كتابات خاصة

ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.. هويةُ وطن وميلاد شعب!

يومٌ من الدهر لم تصنع أشعته

شمسُ الضحى بل صنعناه بأيدينا

تهل علينا الذكرى الستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، الثورة المجيدة الخالدة في قلوب اليمنيين جميعًا، هذه الثورة التي أخرجت الشعب اليمني من حضيض الجهل والتخلف والقمع والاستبداد، إلى مرافئ الجمهورية والحرية والكرامة والإباء.

وقد حق لهذه الثورة أن تكون في الصدارة، أن تكون هي الأم الحنون التي يحتفي بميلادها أبناؤها المحبين لها والعاشقين لكل نبض فيها، المقدرين لكل قطرة دم سفكت لأجل هذا الشعب.

السادس والعشرون من سبتمبر، ثورةٌ يقدسها الجميع وذكرى هذه الثورة المجيدة هو طقسٌ مقدس يحيه أبناء هذا الشعب صغارًا وكبارًا تعبيرًا منهم عن فرحتهم الكبيرة بهذا الإنجاز العظيم الذي حققه لهم أجدادهم الأبطال، أجدادهم الأحرار الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم الزكية فداءً لينعم الشعب بعيش هنيء خالٍ من أي عنف أو إقصاء أو تهميش، ثوارٌ أحرار ضحوا ليستعيدوا للإنسان كرامته وحريته بعد ألف عام من ظلم الحكم الإمامي البغيض، ليصنعوا لهم دولة عادلة ذات سيادة عادلة.

الجميل بهذه الذكرى  هو الاحتفاء الذي يتجدد كل عام ويظهر للناس بوجوه جميلة  مختلفة، فالشعب اليمني الحبيب كل عام بهذه المناسبة يحتفي فرحًا طروبًا،  وكل عام يمر يزداد الاحتفاء بهذه المناسبة، فلم يعد الاحتفال بها رسميا وحسب،  بل هناك احتفالات شعبية كبيرة  وواسعة يحدثها أبناء اليمن، احتفالات بأصوات طلاب المدارس التي تصدح في الأفق محيين هذه الذكرى  وفي الجامعات والمعاهد بل حتى في البيوت، اليوم أمهات اليمن يقمن احتفالات في بيوتهن بهذه المناسبة العظيمة بين أطفالهن، يصنعن قوالب الجاتو  ويحضرن العصائر والزينة الجميلة بالبالون والعلم الوطني والإنارات التي تملأ أجواء البيوت ليعلم الأطفال أنه في مثل هذا اليوم ولد وطننا من جديد.

وعن الاحتفال بهذه المناسبة في  مواقع التواصل الاجتماعي حدث ولا حرج، فأنت عندما تمسك جوالك وتبدأ بالتصفح  تلاقي الكم الهائل من المحتفين بهذه المناسبة صغارهم وكبارهم،  نساء ورجال بل كل من امتلك جهازًا تراه يتغنى بهذه المناسبة الخالدة، التي يملأ صداها  الآفاق، مما يجعلك تشعر أن كل شبر بهذا الوطن، بل كل حبة رمل فيه تحتفي بهذه  المناسبة وتقول (قسمًا لن ينال منك دخيلٌ   أو يبيع المكاسبَ العملاءُ).

إن احتفال الشعب اليمني بهذه المناسبة يعني في مجمله تمسكه بالجمهورية، ورفضه القاطع للإمامة الرجعية التي يحاول الحوثيون -عبثًا- أن يعيدوها.

ما أجمله من شعور عندما ترى مراسيم الاحتفال بهذه المناسبة يضج بها الوجود اليمني، ما أروعه من شعور عندما تجد الجميع يهتف بهذه الثورة المجيدة وما أجمل أن تسمع صوت معلن الجمهورية وهو يهتف “باسم الله وباسم الشعب  تعلن قيادة الجيش سقوط الملكية  في اليمن وقيام حكم  الجمهورية العربية اليمنية”، هنا تكاد تذرف الدمع معاهدًا هذا الصوت وأولئك الأبطال الأحرار الذين ضحوا لأجل أن يتم دحر الإمامة، تعاهدهم أنك على دربهم ماضٍ وأنك عن الجمهورية والحرية والكرامة لن تتخلى ولن تنثني مهما حاولت المليشيات السعي لأجل إعادتها.

إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لهي ميلاد شعب وانفراج كبيرٌ له وإن الشعب اليمني سوف يولد من جديد وذلك بدحر المليشيات الإمامية وعسى أن يكون هذا الوقت قريباً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى