أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتفاعلتقارير

هوس السلطة وسلوك “الميليشيات”.. كيف يجرّ المجلس الانتقالي “الرئاسي اليمني” نحو الفشل؟!

يمن مونيتور/ وحدة الرصد/ خاص:

منذ إعلان مجلس القيادة الرئاسي اليمني في ابريل/نيسان الماضي بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، ولا يزال الأخير يشكك في المجلس الرئاسي ويشن حملات للتشكيك في مهامه واحتمال بقاءه.

خلال الأسبوعين الماضين يُقدم المسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي والموالون له، صورة عن الدور الذي يفترض بالمجلس الرئاسي أن يلعبه لمصلحة أهداف “الانتقالي” وتحقيقها على الأرض.

فما الذي يريده المجلس الانتقالي الجنوبي من المجلس الرئاسي؟!

تشير تدوينات الناشطين والمسؤولين في المجلس الانتقالي إلى أنه يريد المجلس الرئاسي كأداة للسيطرة على مؤسسات الدولة جميعها، وأن يكون أداة -أيضاً- ينفذ ما يطلبه قادة المجلس الانتقالي دون أن يلتزم المجلس بما عليه من اتفاقيات.

في ذكرى الوحدة اليمنية في 22 مايو/ أيار حظر المجلس الانتقالي أي احتفاء لقادة المجلس الرئاسي بالذكرى الوطنية، حظر وصول الأعلام الوطنية سواءً في قصر معاشيق أو على منازل أعضاء المجلس الرئاسي في عدن، أو في الشوارع. في حادثة واحدة على الأقل قامت قوات من المجلس الانتقالي الجنوبي بإزالة الأعلام الوطنية من منزل عضو المجلس الرئاسي طارق صالح، كاد الأمر يتحول -وقتها- إلى اشتباكات مع حراسته لولا أن تدخل “طارق صالح” وأوقف حراسته وسمح لقوات المجلس الانتقالي بإنزال الأعلام، غادر بعدها إلى المخا حيث مركز قواته.

في حادثة أخرى عشية 22 مايو/ أيار منعت قوات المجلس الانتقالي وصول “كعكة” عليها رمزية الاحتفاء بذكرى الوحدة والعلم الوطني من الوصول إلى قصر معاشيق حيث كان يخطط رئيس المجلس الرئاسي إلى الاحتفاء بالذكرى الوطنية مع عدد من المسؤولين.

طوال بقاء المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، لم يلتزم “عيدروس الزُبيدي” وهو عضو في المجلس الرئاسي بالبقاء في قصر معاشيق، عادة ما التقى مسؤولي المحافظات الجنوبية وقائد التحالف في عدن في مكتبه في مقر المجلس الانتقالي الجنوبي، وليس بقصر معاشيق.

يُقدم المجلس الانتقالي نفسه كرئيس للمجلس الرئاسي وقائد له، يمنحه وجود ميليشيات وقوات في عدن وسيطرته على المدينة -حتى الآن- القوة في فرض هيمنته على قرارات المجلس الرئاسي، في عدة مناسبات أثار أعضاء المجلس الانتقالي وموالون له هذه النقطة الأساسية في محاولة لإجبار المجلس الرئاسي على التراجع عن قرارات- حسب ما أفاد مسؤول حكومي لـ”يمن مونيتور” فإن المجلس الرئاسي تراجع مراراً عن قرارات تحت الضغط الذي يقوم به المجلس الانتقالي.

في شبكات التواصل الاجتماعي كان واضحاً أن المجلس الانتقالي الجنوبي وأنصاره يثيرون سلوكاً انتقامياً من المجلس الرئاسي وأعضاءه، كسلاح لمهاجمة المجلس الرئاسي والحكومة المعترف بها دولياً، يكشف ذلك أيضاً كيف يرى أعضاء المجلس الانتقالي وقياداته للمجلس الرئاسي

 

“هوس السلطة”

يشير “حسن لقور” وهو موالي للمجلس الانتقالي ينشط في أوروبا أن المجلس الرئاسي يقوم بتعيين الحوثيين والموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح. يستخدم المجلس الانتقالي الجنوبي هذا التوصيف لردع تعيين مسؤولين حكوميين من خارج الموالين للمجلس، عادة ما استخدمت هذه الاتهامات في الأعوام السابقة منذ توقيع اتفاق الرياض 2019، لتبرير سيطرتهم على المحافظات الجنوبية والوظيفة العامة.

يمثل المجلس الرئاسي طيفاً لمعظم الأطراف المحلية التي تعارض وتقاتل الحوثيين، بما في ذلك حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ وتُبنى القرارات داخل المجلس بالتوافق وفي حال تعادل التصويت ترجح الجهة التي يقف معها رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي وهو شخصية سياسية وأكاديمية كان وزيراً للداخلية ثم وزيراً للإدارة المحلية خلال حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

يكرر الأمر ذاته “عدنان الأعجم” بالحديث أن “العليمي” يوازن قراراته بين الحوثيين ومايصفهم بالإخوان في إشارة إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي نفى مراراً علاقته بجماعة الإخوان المسلمين المصرية المحظورة في عدد من دول مجلس التعاون الخليجي. يثير أعضاء المجلس الانتقالي هذه التوصيف لاستمالة الموقف الإماراتي معهم بشكل أكبر.

على عكس ما يشير إليه نشطاء الانتقالي يسيطر المجلس الانتقالي على معظم الهيئات في الإعلان الرئاسي الذي على أساسه تشكل المجلس الرئاسي، يرأس محمد الغيثي لجنة الحوار والمشاورات، ويرأس هيثم قاسم اللجنة العسكرية، كما جرى تعيين نائب عام للبلاد من الموالين للمجلس الانتقالي الجنوبي، وكان مسؤولاً في هيئة قضائية “للجنوب” تابعة للمجلس.

يمضي أفراد المجلس الانتقالي أكثر إلى اتهام المجلس الرئاسي بإفراغ مؤسسات الدولة في عدن لصالح جماعة الحوثي المسلحة، ودفع ذلك إلى اتهام السعودية بأنها “تخطط من أجل ذلك”. توضح أزمة البنك المركزي الكثير من ذلك، يتهم المجلس الانتقالي الجنوبي من يصفهم ب”الشماليين” في المجلس الرئاسي والبنك المركزي إلى السعي نقل مقر البنك المركزي إلى صنعاء بطلب من الحوثيين؛ رد البنك المركزي ببيان إن هذا ليس صحيحاً. من الصعب إعادة البنك المركزي من عدن إلى صنعاء لاعتبارات مالية وإدارية ودولية.

عندما نُقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن عام 2016 عانى البنك المركزي حتى تمكن من تحويل أنظمة التحويلات المالية عبر البنك المركزي في عدن، واحتاج الأمر أشهر عديدة لإقناع العالم بانتقال البنك المركزي، لذلك فإن أي خطط لإعادته إلى صنعاء تصبح أقرب الصعب جداً حسب ما يشير مسؤول في البنك المركزي في عدن لـ”يمن مونيتور”.

تأتي ضغوط المجلس الانتقالي في البنك المركزي مع مطالبات اقتصادية ودولية بوقف استحواذ المجلس الانتقالي على إيرادات حكومية من جمارك وضرائب، يسيطر المجلس الانتقالي على ميناء ومطار عدن الدولي.

 

العليمي (التعزي) يمثل عفاش!

يمضي الأمر إلى الضغط على رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، واعتباره في حال رفض تنفيذ أوامر المجلس في التعيينات بما في ذلك تشكيلة حكومية متوقعة، أنه “وليد عقلية عفاش” الرئيس اليمني الراحل كما يقول ناشط المجلس الانتقالي جلال حاتم.

يقوم وضاح بن عطية وهو مسؤول في المجلس الانتقالي بنشر الاتهامات تجاه العليمي بسلوك مناطقي يقول في تغريدة على تويتر: يبدو أن العليمي وفريقه بدأ حرب خبيثة بعيدا عن التوافق الذي خرجنا به في مشاورات الرياض وبأسلوب قذر يريد دفع الإنتقالي للمواجهة لإظهارنا كمعرقلين. يجب أن يعلم العليمي (التعزي) أن مالم نقبل تمريره لهادي وهو جنوبي لن نسمح بتمريره للعليمي وغيره من قوى الشمال ونحن اليوم أقوى وأشد.

ينشر أحد الموالين للمجلس الانتقالي صورة “العليمي” مقلوبة، في إشارة إلى إسقاطه، ويقول إنه سيجعل من عدن فوهة بركان تحرقهم وتحرق أحلامهم!

يشير وضاح بن عطية إلى “التعزي” الذي يفترض به الوقوف مع المجلس الانتقالي! في إشارة إلى رئيس الحكومة ورئيس البرلمان سلطان البركاني ورئيس المجلس الرئاسي: هل يضيع أبناء تعز الفرصة الأخيرة! أضاع أبناء تعز فرصة الوقوف مع شريك الوحدة ممثل دولة الجنوب في التسعينات. أضاعوا فرصة وجود التحالف لتشكيل قوة مستقلة بعيداً عن نفوذ أحزاب صنعاء.

يتفق معه المسؤول والصحافي في المجلس الانتقالي ياسر اليافعي: توقعنا هذه المرة انهم سيكونون صادقين مع انفسهم وتكون صنعاء هدفهم الأول متستغلين دعم ابناء الجنوب لهم . لكن المؤسف صنعاء آخر همهم واكثرهم قدم الى عدن للحصول على المناصب والمكاسب بالمختصر اقتنعوا صنعاء للحوثي ويريدون حكم الجنوب هم وأدواتهم الفاسدة والفاشلة ! وهذا لن يمر بالمطلق ..

 

السيطرة على عدن

يملك المجلس الانتقالي الجنوبي ميليشيات متعددة في العاصمة عدن، يرفض المجلس الانتقالي منذ 2019 إعادة هيكلتهم ودمجهم في القوات المسلحة والأمن اليمني كما ينص اتفاق الرياض، على الرغم من تنفيذ الشق السياسي وأصبح جزءاً من الحكومة ومن رئاسة البلاد. يدعو المجلس الانتقالي لانفصال جنوب اليمن ويعتبر تلك الميليشيات هي نواة القوات الجنوبية الجديدة.

يذهب جلال حاتم إلى تقسيم المجلس الرئاسي إلى شماليين وجنوبيين شأنه شأن معظم نشطاء “الانتقالي”، ويقول إن لديهم دور واحد في الهيئات هو إما تحرير “الشمال أو الاتفاق سلماً مع الحوثيين ويرحلوا”!

يؤكد ذلك عبدالله بارعيدة أنه خلال شهرين لم يتمكن المجلس الرئاسي من تحرير صنعاء لذلك عليهم أن يرحلوا، “وأن مبرر بقائهم في عدن انتهى”.

يدعو آخر إلى أن تتوقف قيادة المجلس الانتقالي عن الشجب والرفض، والبدء بالسيطرة على الأرض ومقدرات -يقصد الإيرادات-.

القيادي في المجلس الانتقالي أحمد الربيزي يتحدث بصفة مناطقية وتذكير أنهم تحت حماية المجلس الانتقالي: يا هؤلاء أنتم في معاشيق عدن الجنوبية ولستم في عصيفرة أو الجحملية بتعز. نذكركم ان (حكومة معين) تشكلت بالمناصفة بين الجنوب والشمال، وفق “اتفاق الرياض”. ومجلس القيادة الرئاسي تم تشكيله بمبدأ التقاسم 4 /4.  لكن..! توظيفاتكم في المجلسين، تعبر مشطحة في طريق “هيجة العبد”.

خالد النسي ويقدم نفسه محللاً عسكرياً موالياً للمجلس الانتقالي يُذكر رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بأن المجلس الانتقالي هو من سمح له بالعودة إلى عدن.

يشير “النسي” إلى ما يصفها “بنوايا خبيثة” للشماليين في قيادة المجلس الرئاسي “تجاه الجنوبيين وبالتالي أصبحت الثقة منزوعة ولم يعد يستطيع تنفيذ مهامه التي أنشئ من أجلها”.

ويعيد التذكير بأن “العليمي” كان وزيراً في عهد النظام السابق، ويهاجم أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الآخرين.

 

“ناس كبدها ضلف”

لا يقتصر الأمر على المجلس الرئاسي بل حتى على الحكومة، يقول أحد نشطاء الانتقالي وهو نافع بن كليب: ما يسعى اليه رئيس الوزراء معين عبدالملك في هذه الأيام هو رمي فساده وفشله على الوزراء الجنوبيين من خلال تمويله لحملات إعلامية تحريضية ضدهم، لاسيما وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا ما ينبغي ان يدركه ويستوعبه النشطاء الجنوبيين.

يدعو المجلس الانتقالي الجنوبي مراراً إلى محاربة الفساد في الحكومة، لكنه -كما يبدو- يريد أن يصبح أداة لإقصاء خصومهم، وليس لحماية مؤسسات الدولة من الفساد.

يقول جلال حاتم: لن ينجح معين عبدالملك في تحقيق غاياته.. لأنه طوال اكثر من أربع سنوات مرت عجافا لم يحقق حتى انجازا واحدا.. سوى أن بطنه صارت اكبر  وارصدته في بنوك الخارج أصبحت اكثر!

يقدم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي حديثاً دبلوماسياً عندما يتعلق الأمر بمخاطبة الحكومة التي يعتبر المجلس شريكاً فيها، لكنه يشير إلى “صفقات فساد حكومي” ويطالب بتغييرها: “المرحلة تحتاج حكومة تمتلك الكفاءة والقرار والنزاهة وتواكب جهود مجلس القيادة من خلال نجاحات ملموسة على الأرض. وكما يقول أهل شبوة: الناس كبدها ضلف.

يهدد نافع كليب الحكومة بمصير 2019 عندما سيطرت ميليشيات المجلس الانتقالي على العاصمة عدن ومحافظات مجاورة وطردت الحكومة الشرعية إذا لم يركزوا على “تحرير صنعاء فقط” وترك الأمور الباقية -كما يبدو- لإدارة المجلس الانتقالي الجنوبي.

بن كليب يرى أيضاً أن المجلس الرئاسي هو خطوة جديدة نحو إعلان الدولة الجنوبية، كما كان الأمر في عام 1990 بلقاء علي سالم البيض بعلي عبدالله صالح لتحقيق الوحدة فإن لقاءات رشاد العليمي مع عيدروس الزُبيدي بداية النهاية للوحدة الوطنية!

يتجلى مطالبات المجلس الانتقالي من دور المجلس الرئاسي في تغريدة نصر العيسائي: انتهى مشروع فرض الوحدة بالقوة بانتهاء علي عبدالله صالح ،وانتهى مشروع الأقاليم الستة بانتهاء عبدربه منصور هادي ، وستنتهي المناصفة كمرحلة انتقالية بين الجنوب واليمن بانتهاء مجلس القيادة الرئاسي، لندخل بعدها بالعودة للوضع الطبيعي وهو #حل_الدولتين في جهة اليمن.

 يدفع المجلس الانتقالي الجنوبي، المجلس الرئاسي والأهداف التي من أجلها تم إنشاؤه نحو مستنقع الفشل، يرفض المجلس الانتقالي حتى الآن إعادة هيكلة القوات، ويحرص على سيطرته على مدينة عدن وعدم التعاون مع قوات الأمن والأجهزة المخابراتية التابعة لها. يفترض بالمجلس الرئاسي أن يُقدم عدن نموذجاً للمحافظات المحررة ومناطق سيطرة الحوثيين، لكنه -كما يبدو- يصطدم بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى