أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

كيف دفع هجوم “مطار عدن” الإدارة الأمريكية إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية؟! (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ تقرير خاص:

جرى الكشف للمرة الأولى عن نيّة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصنيف جماعة الحوثي اليمنية كمنظمة إرهابية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو ما أثار جدلاً في وزارة الخارجية الأمريكية بين تصنيف الجماعة أو الاكتفاء بالإعلان عن قيادات من الجماعة المسلحة كإرهابيين.

ويوم الاثنين الماضي، أعلنت الخارجية الأمريكية تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، دافعة الجماعة المسلحة نحو زاوية ضيقة يمنع عنهم أي اعتراف دولي، ويضع الشركات والمؤسسات التابعة لهم قيّد الملاحقة.

إعلان الخارجية الأمريكية بشأن تصنيف الحوثيين أشار إلى الهجوم الدامي على مطار عدن الدولي في 30 ديسمبر/كانون الأول الذي استهدف المطار المدني لحظة وصول الحكومة اليمنية الجديدة إلى المدينة، وقُتل 28 شخصاً وأصيب 108 آخرين جُلُّهم من المدنيين.

حيث قالت الخارجية الأمريكية: يكفي أن ننظر إلى أبعد من الهجوم الوحشي الذي استهدف المطار المدني في عدن عندما استهدف الحوثيون قاعة الوصول وقتلوا 27 شخصا، بمن فيهم ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لنرى الدمار الذي يواصل الحوثيون إلحاقه بالمدنيين والبنية التحتية المدنية.

 

البدائل التي كانت مطروحة

في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي كان مسؤولون أمريكيون بينهم -نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيموثي ليندركينغ في منطقة الخليج يبحثون البدائل المتاحة لعدم تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، من بينها إضافة قيادات في الجماعة المسلحة في قوائم الإرهاب التابعة للخزانة الأمريكية.

أبدت سلطنة عُمان، وعواصم أخرى عربية وغربية اعتراضات على تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية، ودفعت الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية والبحرين الولايات المتحدة إلى اعتبار الحوثيين جماعة إرهابية. في حقيقة الأمر كان مسؤولون حاليون وسابقون في الخارجية الأمريكية –ومنظمات إغاثة بما في ذلك تلك التابعة للأمم المتحدة- أبدوا اعتراضات علنية أثناء مناقشة تصنيف الحوثيين كإرهابيين.

كانت النقاشات تدور داخل الخارجية الأمريكية لتصنيف الحوثيين كإرهابيين بناءً على ثلاثة عوامل رئيسية: استهداف المدنيين من قبل الحوثيين، و “تعميق” علاقاتهم مع الحرس الثوري الإيراني، واستخدام الاختطافات كأداة حرب في البلاد- حسب ما أفاد “ليندركينغ” عقب انتهاء جولته إلى الخليج.

أعلنت الخزانة الأمريكية في العاشر من ديسمبر/كانون الأول وضع خمسة من قيادات الحوثيين في قوائم الإرهاب: عبدالحكيم الخيواني بـ”أبو الكرار” نائب وزير داخلية الحوثيين غير المعترف بها، مطلق عامر المراني (ابو عماد) نائب رئيس جهاز الأمن القومي السابق، عبدالقادر الشامي (الملقب بالشامي) المدير سابق لجهاز الأمن السياسي، سلطان زابن (ابو صقر) المدير الحالي لإدارة التحقيقات الجنائية في صنعاء، عبدالرب جرفان الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي.

ويبدو أن هذه كانت الخطوة كافية إضافة إلى خطوات أخرى مماثلة –كانت متوقعة- من وجهة نظر بعض المسؤولين في الخارجية الأمريكية، لكن هجوم مطار عدن دفع إدارة ترامب نحو مسار لا تراجع فيه.

 

قصف مطار عدن

تقول مجلة فورين بوليسي الأمريكية إنه خلال الأسابيع الأخيرة تراجع النقاش حول تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.

ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني حاول المسؤولون الأمريكيون دفع جماعة الحوثي خلال تلك الفترة لإظهار علامات على تراجعهم عن الإرهاب والتزام بعملية السلام، لكن تلك المحاولات كانت يائسة، فلم يستجب لها الحوثيون- كما يشير دبلوماسيون كبار لمجلة فورين بوليسي.

وقال الدبلوماسيون إن هجوم الحوثيين على مطار عدن وضع إدارة ترامب على مسار لا رجوع فيه نحو التصنيف.

وقال دبلوماسي كبير: “كانت هناك رسائل محمومة تنتقل من الولايات المتحدة إلى الحوثيين [تقول]: (لا تكونوا أغبياء، أيها الأولاد)، ثم حدث الهجوم على مطار عدن”.

وتابع أن: “الأشخاص المطلعين عرفوا في تلك المرحلة، أنه لم يعد هناك ما يمكن فعله لإيقاف التصنيف”.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل 233 ألف يمني خلال سنوات الحرب. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى