كتابات خاصة

ثورة فبراير في ذكراها الثانية عشر

أحمد ناصر حميدان

تحلُّ اليوم علينا الذكرى الثانية عشرة لثورة 11 فبراير/ شباط 2011، وهي ثورة الشعب اليمني المتطلع للتغيير، و ثورة الشباب، حيث كانت الجامعة نقطة الانطلاق، وموقع نصب الخيام، عندها اجتمع الطيف السياسي، وتجسدت الشراكة في احسن صورها، وتبلورت الأفكار والرؤى، القوة التي أطاحت بنظام الرئيس علي عبد الله صالح، وحطمت الاحتكار السلالي للرئاسة ونفوذ السلطة.

عملية التغيير هي التي أزعجت القوى التقليدية والسلالية، وبإيعاز منها انقلب الحوثيون على فبراير، شكلوا تحالف مع نظام صالح، الذي أنهار بمقتله.

فبراير التي كانت نبراس لعملية التغيير، والحوار الوطني الذي صاغ مخرجاته من أفكار فبراير ورؤى الشباب والثوار، وبدماء الشهداء والجرحى، وجمعة الكرامة، التي راح ضحيتها أشرف وأنبل شباب اليمن، يبقى السؤال بعد اثني عشر عاما من الثورة هل استطاع النظام وحلفائه الإقليميين القضاء على فكرة الثورة، واغتيال ادواتها لقتل فكرة التغيير، والقبول بأمر واقع يتم إخراجه بمسرحية حل الأزمة اليمنية.

من ثورة شعب، لازمة صراع على السلطة، بين قوى نفوذ عسكري مناطقي طائفي ومذهبي عقيم، استطاع الاشقاء (التحالف العربي) ان يدير العملية بخبث، ليحمي أدواته القديمة، ويشكل أدوات جديدة، ليبقى وصيا على اليمن، واليوم أصبح مسيطرا على القرار السياسي اليمني والسيادة اليمنية، ناهبا عابثا محيك للصراعات، يعيد ترتيب وتموضع الأدوات بما يتوافق واجنداتها واهوائه، وللأسف وجد ارخص أدوات التآمر والارتهان.

من المحزن أننا اليوم نبحث عن ثورة فبراير فلا نجدها غير في قنوات فضائية لا علاقة لها بالسلطة الشرعية، واي شرعية؟

الشرعية المفرخة من حضانة التحالف، الحضانة التي وجدت للقضاء على فكرة ثورة فبراير، وهي جزئية من مؤامرة التصدي للربيع العربي، ربيع التغيير الذي ارعب القوى التقليدية والرجعية العربية، والسلطات السلالية، التي تحكم شعوبها بالوراثة، وتسيطر على مصير تلك الشعوب المستسلمة لهذا الحكم الجائر، وتتأمر على جيرانها بتقوية ودعم كل القوى الرجعية في الداخل وافكارها السلالية.

صحيح ان قوى فبراير موجودة في السلطة الشرعية المفرخة، ومن العيب ان تسمح تلك القوى لكل ما يحدث ل فبراير وثوارها الصامدون بأفكارهم ورؤاهم وأهدافهم، والتغيير كمبدأ وهدف، نحو تحول حقيقي لدولة محترمة، تحترم حق الجميع وكرامة الجميع دون استثناء، حق المواطنة والحريات والعدالة.

من يحتفل بفبراير اليوم، يمكن ان يتعرض للاتهام والتخوين، بما يوحي ان من يقود سياسة البلد هم بقايا أعداء فبراير وحلفائهم، والساقطون في حضن العمالة والارتهان للقوى الرجعية أعداء الربيع العربي والتغيير وفبراير، حتى وان قدموا من ساحة التغيير، فقد تعرضوا لغسيل دماغ، وباعوا ضمائرهم، وفسخوا مع تفسخ السلطة والجاه، وفبراير منهم بريئة.

لن تستقر اليمن، ولن تستقر المنطقة والوطني العربي الكبير، بهذه الأنظمة الرثة، والحكام العملاء المرتهنين للعالم المنافق، والصهيونية العالمية، والماسونية، التي ظلت لسنوات تصنع لنا دمى تحركها بخيوط، و تدير البلد نحو التخلف والجهل، والصراعات السلبية المدمرة والغوغائية والفوضى الخلاقة.

الحل لازال في ثورة فبراير ثورة شعب وشباب حر مستقل قادر على تحطيم الاصنام وما حولها من فخاخ ليمضي في ثورته نحو تغيير حقيقي يلبي تطلعات الجماهير التواقة للنهوض والكرامة والحريات والعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى