فكر وثقافة

يقين النار 

عبد العزيز الزراعي 

 لا حميرٌ أوقدت عينيَّ..  لا سبأُ 

ولا استويتُ دخاناً حينما أنطفؤوا 

فيا بلادي التي أسكنتها مهجي 

ولم تَدعْ لي فيها حيزاً أطأُ 

قولي لهم إن ناري أشعلتْ لهمو 

أغلى بنيها، ولم يُخلَصْ لها كلأُ 

يكفي تمسكُ أشجاري بفطرتِها 

لي ما أشاءُ.. صوابي لي.. ولي الخطأُ 

ولا أفتشُ عمن يسمعون فمي 

أنا فمي وأنا الجمهورُ والملأُ 

لا حزبَ لي، لي رفاقٌ في النصوص 

إذا 

سكبتُهم في ضحى أقداحيَ امتلأوا 

أنا كثيرٌ بهم جدا، ويحزنني  

أني إلى الآن لم أصبأ كما صبأوا 

الزاهدون عن الأضواء .. حافرُهم  

له  بكل كتابٍ مدهشٍ نبأُ 

سلالةُ الزهد.. نحن الآن نحفظها 

وإن تعملق هذا  الرملُ .. والظمأُ 

لم يخرقوا سفنا في البحر بل صنعوا بحرا هنا لمساكين  به التجأوا 

طوبى لهم لتواريهم على أملٍ  

أن يخرقوا البحرَ حتى ينجو الملأُ 

الممسكون بصهوات الزمان همو 

وهم على عزلة الأشياء قد نشأوا 

وحينما اشتعلوا جدا وقد علموا 

ألقوا إلينا يقين النار واختبأوا 

تلقفتْهم شموسٌ في تغيبهم 

وخاصمتهم إلهاتٌ وما انكفأوا 

ألقاهمُ في دموعي حين أقرأهم 

وإن كتبتُ دمي أو دمعتي قرأوا  

_______ 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى