كتابات خاصة

تعز بلا “ضياء”

كم هو موجعٌ أن تستيقظ مدينة تعز على فزع كبير، هذه المدينة التي لطالما حلمت بالسلم والسلام وعملت جاهدة لأجل ذلك.

كم هي المواجع التي تلقتها هذه المدينة لكن وجع اغتيال القيادي الكبير ضياء الحق الأهدل كان مؤلمًا للغاية مؤلمًا بحجم وعظمة هذا الرجل، جرحٌ لن يندمل وقهرٌ لن يذهب من القلوب وحزنٌ لا يطاق.

استيقظت مدينة تعز على فاجعة كبرى وفزع كبير، على وجع استشهاد القيادي الكبير والأب الروحي والمنقذ العظيم، الاستاذ القدير ضياء الحق الأهدل، هذا الرجل العظيم الذي حاول طيلة أيام حياته أن يزيل الظلام عن مدينة تعز وأن يمسح الغبار عن وجهها الجميل ولقد فعل وحقق الكثير من ذلك.

ما أوجعه هذا الخبر الذي نزل على قلوب محبي ضياء الحق كالصاعقة وكالسيف البتار مزقها ترك الغصة في الحلوق تخنق الجميع والدموع من العيون تسيل دون قصد.

أن يرحل ضياء الحق عنا دون رجعة هذه هي الخسارة بعينها هذا هو الوجع والحزن بعينه.

وجهُ المدينةِ اليوم مكسورٌ عابسٌ قهرًا عليك، كم حاولت هذه المدينة أن تبتسم في وقت كنت تجاهد لأجل أن تبتسم واليوم هي تبكي وستستمر على ذلك إلى أجل غير معلوم، كيف لها أن تهدأ وقد رحل النور عنها وفقدت أباها، كيف ليتيمةٍ أن تظهر البسمة أو أن تنتعش، كيف لمن فقدت عينها أن تظهر البشاشة والسرور.

كل شبر في ساحة الحرية اليوم يبكيك، هنا كان وهنا كان صوته يملأ هذا الحي بنصائحه المسداة إلى كل الحاضرين

هنا كانت خطواته في إصلاح ذات البين وهنا أعماله الخيرية التي لا يدري بها أحدٌ سوى رب السماء، هنا كان الضياء يسطع فيبعث البهجة والسرور.

شارع جمال اليوم يأن قهرًا عليك كيف لا وهو الذي كان يشهد بالأمس مسيرات كنت تقودها لأجل أن تحيا المدينة ويبقى الإنسان فيها عزيزًا، لأجل أن تبقى الحرية والكرامة والعزة في هذه المدينة، واليوم هو الذي يشهد موتك، يشهد الغدر الذي أرداك قتيلًا، فكيف يقدر أن يجمع بين موت وحياة بين نور وظلام، بين ابتسامة وبكاء.

تعز بلا ضياء وعندما يذهب الضياء لا يحل بعده غير الظلام، ستبكيك هذه المدينة كثيرًا وسيرثيك كل شبر فيها وكل شبر فيها سيكون شاهدًا لله أنك عشت مجادًا ومت مجاهدًا، أنك قدمت الكثير للأرض والإنسان.

تعز اليوم تعيش بلا ضياء كيتيمة تنتظر الصباح ولم يأتِ، كوردة ذهب من كان يسقيها ويعتني بها.

لك الله يا تعز فلقد رحل الضياء لكنه قد خلف من ورائه جيلًا عظيمًا سيمضي على نهجه ويقتفي أثره، رحل القدوة وبقي الأثر الذي لا يمحى مهما كاد الكائدوين وتآمر المتآمرون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى