أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

فرحة اليمنين بتتويج منتخبهم مستمرة: تفاعل.. واهتمام نسوي لافت.. وإصرار على النجاح

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص

واصل اليمنيون الاحتفال لليوم الثاني على التوالي، معبرين عن فرحتهم بفوز المنتخب الوطني للناشئين، الذي توِّج ببطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم.

وهذه هي المرة الأولى التي يحرز فيها المنتخب الوطني انتصارا كرويا بهذا الحجم، فضلا عن أن توقيتها جاء بالتزامن مع حرب شرسة تعيشها اليمن منذ سبع سنوات.

وخاص منتخب الناشئين عدة مباريات خلال البطولة، فاز فيها على الأردن والبحرين وسوريا، وكانت مباراته الأخيرة في النهائي مع المنتخب السعودي، الذي تفوق عليه بركلات الترجيح بنتيجة 3 – 4 بعد تعادل الفريقين خلال الشوطين الأول والثاني بهدف واحد لكل منهما.

 

تفاعل واسع

ومنذ يوم الإثنين (13 ديسمبر/كانون الأول) تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي، بمنشورات التهاني للمنتخب ولكل اليمنيين بالفوز، الذي جمعهم الفرح بعد سنوات طويلة من الحرب مستمرة حتى اليوم.

كما قامت الحكومة وتجار وشركات عديدة وشخصيات بارزة، بالإعلان عن تقديم مبالغ مالية دعما للمنتخب، ومكافأة لجهود اللاعبين، وطالب بعض اليمنيين أيضا باستغلال هذه المناسبة والتأسيس لمراكز تهتم بالرياضة في اليمن بشكل أكبر.

ويعيش اليمنيون منذ 2015 في ظل الحرب، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي دفعت بالكثير منهم إلى دائرة الفقر والمجاعة، نسوا خلالها الفرح بخاصة مع استمرار المعارك وسقوط قتلى وجرحى وضحايا للألغام بشكل يومي.

ولذلك فقد شعر اليمنيون ومنهم عبدالله العولقي أن هذه هي المرة الأولى خلال الحرب، التي يشعر فيها بسعادة بهذا الحجم.

وقال لـ”يمن مونيتور” إنه مر بأيام عصيبة خلال السنوات الماضية، بدأت مع نزوحه مرات عديدة، وانقطاع راتبه، ووفاة بعض أقاربه في المعارك والأمراض آخرها كورونا.

وتابع: ما حدث بالأمس جعلني أنسى ذلك، فقد انشغلنا جميعا بالمباراة ونتيجتها التي شرفتنا، وخفف عنا ذلك كثير من الضغوط النفسية التي كنا نعانيها بشكل كبير.

 

اهتمام نسوي لافت

وبرغم أن النساء عادة لا يولين رياضة كرة القدم أي اهتمام، إلا أن اليمنيات هذه المرة، كن إلى جانب الرجال بانتظار نتيجة المباراة النهائية، التي تابعنها بشغف كبير.

تذكر عبير عبدالله أنها ولأول مرة في حياتها تابعت مع أسرتها من الفتيات المباراة كاملة، برغم عدم اهتمامها بكرة القدم.

وأضافت لـ”يمن مونيتور” لست وحدي من شاهدها وكان يشجع منتخبنا الوطني، فجميع صديقاتي وأخواتي أيضا وحتى أمي تابعن المباراة، وصرخنا بصوت عالٍ فرحا بالنتيجة.

“تشاركنا جميعا الفرحة، وأرسلنا التهاني لبعضنا، وشاهدت كثير من صديقاتي يكتبن في الفيسبوك منشورات تعبر عن سعادتهن، إضافة إلى تداول صور أبطال المنتخب وبعض المقاطع المصورة من المباراة في حالات الواتس اب وغيره”، أضافت عبير.

وتتمنى عبير أن يعود السلام لكل اليمن، وتصبح الحياة مستقرة، ويتم الاهتمام بشكل أكبر بالرياضة، طالما أن هناك مواهب قادرة على تحقيق إنجازات.

إصرار على النجاح

وكان مدرب المنتخب الوطني للناشئين الكابتن قيس صالح، قد ذكر بأنه اعتمد طريقة لعب جديدة، فضلا عن قيامهم بالإعداد الجيد للمنتخب لأكثر من ثلاثة أشهر، لافتا إلى لعبهم أكثر من 13 مباراة ودية في معسكراتهم بعدن وسيئون.

وتعليقا على ما حققه المنتخب الوطني للناشئين في بطولة غرب آسيا، قال الصحفي الرياضي عبدالله السامعي، أن أداءه يؤكد أن هناك جهدا كبيرا بذله الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني قيس صالح، حتى اعتاد اللاعبين على أسلوب لعب احترافي.

ولفت في تصريحه لـ”يمن مونيتور” إلى أن المدرب عندما وعد بالمنافسة على اللقب، تعامل مع اللاعبين بطريقة احترافية، فمنعهم من استخدام الجوالات، لإبعادهم عن أي ضغوط نفسية قد تشكلها مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ساعده في استمرار فريقه بتنفيذ تعليماته والتي نتج عنها تحقيق لقب البطولة.

وبرغم أن بطولة اتحاد غرب آسيا إقليمية، إلا أن الفوز بلقبها كما يؤكد السامعي أمر في غاية الأهمية، فاليمنيين بحاجة إلى فرحة تنتشلهم من مآسي الحرب وجرائم المليشيات، وهو ما حدث بالفعل بعد فوز المنتخب باللقب؛ فقد عمت الأفراح كل المدن اليمنية، وكذلك احتفل اليمنيون في الخارج، وبدأت المكافآت تنهال على المنتخب من الشركات التجارية ورجال الأعمال.

كما أن هذه البطولة، هي الأولى في تاريخ المنتخبات الوطنية، وبالتالي فتحقيق أول لقب بالنسبة للمنتخبات أمر مهم جداً أيا كان، من وجهة نظر السامعي.

وأدى إطلاق مواطنين الأعيرة النارية وبكثافة، احتفاء بالفوز، إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 124 آخرين، حسب وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي. كما سقط ضحايا آخرين أيضا في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى