منوعات

لماذا نتفقد هواتفنا الذكية فور استيقاظنا؟

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

في المجتمع السريع الذي نعيش فيه اليوم، أصبح الاستغناء عن الهواتف الذكية أمراً صعباً، وغالباً ما تشكل تلك الهواتف جوانب متعددة من حياة الإنسان.

إحدى العادات البارزة التي تجسد هذا الاعتماد هو الإمساك بالهواتف الذكية في اللحظة التي نستفيق فيها.

تستحق هذا الظاهرة الانتباه لفحص العوامل النفسية والاجتماعية والعملية التي تسهم في انتشارها.

في عالم النفس، يوفر مفهوم “خوف الفوات”، أو FOMO، تفسيراً قوياً عن سبب لجوء الناس إلى هواتفهم فور استيقاظهم. الـFOMO هو قلق اجتماعي متأصل في التخوف من فقدان فرصة للتفاعل الاجتماعي، أو تجربة جديدة، أو معلومات قيمة. وبما أن دوائرنا الاجتماعية ومصادر المعلومات لدينا قد انتقلت عبر الإنترنت، أصبح الهاتف الذكي المدخل الذي نخفف من خلاله من هذا القلق.

نظام الدوبامين المكافئ

تلعب المادة الكيميائية العصبية الدوبامين دوراً حاسماَ في تشكيل سلوكنا. استخدام الهاتف الذكي، وخصوصاً الأنشطة مثل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو قراءة الرسائل، يؤدي إلى إفراز الدوبامين. ينشئ هذا دورة عادة تجعل من السار استخدام هذه الأجهزة.

وعند الاستيقاظ، يتم إعادة تعيين نظام الدوبامين، وتتجدد الرغبة في المشاركة في الأنشطة الممتعة، مما يدفعنا للإمساك بهواتفنا.

شهدت الهواتف الذكية تحولاً في الـ15 عاما الأخيرة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة

الاتصال المستمر

العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاتصال الدائم، إذ تتدفق الرسائل والتحديثات بلا توقف. ويُعادل البقاء متاحاً باستمرار، الكفاءة والموثوقية، سواءً على الصعيد الاجتماعي أو المهني. ومن ثم، يعتبر فحص هواتفنا أول شيء في الصباح طقساً حديثاً للمشاركة الاجتماعية والجاهزية المهنية.

سلوك الأقران

البشر كائنات اجتماعية تتأثر بشكل طبيعي بأفعال وعادات من حولهم. ويتطلع الناس للتحقق من هواتفهم عند الاستيقاظ؛ لأنهم يرون الآخرين يفعلون الشيء نفسه.

وظائف عملية

الهواتف الذكية ليست مجرد أجهزة اتصال بسيطة، لقد تحولت إلى أدوات متعددة الوظائف تلبي مجموعة من احتياجات الإنسان – سواءً كان ذلك في ضبط المنبه، أو تقديم الأخبار الصباحية، أو مساعدة الناس في تنظيم تنقلاتهم اليومية. وتعد تلك الوفرة من الوظائف جزءًا لا يتجزأ من الروتين الصباحي.

المستقبل

بالنظر إلى الدمج المتزايد للواقع المعزز، وخوارزميات الذكاء الصناعي، والتطورات الأخرى، من المتوقع أن يصبح دور الهاتف الذكي أكثر أهمية في حياة الإنسان.

ومع تطور التكنولوجيا، قد تنمو أيضاً الأسباب التي تقف وراء هذا الطقس الصباحي وتزيده تعقيداً.

قد يأتي يوم يصبح فيه الاستيقاظ دون التحقق فوراً من هاتفك الذكي أمرًا لا يمكن تصوره، يذكر بعصر غابر.

يعتبر الإمساك بالهواتف الذكية لدينا عند الاستيقاظ نتيجة لتفاعل معقد من العوامل النفسية، والاجتماعية، والعملية. مع تطور الأمور في المستقبل، يبقى الأمر معلقًا على كيفية تشكيل التطورات التكنولوجية لهذه العادة التي تبدو بسيطة، ولكن لها تأثيراً عميقاً على حياتنا.

 

الشرق، ChatGPT

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى