كتابات خاصة

نودع عام بكل قساوته ونستقبل عام 

عاما 2020م يستدل ستاره، ويمضي بكل قساوته، عاما مثخن بالجراح والاحداث التي كانت لها صدى على حياتنا وعلى وطننا , اتعبت الكثير منا واحزانهم ، من الأوبئة للحروب العبثية والعمليات الإرهابية واستهداف الخصوم والتناحر السياسي ، وسقوط العملة امام العملات الأجنبية، وما تسبب من ازمة اقتصادية خانقة ، وزيادة حجم اللاجئين والمرحلين من ارضهم، عاما لا يريد ان  يذهب دون خاتمة اكثر قساوة , فكانت نهايته، العملية الإرهابية البشعة لاستهداف مطار عدن،  استهداف التوافق السياسي ، وما نتج عنه من حكومة مناصفة ، كامل يعيد كيان الدولة بشخصيتها الاعتبارية لعدن، وتعيد لعدن دورها المحوري في إدارة المؤسسات , وإدارة المعركة الوطنية، كعاصمة مؤقتة، لاستعادة الشرعية الدستورية، والتخلص من فكرة الانقلابات العسكرية كخدعة من خلالها يستعيد الاستبداد والطغيان نفسه ويسيطر كأمر واقع  ويزيد من حجم المعاناة والخذلان .

عاما لا يخلو من سعادة البعض، ممن استفاد من معاناة الناس، واكتسب نفوذ سياسي وعسكري، وانغمس في لذة المال الحرام، والارتهان والتبعية للخارج وأطماعه، وما أصابه من نشوة نصر مؤقت، تحول ويتحول في لحظة فارقة لكابوس هزيمة، يندفع بغباء وتوحش مدافعا عما حققه، تحت مبدأ (انا وبعدي الطوفان)، والعملية الإرهابية البشعة التي استهدفت مطار عدن الطوفان الأخير الذي يجرفه لمزبلة التاريخ.

عام من حياتنا ينزاح وهو مثخن بالتجارب، وكاشف لكثير من الحقائق، رغم الألم والجراح، عرفنا مواقف الكثير ممن باعوا الوطن والقضية، والمشروع الوطني في مصالح آنية ضيقة، تنكروا للهوية، والجمهورية، والوحدة، وصاروا مدافعين عن ارتهان السيادة واغتصاب الأرض.

عام نستعجل رحيله، ونحن على مشارف الانتهاء منه، بل على مشارف اعتاب عام جديد، بعد العملية الإرهابية في مطار عدن تنجوا منها الحكومة وهي أكثر قوة وإصرار على المضي نحو الدولة العادلة دولة المواطنة والحريات، دولة تسعى للعدالة الانتقالية والتصالح والتسامح مع الذات والآخر.

عام يبدأ بتنفيذ اتفاق الرياض، اتفاق يجد فيه المواطن الامل في أن تستقر حياته، وينهي عذاباته، الأمل في أن تزاح من على كاهله دون رجعة تداعيات الصراع والحروب العبثية التي اكتوى منها وتألم كثيرا، أمل أغلاق أبواب النعرات والكراهية والتشنجات والتعصبات لتنهي مبررات النزاعات السلبية وللابد، وينتهي معها وهم السيطرة على السلطة والثروة بالعنف، و وهم فرض أمر واقع مرفوض على الاخرين، امر واقع لكسر إرادتهم وإهانتهم وإذلالهم.

على أعتاب العام الجديد 2021م عام الامل بترسيخ الدولة بشخصيتها الاعتبارية كمؤسسات، وسلطاتها المستقلة , وهي تؤدي دورها الوطني الإنساني من عدن , كمنصة انطلاق للمستقبل المنشود , مستقبل فيه الدولة تكون على مسافة  واحدة من الجميع , ترسخ على الأرض المواطنة والحرية والعدالة , يجد الفرد امن وامان وكرامة واحترام في أرض تستوعب الجميع دون تمايز واتهام , والله الموفق  .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى