كتابات خاصة

منابع الإرهاب والتوافق السياسي

أحمد ناصر حميدان

1ـ منابع الإرهاب هو التطرف الغلو كان دينيا أو أيدولوجية, هو فكر متطرف لعقيدة ما أو توجه سياسي, يرفض الآخر, ويزداد منسوب الإرهاب قوة في حالة العنف, وينحسر في حالة التوافق على دولة المواطنة والشراكة والنظام والقانون , الدولة التي تعطي لكل الأفكار مساحة للتعبير على مشاريعها, وتضبط الجميع على مبدأ لا ضرر ولا ضرار، وتضع الجميع تحت سلطة النظام القانون العادل.

2ـ أدوات الإرهاب متوفرة في سوق الوطن المبتلى بالفساد والطغيان والقهر, حيث يصيب أبنائه الجوع والمجاعة, والظلم وظلام العقول, فيجد الإرهاب فرصته ليتسلل لنفوس مصابة, مقهورة مريضة بالضغائن والثارات, ويجد عقول مغتصبة تطرف وغلو, ونفوس تبحث عن ما يسد رمقها من الجوع والحاجة, ومن السهل توظيفها لتنفيذ عمليات إرهابية, ل تشبع نهمها جوعا أو ثارا .

3ـ مخطى من يعتقد انه قادر أركاع مجتمع بكل أطيافه ليكن تابع مستسلم لأمر واقع بالعنف, العنف الذي يخفي في جنباته فرص الانقضاض على الآخر, التخندق في خندق عنف وعنف مضاد, لا يمكن حسبان مالاته, وقد لا يحمد عقباه .

4ـ العنف لا يمنع الإرهاب, بل يقدم له كل مبررات البقاء والنماء, ويعطيه جرعات التنفس ليسفك مزيدا من الدماء, إذا اتفقت أدوات العنف, انحسر الإرهاب, إن اختلفوا تحركت الة الإرهاب لتصفية الحسابات.

5ـ الإرهاب اشكال وأنواع, إرهاب ثقافي وفكري, وإرهاب جسدي ومعنوي, إرهاب ديني, وإرهاب سياسي, إرهاب تربوي وسلوكي , وإرهاب , وإرهاب سلطوي, هو إرهاب الدولة والمؤسسات الأمنية والعسكرية, هو الأشد الما و وجع , لأنه يتحرك في مساحة شرعية السلطة , وبتموين المال العام, لضرب الرأي العام , وفرض سلطة البغي والظلم العام .

لماذا يضرب الإرهاب عدن اليوم؟

6ـ لن يشفع لعدن كل تلك الثكنات العسكرية , والنقاط الأمنية المنتشرة في طرقات ومخارج ومداخل الاحياء وعدن, من الإرهاب , لأنها لا تخضع لمنظومة دولة , ومؤسسات مهنية , ولا تحتوي على كوادر مؤهلة ومعدة إعداد جيد لخدمة المجتمع والوطن , تعدد الولاءات , تعدد الرؤوس , تعدد القيادات , وتعدد التموين , وتعدد المشاريع , وتعدد الاجندات, والارتهان والتبعية لغير الوطن والسيادة والإرادة الوطنية , حتى وإن كان المشروع صغير وجغرافي , يخفف من ضرر الإرهاب , لكن المشروع عبثي منزوع القيم والأخلاقيات , الإنسانية والوطنية , وبالتالي بالإرهاب يعشش في بعضها , لخدمة أطراف الصراع , واجندات الخارج اللعين .

7ـ تستعيد عدن روحها في توافق سياسي مهما كان شكله , او اتفق الناس عليه او اختلفوا ,اهم ما فيه بروز شكل الدولة , تشعر أن الحياة تتطبع تدريجيا , ان العابثين يرتعبون من ترسيخ الدولة التي قد تنشأ من ذلك التوافق , فيستعيد الريال عافيته , وتبرز حالة تعافي تدريجي للمؤسسات , وانخفاض نسبي للأسعار ,وتحسن في المعيشة , تبرز حالة تفاؤل وامل من تغيير الحال لواقع افضل , وينهار كل ذلك الأمل في لحظة خلاف يهد من حالة التوافق ,بما يوحي أن من يدير هذا التوافق هو المعني بإثارة الازمة القائمة , هو من يعزز روح التوافق , وشكل الدولة المتوافق عليها على الأرض سياسيا واقتصاديا , او يهدها بمجرد مزاج يخفي حقيقة الهدف والغاية .

8ـ إذا المعني الحقيقي في معاناتنا كمواطنين و وطن , هو التحالف الذي يدير كل تلك التوافقات , ويهدها , يدعم طرف على حساب طرف , ومشروع صغير على المشروع التوافقي , ويتخلى على كل الاستحقاقات , ويترك الأطراف تواصل الصراع , الطرف المعطل يواصل عملية التعطيل , هذا التحالف الذي صنع لنا من أدواته توفقا , واكتشف ان ليس كل تلك الأدوات قابل للتوظيف , فيها أدوات تعمل وفق مزاج وطني ومن أجل الوطن تقبل التوظيف النسبي , وأدوات تعمل وفق مزاج مصالح وانانية , تقبل العمل ضد كل ما هو طني لخدمة مصالحها , في توظيف دني لها , تصبح حجر عثرة أمام مشروع التوافق والاتفاق على دولة محترمة و وطن يستوعب كل أبنائه , وتسوية الساحة السياسية لترسيخ إرادة الناس لتحديد مصيرهم , واختيار من يقودهم بشكل ديمقراطي حر ونزيهة .

ولله في خلقه شؤون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى