أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتفاعلفكر وثقافة

“سنغني برغم الحرب”.. ناشطون وفنّانون يمنيون يتفاعلون بيوم الأغنية اليمنية لإحياء تراثهم الغنائي الزاخر

يمن مونيتور/ رصد خاص

احتفى المئات من الفنانين والشعراء والملحنين والناشطين والمؤثرين اليمنيين، اليوم الجمعة (1 يونيو)، بـ”يوم الأغنية اليمنية” للعام الثاني على التوالي وذلك اهتماماً منهم بالهوية والتراث الغنائي اليمني الزاخر بألوانه وتاريخه وثقافته، وفي تحدٍّ ايضاً للحرب التي تدخل عامها الثامن في البلاد.

ولاقت التظاهرة الإلكترونية تفاعلاً كبيراً من الفانيين الكبار، أمثال الفنان والموسيقار الكبير أحمد فتحي، والفنان التونسي لطفي بوشناق، والموسيقي وعازف العود أحمد الشيبة، والموسيقي الشهير محمد القحوم، والفنان، حسين محب، وحمود السمه، وعمار العزكي، وعبدالقادر قوزع، وشهاب الشعراني، وأمين قصيلة، وسهى المصري وآخرين، الذين أهدوا الجمهور تقاسيم فنية وصور فوتوغرافية بمناسبة يوم الأغنية اليمنية.

وتسابق رواد مواقع التواصل على نشر صور وغناء مشاهير الغناء اليمني وروادها الذين ظهروا في ستينيات وحتى فترة التسعينيات وبداية الألفية، أمثال” أبو بكر سالم؛ أحمد بن أحمد قاسم؛ محمد سعد عبد الله؛ محمد حمود الحارثي؛ محمد مرشد ناجي؛ علي بن علي الآنسي؛ علي عبد الله السمه؛ محمد محسن عطروش؛ كرامة مرسال؛ أحمد السنيدار؛ محمد قاسم الأخفش؛ أيوب طارش؛ عبد الباسط عبسي؛ فيصل علوي؛ أمل كعدل؛ عبد الرحمن الحداد؛ نبات أحمد؛ طه فارع؛ محمد عبده زيدي؛ أحمد أبو نصار؛ أحمد فتحي؛ فؤاد الكبسي؛ محمد جمعة خان؛ تقية الطويلية؛ منى علي؛ علي العطاس وغيرهم.

قد تكون صورة كارتونية لـ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏

وفي أواخر يونيو/ حزيران من العام المنصرم، قررت مجموعة من الأدباء والفنانين والناشطين اليمنيين إطلاق حملة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي تحتفي بـ”الأغنية اليمنية” وتحديد الأول  من يوليو/ تموز من كل عام، بداية ليوم سنوي يعاد فيه إحياء مجده الأغنية اليمنية وتذكرها والدعوة لإحيائها وتجديدها.

وعلى إثر ذلك، أعلنت وزارة الإعلام والثقافة اليمنية، قراراً باعتماد 1 يوليو من كل عام يوماً للأغنية اليمنية تفاعلاً مع المبادرة التي أطلقها عدد من الفنانين والمثقفين والنشطاء للاحتفاء بتراث البلد الفني الزاخر.

و”تاريخ الأغنية اليمنية تاريخ طويل يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، فالأغنية الصنعانية مثالًا، يزيد عمرها عن خمسمائة عام، وإن كانت الأغنية الحضرمية واللحجية حديثتي العهد إلا أنهما تعتبران أيضًا من أقدم الفنون في الجزيرة العربية”.

وتشتهر الأغنية اليمنية في التراث الفني العربي والعالمي، لكثرة ألوانها الفنّية وتعدد ألحانها ونغماتها، حيثُ استخدمت بعضُ الآلات الموسيقية التقليدية في اليمن مثل السمسمية والقمبوس وغيرها لتضفي روح اليمن وهويتها وذاكرتها ونبضُ تاريخها الفنّي باذخ الجمال على الموسيقى العصرية ذات الأبعاد المتعددة.

وارتبطت الأغنية والرقص الشعبي بالإنسان اليمني قبل أن يرتبط به شيء آخر؛ فتراه يغني وهو في الحقل، في الجبل وفي الصيد، ولا جمال يفوق جمال الفلاح وهو ينادي ثمرة البن لتحميه من الفقر والهوان.

“دعوات لتجديد الأغنية اليمنية وتهذيبها”

وفي سياق الاحتفال بهذه المناسبة، دعا الناشط اليمني عبدالواحد النجار، إلى تحويل مثل هذه المناسبات إلى فرصة لتجديد الأغنية اليمنية وتهذيبها وإزالة ما علق بها من شوائب تخرم الذوق العام كتلك التي تنتشر لفنانين منتفخة وجوههم بـ”القات” فيلتقطها البعض للإساءة للفن واليمن.

أما الصحفي فؤاد العلوي فقال إنه “خلال سبع سنوات من المآسي التي يعيشها اليمنيون نتيجة الإرهاب الحوثي، لم أسمع أي أغنية وطنية من قبل فنانينا من عازفي العود، باستثناء أغنيتين لابن مأرب الفنان أبو عسكر، وهذه الأغاني على قلتها إلا أنها تستحق أن تحظى بتكريم أبو عسكر في هذا اليوم”.

الناشطة اليمنية جميلة العثماني، قالت: إن “الاغنية جزء من التراث اللامادي الذي يجب على الشعوب المحافظة عليه، معبرة عن افتخارها أنها من بلاد أبدعت باللحن والكلمات في تراث الأغنية وكلماتها.

الشاعرة برديس السياغي كتبت بالقول: “تشير المصادر التاريخية إلى أن اليمن عرفت الغناء، ووُجدت بها الآلات الموسيقية المختلفة في الحضارات السبئية والمعينية والحميرية قبل الميلاد، وشوهدت نقوش كثيرة للآلات المستخدمة تعود إلى تلك الحقب”.

الفنان اليمني عمار العزكي شارك في كلمة مقتضبه تعو د للشاعر علي مطهر الإرياني أحد أشهر كتاب وملحني الأغنية اليمنية: “لو للطرب أرض ووطن ما بيكون الا لنا”.

“رسالة تحدي لمحاربي الفن”

من جهته، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني، معمر الإرياني، إن إعلان الأول من يوليو من كل عام يوماً للأغنية اليمنية جاء تفاعلاً مع المبادرة التي أطلقها عدد من الفنانين والمثقفين والنشطاء، وتحدياً للحرب التي أعلنتها جماعة الحوثي على الفن اليمني ورواده في اليمن.

وأوضح أن تخصيص يوم للأغنية اليمنية جاء لتعزيز الهوية اليمنية وحماية التراث والفن اليمني، ورد الاعتبار للأغنية التي ألهمت المبدعين اليمنيين والعرب على حد سواء.

‏وأشار الإرياني إلى أن “الأغنية اليمنية وحدت منذ القدم مشاعر اليمنيين وفجرت فيهم الإبداع وهذبت السلوك وكانت رفيقة الفلاح في الحقل والعامل في المصنع، والجندي في ميدان الكفاح، وبينما كانت السياسة تفرق كانت الأغنية تجمع وتوحد، ولا تزال الأغنية محل التقاء الفرقاء وبلسم الجراح”.

ودعا وزير الإعلام إلى جعل يوم الأغنية اليمنية والاحتفاء بها “دعوة للحياة في مواجهة دعوات الحرب والموت التي تشيعها ميليشيات الحوثي”، والتي قال إنها “تحاول منع مظاهر الحياة باستهداف الفن ورموزه ومنع الغناء في الأعراس والمناسبات وتضييق الخناق على الشعراء والأدباء وتحريم العزف بكافة الأدوات الموسيقية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى