كتابات خاصة

من بلد الأمان إلى موطن السجون

افتخار عبده

في السابق كان السجن يعد للظالمين الذين يقترفون الجرائم ويصنعون المنكرات، كانت السجون عادة ما تضم القتلة وناهبي الأراضي ومغتصبي الأعراض وناهبي الحقوق على أصحابها ولأجل هذا فقط تم بناء السجون وإعدادها من عهد أول سجن تم بناؤه وحتى قيام الساعة، بنيت لإقامة شرع الله والنصرة للمظلومين، لهم لا عليهم.

كانت السجون في بلدي الحبيب قبل الحرب قليلة ومعروفة في أماكنها ومسمياتها، وإذا ما دخلها سجين بعد محاكمته يُخبر من قبل السجانيين أن سجنه سيستمر فترة من الزمن وذلك على حسب الذنب الذي اقترفه وبعد ذلك إما يتم إطلاقه أو اتخاذ حكم مناسب لما اقترفه هذا السجين.

هذه هي صفات السجون ومن يعمل فيها وهذه هي الإجراءات التي تتخذ في حق السجناء وكل هذا كان سابقًا قبل مجيء الحرب اللعينة وقبل أن تشكل المجالس السياسية المنقلبة على الشرعية، هذه التي تدعي كل منها أن لها حق في سيادة البلاد، أما بعد مجيء هذه المجالس فقد انقلبت الأمور رأسًا على عقب.

كثرت المجالس السياسية المقبلة على الشرعية في وطني الحبيب وكثرت معها السجون فالحوثيون يختطفون الناس من الشوراع بلا ذنب اقترفوه، هم فقط في وجهة نظرهم يرون أنهم مذنبون، فإذا كان شخص ما يستخدم الجوال بكثرة هنا يتم اختطافه بتهمة التخابر وإذا ما خرج أحدهم وهو يضحك مع أهله ظنوا فيه ظن السوء ليكون مصيره إلى السجن وإذا ما جاء إنسان يرونه لأول مرة يتم اختطافه والزج به في غياهب السجن إلى أجل غير مسمى.

طريقة الاختطاف لدى الحوثيين تكون إما خوفًا من الأشخاص الذين يتم اخطافهم من مثل الأكاديميين وغيرهم من الصحفيين والناس الواعيين، هؤلاء يثيرون الرعب لدى المليشيات الحوثية ولذا تضطر لاختطفافهم، أو أنها تختطف أناسًا آخرين أبرياء لكنها تظل تبتز أسرهم وتنهبها تحت ذريعة إخراج هذا السجين أو أن المسجون يريد المال ليعيش، والمسجون في حقيفقة الأمر   يريد الحرية ليعيش إذا كانوا يعقلون، ثم من متى كان يحق لمن يريد أن يرأس دولة أن يسجن الناس الواعيين أو الناس الأبرياء، ما هكذا تورد الإبل يا معشر الحوثيين، وكسب الشعب لا يكون بالقمع  وما كان كذلك أبدا.

المجلس الانتقالي هو الآخر يستخدم أسلوب الاختطاف والإخفاء القسري لكثير من الناس الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في هذه الأرض التي هي أرضهم ووطنهم.

سجون هؤلاء كثيرة يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي الذي أودى بحياة الكثير من الأبرياء.

المثير في الموضوع أن السجون هذه التى يعدها هؤلاء من يريدون السيطرة على البلاد في انقلابهم على الشرعية هي سجون مخفية  لا يُعلم بها إلا أصحابها ، وأنت ياعزيزي  إذا تم اختطاف أحدًا  من أهلك، فأنت وقتها اقرأ عليه السلام وادعُ له بالصبر والثبات ثم حاول إن استطعت أن تهدئ الوضع المقلق في الأسرة وحاول أن تصبرهم، وبعدها استمر في ملاحقتهم والجري وراء إخراجه من السجن، طبق المثل القائل( اجري وراء الكذاب لحد باب بيته) والله المستعان على ما يصنعون.

المقال خاص بموقع يمن مونيتور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى