أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

إعلان الحوثيين الحرب على “إسرائيل”.. خبراء: أهدافهم الحقيقية في مكان آخر

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

يعتقد خبراء أن هجوم الحوثيين على الأراضي الفلسطينية المحتلة “إسرائيل” يأتي لأهداف أخرى غير متعلقة ب”دعم قطاع غزة” ضد الحرب الوحشية الإسرائيلية المستمرة منذ قرابة شهر والتي أدت إلى استشهاد 9500 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء.

وقلل الخبراء من تأثير صواريخ كروز والمسيّرات التي يطلقها الحوثيون، وقالوا إن تأثيرها يبقى رمزياً ولا تأثير على الأهداف الحوثية في “إسرائيل”. ويرون أن هجمات الحوثيين هذه تعتبر حرب سياسية أكثر من كونها حرب عسكرية إما لتحسين وضعهم الداخلي في البلاد مع تراجع شعبيتهم أو للتأثير على السياسة الخارجية السعودية.

وقال زوران كوسوفاك وهو خبير جيوسياسي وأمني إن إطلاق جماعة الحوثي المسلحة الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة من “إسرائيل” لا يخوضون حرباً عسكرية بل حرباً سياسية.

وقال كوسوفاك إن الحوثيين خالفوا توقعاته، إذ أنه توقع: أن اعتراض البحرية الأمريكية (19 أكتوبر/تشرين الأول) بنجاح لجميع الصواريخ التي يطلقها الحوثيون اليمنيون باتجاه إسرائيل سيثنيهم عن إهدار المقذوفات في المستقبل.

وأضاف أن الحوثيين بهجوم يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول أثبتوا أنه مخطئ عندما إذ تبنوا إطلاق “مرة أخرى صواريخ كروز وطائرات بدون طيار على إسرائيل رغم أنهم لم يكن لديهم فرصة كبيرة لضرب أي شيء، إذا تقع (إسرائيل) على بعد 2000كم وهو حدود الصواريخ اليمنية طويلة المدى”.

اقرأ/ي أيضاً.. (تحليل خاص) المشروعية والورقة الرابحة.. ما الذي يريده الحوثيون من تبني هجمات “دعم غزة”؟!

 

الإعلان عن قوة جديدة

وقال أحمد ناجي، أحد كبار المحللين اليمنيين في مجموعة الأزمات الدولية: “إن دخول الحوثيين إلى ساحة المعركة، حتى ولو بطريقة رمزية، يبعث برسالة واضحة إلى إسرائيل – وهي إشارة لا لبس فيها إلى ظهور قوة جديدة ضدها في المنطقة”.

وأضاف أن تنويع مصادر الهجمات على إسرائيل هو استراتيجية رئيسية لمحور المقاومة “مصممة لإرباك إسرائيل وردع توسيع عملياتها العسكرية البرية في غزة”.

من جهته قال فارع المسلمي، وهو زميل باحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، إنه في عام 2015، عندما بدأ التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن، لم يكن لدى الحوثيين حتى القدرة على تنفيذ ضربات بطائرات بدون طيار. لكن في السنوات التي تلت ذلك، قاموا ببناء قدراتهم بدعم إيراني.

في العام الماضي، أدت الهجمات التي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها في عاصمة الإمارات العربية المتحدة، أبو ظبي – على بعد أكثر من 700 ميل من شمال اليمن – إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

اقرأ/ي أيضاً..

رؤية اسرائيلية لهجمات الحوثيين يوم الثلاثاء (Haaretz)

تأثيره على “إسرائيل”

وفي السياق يرى عديد من الخبراء أن تأثير هجمات الحوثيين على الاحتلال الإسرائيلي ضعيفة، لكنه مع ذلك يدفع الاحتلال لتخصيص قدرات كان من الممكن استخدامها في جنوب لبنان أو قطاع غزة لتبقى متأهبة في “جنوب إسرائيل”.

وقال دانييل سوبلمان، وهو زميل باحث في مبادرة الشرق الأوسط بكلية كينيدي بجامعة هارفارد والذي يركز على محور المقاومة الإيراني، إن إسرائيل بدأت تنظر إلى الحوثيين كتهديد في السنوات الأخيرة.

وأضاف سوبلمان أنه حتى احتمال شن هجمات الحوثيين على جنوب إسرائيل يعني أنه “يجب على إسرائيل الآن تخصيص القدرات التي كان من الممكن استخدامها في أماكن أخرى”.

وقال ناجي الباحث اليمني في مجموعة الأزمات إن المخاطر الكبيرة التي تواجهها إسرائيل غير واضحة.

وعلى الرغم من نمو قدراتهم العسكرية، إلا أن الحوثيين يسيطرون على منطقة فقيرة للغاية مزقتها الحرب. وفي المقابل، يحتفظ الجيش الإسرائيلي بأنظمة دفاع جوي عالية التقنية ويتلقى دعم قوي من الحكومة الأمريكية.

من جهته قال زوران كوسوفاك المحلل الجيوسياسي والأمني: إن الحوثيين أطلقوا صواريخ كروز وطائرات بدون طيار على إسرائيل رغم أنهم لم يكن لديهم فرصة كبيرة لضرب أي شيء، إذا تقع (إسرائيل) على بعد 2000كم وهو حدود صواريخ الحوثيين طويلة المدى.

وأضاف: للوصول إلى إسرائيل، يجب على صواريخ الحوثيين أولا التهرب من سفن البحرية الأمريكية التي تقوم بدوريات في المنطقة والتي يمكنها إسقاطها، ثم طرادات الصواريخ التابعة للبحرية الإسرائيلية المتمركزة في البحر الأحمر.

وأشار إلى أنه من “المؤكد أن الحوثيين يدركون قلة فرص صواريخهم، ويعرفون أنه حتى لو تسلل عدد قليل منها، فلن يتمكنوا إلا من إلحاق أضرار رمزية بأهدافهم الإسرائيلية”.

ولطالما كان دعم القضية الفلسطينية والعداء تجاه إسرائيل أحد ركائز خطاب الحوثيين. منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على غزة أصدر قادة الحوثيين تهديدات متكررة بالدخول في المعركة.

وفي الأسبوع الماضي، قال عبد العزيز بن حبتور، رئيس وزراء حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، إن الحوثيين قد يهاجمون السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر. ونهاية الأسبوع كرر محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي والقيادي في الجماعة التهديد بشن هجمات على السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر.

هاجم الحوثيون المملكة شهر أكتوبر/تشرين الأول2023

حرب سياسية على المملكة

ورغم هذا التهديد باستهداف الملاحقة يرى زوران كوسوفاك أنه و “من خلال إطلاق صواريخ كروز، فإنهم لا يخوضون حربا عسكرية بل حربا سياسية. والهدف الحقيقي ليس إسرائيل بل عدو الحوثيين اللدود المملكة العربية السعودية”.

وقال إنه “من خلال إطلاق صواريخ كروز، فإنهم لا يخوضون حربا عسكرية بل حربا سياسية. والهدف الحقيقي ليس إسرائيل بل عدو الحوثيين اللدود المملكة العربية السعودية”.

ويشير الخبير الجيو-سياسي إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهوداً مضنية من أجل تحقيق تطبيع لإسرائيل مع المملكة العربية السعودية، لكن هجوم المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي في 07 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدد هذه الجهود. وأعلنت السعودية وقف أي نقاشات في هذا الأمر.

وقبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة، كان الحوثيون والسعودية يحققون تقدما كبيرا في مفاوضاتهم الثنائية مع بعضهم البعض. وقد حظيت هذه المفاوضات بمساعدة إيران التي مارست ضغوطًا على الحوثيين للانخراط بشكل كامل مع السعوديين. ويبدو أنها توقفت من جانب الحوثيين أو وضعت على الرف مؤقتاً خاصة بعد أن صَعد الحوثيون في الحدود السعودية خلال الشهر الماضي، وهو ما وضع الجيش السعودي في حالة تأهب قصوى.

اقرأ/ي أيضاً.. الحوثيون وقرار العودة إلى الحرب.. ما الذي يحدث على الحدود اليمنية-السعودية؟ (تقرير خاص)

السياج الفاصل بين غزة والاحتلال بعد عملية طوفان الأقصى

مواجهة المخاوف الداخلية

من جهته يشير مايكل هورتون، وهو باحث في معهد جيمس تاون، إلى زاوية أخرى لأهداف الحوثيين ويقول إن قرار الحوثيين إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل هو في المقام الأول مدفوع بالمخاوف الداخلية للجماعة. حيث يواجه التنظيم استياء متزايدا بين 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 32 مليون نسمة والذين يحكمونهم.

 وأشار هورتون -وهو باحث يدرس الحوثيين منذ عدة سنوات- “وفي حين تحافظ الأجهزة الأمنية الحوثية ذات الكفاءة الوحشية على قبضة حديدية على السلطة في معظم المناطق، إلا أن هناك بعض التصدعات الناشئة في قاعدة سلطة الحوثيين. فالاقتصاد اليمني يحتضر، وعملته (المقسمة إلى الريال الذي يسيطر عليه الحوثيون والريال الذي تسيطر عليه الحكومة) في حالة سقوط حر، ولم يتم دفع رواتب القطاع العام بانتظام منذ عام 2016″.

وتابع: بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية الحادة، التي تشمل جميع أنحاء اليمن، أثار الحوثيون أيضًا الاستياء من خلال التحركات الأخيرة لتعزيز سيطرتهم العلنية من أعلى إلى أسفل على شمال غرب اليمن. وفي 27 سبتمبر/أيلول، أعلن الحوثيون حل حكومة الإنقاذ الوطني. وشدد عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، على الحاجة إلى “تغيير جذري يبدأ بإعادة هيكلة الحكومة”.

ويشير إلى أن خطاب عبدالملك الحوثيون “وحل الحكومة في كثير من النواحي إنكارًا للتاريخ الجمهوري لليمن”. كما أن “الإصلاحات” التي دعا إليها عبد الملك تعمل على تهميش حلفاء الحوثيين من الحزب الحاكم السابق في اليمن، المؤتمر الشعبي العام.

اقرأ/ي أيضاً.. (انفراد) صراع الحلفاء المتشاكسين… هل يسقط مؤتمر صنعاء “مهدي المشاط” من رئاسة المجلس الأعلى؟

وقال هورتون “يعد تحرك الحوثيين لتعزيز حكمهم رسميًا على شمال غرب اليمن استراتيجية عالية المخاطر أدت إلى تأجيج الاستياء بين العديد من اليمنيين الذين يعانون من الفقر المتزايد والذين يحكمونهم”.

وأشار: من خلال إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل، يأمل الحوثيون في صرف انتباه اليمنيين عن فشلهم في توفير الفرص الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، يدرك الحوثيون جيدًا كيف سينظر العديد من اليمنيين إلى عمليات الإطلاق، على الأقل على المدى القصير”.

يرى هورتون أن الحوثيين يريدون استغلال “المشاعر المعادية لإسرائيل في اليمن- كما هو الحال في معظم أنحاء العالم الإسلامي- فهي مرتفعة وتتزايد”، ويعتقد الحوثيون أن الهجمات سينظر إليها بشكل إيجابي، حتى أولئك الذين يعيشون خارج سيطرة الحوثيين.

كما يريد الحوثيون أيضاً أن يُنظر إليهم على أنهم ملتزمون بشعارهم الذي ينص على “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”.

ويبدو أن اليمنيين -حتى المؤيدين لهجمات الحوثيين ضد الاحتلال الإسرائيلي دعماً لغزة- ينظرون إلى سلوك الجماعة تجاه معظم السكان المعارضين لحكمهم في مناطقهم بحذر جديد إذ أن سنوات تجربتها التسع المليئة بالفساد والعبث والطائفية تجعلها حائطاً يصد أي محاولات حصولها على مشروعية وشرعية من ركوب أقدس قضايا اليمنيين وأهم ثوابت هوية البلاد.

اقرأ/ي أيضاً..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى