعة في 11 يناير/ كانون الثاني عام 2002 في منطقة خليج غوانتانامو التي استأجرتها الولايات المتحدة لقواتها البحرية عام 1903 من كوبا.

ومنذ 21 عاما، احتجز في السجن المعروف أيضا باسم “غيتمو” نحو 780 معتقلا معظمهم دون تهمة أو محاكمة، حيث يقال إن الكثيرين مروا فيه بأهوال لا توصف.

يذكر أنه تم تسليم الضيفي إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عام 2002، عندما كان في الـ18 من عمره بعد ذهابه من اليمن إلى أفغانستان لإجراء بحث.

اتُهم الضيفي بأنه زعيم مصري لتنظيم القاعدة، لكن لم يتم إخباره في البداية بالتهم الموجهة إليه لينقل بعدها إلى خليج غوانتانامو.

ويتذكر الضيفي الأشهر الثلاثة الأولى له في سجن قندهار بأفغانستان قائلا: “كنت في مكان أسود مظلم تماما”، مضيفا أنه تم تجريده من ملابسه وتعذيبه.

نُقل الضيفي لاحقا إلى غوانتانامو، حيث احتُجز دون توجيه تهمة إليه حتى يوليو/ تموز 2016.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى