أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسية

أوقفوا أدويتهم.. الحوثيون يعاقبون “مرضى السرطان” بعد انكشاف مقتل عشرة أطفال بدواء فاسد

يمن مونيتور/ خاص:

كشف مسؤولان ومرضى بالسرطان في صنعاء أن جماعة الحوثي بدأت في معاقبة المرضى بوقف علاجاتهم بعد انكشاف قضية مقتل عشرة أطفال وإصابة آخرين بعد تلقيهم جرعات من دواء ملوث في سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال مصدر في مركز لأورام السرطان في مستشفى الكويت لـ”يمن مونيتور”: إن الحوثيين صادروا جميع أدوية مرضى السرطان من المؤسسات التي تمنحها للمرضى؛ وطالبوا إدارة المراكز بالحصول على أمر مباشر من المسؤولين المباشرين في وزارة الصحة التابعة للجماعة، لتلقي أي مريض للجرعات.

وأضاف المصدر: نتلقى التهديدات والاعتساف واتهامات العمالة مع “العدوان” (في إشارة للحكومة المعترف بها دولياً والتحالف الذي تقوده السعودية) منذ انكشاف مقتل الأطفال في مركز اللوكيميا.

وكان يمن مونيتور قد نشر تحقيقاً يكشف فيه تورط الحوثيين في تهريب الأدوية إلى اليمن، مستخدمين الهيئة العليا للأدوية ووزارة الصحة الخاضعة لهم في صنعاء لإثراء أنفسهم. وكشف التحقيق واحدة من أكبر الكوارث الطبية والدوائية في اليمن والتي تكررت خلال الأعوام الثمان الماضية.  حيث يدير الحوثيون مملكتهم الخاصة في مناطق سيطرتهم الأكثر كثافة سكانية، إذ تحول الدواء في البلاد إلى واحد من أكبر مصادر الثراء لقادة الحوثيين الذي يديرون شبكات من التهريب الضخمة للاستثمار في صحة اليمنيين.

اقرأ/ي..(تحقيق خاص) التهريب ومراكز مالية جديدة.. كيف أثّرت تجارة الأدوية قادة الحوثيين وسحبت باقي اليمنيين نحو الموت؟

وأشار مسؤول في صندوق مكافحة السرطان في صنعاء لـ”يمن مونيتور” إلى أن الحوثيين أبلغوا الصندوق قبل نحو شهر بإيقاف تقديم أي أدوية للمرضى “وأنها أوقفت الدعم المخصص لشراء الأدوية الخاصة بالصندوق، دون تقديم أي مبرر”.

يقدم الصندوق دعماً بنسب متفاوتة لشراء الأدوية للفقراء المصابين بأمراض السرطان.  لكنه يوفر معظم أدوية المرضى على الرغم من الشكوك من أطباء ومرضى بشأن جودة هذه الأدوية.

وقال محمد يحيى وهو مصاب في الغدد الليمفاوية إن علاجه الشهري يكلف أكثر من 250 ألف ريال حوالي 450$، وكان الصندوق يوفر الدواء له: الآن لم استطع منذ شهر تلقي العلاج، بسبب عدم وجود المال لشراءه.

كان يحيى وكيلاً لمدرسة حكومية قبل الحرب، ومنذ سنوات لم يتلقى راتبه الضئيل الذي كان بالكاد يكفي لإطعام أسرته المكونة من 4 أطفال وأمهم، ولجأ لأعمال متعددة رغم مرضه لاستكمال اطعامهم الآن يقول إنه سينتظر “الموت” متمنياً ألا يتعرض للمعاناة.

الآلاف مثل يحيى سينتظرون الموت فلا طاقة لهم بتكاليف العلاج الباهظة التي تتفاوت بين 50$ من 1500$ شهرياً في بعض الحالات-كما يقول أطباء ومرضى.

إن إيقاف الحوثيين الأدوية التابعة للصندوق يدفع المرضى المقتدرين إلى طريق إجباري لشراء الأدوية من سوق الدواء، لكن ذلك غير متوفر.

وقال محمد وهو مريض بالسرطان يتلقى علاجاً في المركز لـ”يمن مونيتور”: لم أجد أدويتي في الصيدليات القريبة من جميع مراكز علاج السرطان.

وجه الحوثيون إنذاراً حسب محمد وصيدلي آخر بإغلاق الصيدليات التي تبيع هذه الأدوية “بحجة أنها مهربة”.

وتحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام وخشية انتقام الحوثيين.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن إجمالي عدد المصابين بمرض السرطان في اليمن بلغ 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل. وكانت المنظمة التابعة للأمم المتحدة تقدم علاجات لمرضى السرطان، تمر عبر الصندوق ومراكز علاج الأورام لكن الحوثيين عارضوا مراراً مثل هذه الجهود.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف المرافق الصحّية في اليمن باتت خارج الخدمة من جراء الحرب المتواصلة منذ مارس/ آذار في عام 2015.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى