أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

سبع سنوات على اعتقال السياسي اليمني “قحطان”.. ضوء منسيّ خلف قضبان الحوثيين (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من إيناس السبئي:

أصبح “محمد قحطان” السياسي اليمني ورجل الفكر والسياسة والقيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح (أكبر الأحزاب اليمنية) أيقونة المعتقلين السياسيين في سجون جماعة الحوثي المسلحة. لا يُعرف مصيّره حتى اليوم منذ اعتقاله قبل سبع سنوات.

يثير اعتقال محمد قحطان وإخفاءه غضب عائلته والسياسيين اليمنيين، ومع دخول ذكرى اعتقاله عامها الثامن في الرابع من ابريل/نيسان يبقى الرجل في المجهول.

 

أين محمد قحطان؟

ورفض ثلاثة من قادة الحوثيين في صنعاء تواصل معهم يمن مونيتور الكشف عن مصير “محمد قحطان” السياسي اليمني الأكثر ارتباطاً بالسياسة اليمنية منذ عقود.

وقال مسؤولان حوثيان لـ”يمن مونتور” إن “لا نستطيع الكشف عن معلومات عن محمد قحطان سوى بمقابل معلومات مماثلة عن أسرى لدى الطرف الأخر” في إشارة إلى الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

وقال مسؤول آخر إن “الأمم المتحدة طالبت قبل سنوات بمعرفة مصيره، وكذلك الصليب الأحمر، وكانت الإجابة بلا”.

يشير المسؤولون الثلاثة إلى أن الكشف عن مصير محمد قحطان أو مكان اعتقاله بيد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي: “هو من حظر الحديث عن الرجل ومكان اعتقاله، وعدد قليل يعرفون بمصيره بمن في ذلك الذين في مكتب الحوثي”- قال المسؤول الثالث.

وفضلت المصادر الثلاثة عدم الكشف عن هوتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.

 

موقف السياسيين

يبدي السياسيون اليمنيون غضبهم من مصير محمد قحطان، كان الرجل مقرباً من كل التيارات السياسية في البلاد، كان مؤثراً لدرجة كبيرة في تأسيس اللقاء المشترك وهو تجمع للأحزاب المعارضة اليمنية التي واجهت حزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان الحزب الحاكم خلال حُكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وجهت اتهامات مؤخراً للحكومة الشرعية بتجاهل إضافة محمد قحطان في قوائم الأسرى والمعتقلين الذين يتم تبادلهم مع الحوثيين، وتجري مشاورات برعاية الأمم المتحدة لاتفاق تبادل عشرات المعتقلين بينهم شقيق الرئيس اليمني.

وقال البرلماني علي الصراري وهو عضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي إنه مستاء من تجاهل وإقضاء رجل وطني كمحمد قحطان.

وأضاف الصراري لـ”يمن مونيتور”: “التخاذل الحاصل في قضية الأستاذ محمد قحطان المعتقل لدى المليشيات الحوثية تخاذل غير مبرر، وهذا لا يعفي المتخاذلين من المسؤولية وخاصة أن هناك قرار دولي صدر عن مجلس الأمن يلزم الجماعة الحوثية بالإفراج عن محمد قحطان وعن كافة المعتقلين السياسيين”.

وقال الصراري: الأمم المتحدة في الواقع لم تقم بالواجب ولم تطالب بشكل حثيث ودائم الجماعة الحوثية بالإفراج عن محمد قحطان وبقية المعتقلين السياسيين، وعندما تأتي فرص معينة لتبادل الأسرى نلاحظ دائما بأن اسم محمد قحطان لا يرد ضمن كشوفات الأسرى الذين سيتم الافراج عنهم من قبل الجماعة الحوثية ويقابل هذا من قبل الأمم المتحدة و الحكومة الشرعية بالتغاضي وعدم الاهتمام وهذا في الواقع يعتبر عيبا.

وتابع: مهما يكن محمد قحطان فهو مواطن يمني وانسان حضي باحترام كبير وكانت له مكانة في الأوساط السياسية والاجتماعية وأعتقد أن مصيره يهم الملايين من أبناء الشعب اليمني ولهذا لابد من أن تمارس ضغوط حقيقية على الجماعة الحوثية من أجل الإفراج عنه

 

عائلة قحطان

ظل محمد قحطان بعيداً عن عين أسرته وعائلته، لم يسمح بزيارته أو لقاءه منذ اعتقاله. لا تعرف عائلته وضعه الصحي أو ما إذا كان حيّاً أو ميتاً.

وبهذا الشأن ناشدت أسرة قحطان المجتمع الدولي ومبعوثي الامم المتحدة بسرعة الإفراج عن قحطان، مبدية استغرابها الشديد إزاء تجاهل جميع الأطراف له وعدم ورود اسم قحطان ضمن قوائم التبادل في الصفقة المرتقبة. ”

من جهته قال عبد الرحمن قحطان، نجل “محمد قحطان” لـ”يمن مونيتور”: أنهم ومنذ سبع سنوات لم يتمكنوا من التوصل إلى قحطان والاطمئنان على حالته الصحية، وأنهم لا يجدون للحظة مبررا واضحا لهذا التحفظ

يضيف عبد الرحمن قحطان: “أن عدم إدراج محمد قحطان ضمن صفقة تبادل الأسرى غير مبرر _ كما تدار البلد تدار قضية المختطفين_ ولكن بالرغم من هذا لا يمكن انكار أو اغفال دور بعض الشخصيات السياسية والحزبية في متابعة القضية”.

 

من هو محمد قحطان؟

محمد قحطان هو برلماني سابق تولى منصب رئاسة الدائرة التنظيمية لحزب التجمع اليمني للإصلاح منذ عام 1990م حتى العام 1994م، ومن ثم عُين رئيسًا للدائرة السياسية في الحزب نفسه. ساهم في تكوين تكتل أحزاب اللقاء المشترك في 6 فبراير/شباط 2002م، وعَمِل ناطقًا رسميًا لها حتى العام 2011م. وعند اقتحام الحوثيون للعاصمة صنعاء وسيطرتهم على مؤسسات الدولة في مارس/آذار 2015م، بقيَّ قحطان في صنعاء وكان الممثل لحزب الإصلاح في الحوارات التي يشرف عليها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر آنذاك.

وبعد أسابيعٍ قليلة من اقتحام الحوثيين للعاصمة صنعاء، تحديدًا في الرابع من أبريل/ 2015م، اختطف الحوثيون قحطان وزجوا به في السجن حتى اللحظة من الآن، مع امتناعهم عن الإدلاء بأي تصريحات بشأن حالته الصحية ومكان اعتقاله، كما أنهم لم يسمحوا لأسرته بالتواصل معه بأي شكلٍ من الأشكال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى