كتابات خاصة

 (كن إيجابيا)، السير مع آلام الآخرين.. لاعليها

حين بدأتُ التجربة لم أمتلك سوى الأمل!

لم أكن أدري أن للحياة شأنها في التصرف والتمهيد بما يجول في خواطرنا ..

ليس مجرد عمل تطوعي، موسمي .. عمل دؤوب ومستمر طيلة العام وهذا ما يشكل تحديا، فالفقر ليس انفلونزا عابرة بل جزء من التحديات اليومية التي يواجهها الإنسان.

قبل أن تبدأ حركة النزوح وتستعر الحرب، كان الفقر، فقرا عادياً لا يجاوره شيء، من بعدها، اشتد الفقر، وصعب العمل، وزادت الحيرة في تلبية الاحتياجات.

التوازن الذي عملنا على تحقيقه كان في الاهتمام بالكيف لا الكم، لذا مصرون على تلبية الاحتياج وفقاً للواقع لا رغبة المتبرع، فهناك بلد يحتاج إلى بناء ولن يبنيه سوى الإنسان.

وما أصعب بناء الإنسان في ظل عوائق اجتماعية تجعل المتعسر المتعثر فريسة الحاجة والإلحاح في طلب احتياجاته، فيعود مجرد جثة متحركة خالية من الحلم والكرامة، فمنذ بدأنا عام 2014 وحتى الآن استفاد من الخدمات والأنشطة التي نقدمها مايقارب 7,445 فرد مابين نساء ورجال وأطفال.

نتعهد بتوفير القلم الرصاص ووجبة غذائية مدرسية وحتى مصدر رزق أو بناء وترميم المنازل لكننا نركز على التمكين الإقتصادي، فنفتح نافذة أمل ونحقق مشروع كان مجرد حلم، كما نسند المشاريع المتعثرة التي تدهورت بفعل الحرب وأهوالها.

ويعد التعليم من أهم عناصر الاستدامة. طلاب أعدناهم لمقاعد الدراسة، أخرين تابعناهم، جميعهم حفزنا نجاحهم وأعناهم في مستلزماتهم الدراسية.. يحصدون نجاحهم ونشاركهم سعادتهم.

أنهى م.ع دراسته الجامعية ، و ع.ع شارفت على الانتهاء من المرحلة الجامعية وكذلك ت.ث في عامها الاخير ، الطالب الذي عافر لانهاء مرحلة الثانوية رغم مصاعب الحياة ف.ذ إلا أنه اجتهد وجلب معدل 92 % وغيرهم.

أول منزل بنيناه، أمّن الاستقرار للأطفال وأمهم المكافحة وأبيهم الأبكم والأصم.

ثاني منزل لم يكتمل حتى الآن، لكننا سنجتهد لمحاولة تعويض الأطفال أمان الأب الذي توفي في حادث سير، وإن كان أمانه لا يعوض بجدران باردة.

مكائن الخياطة قدّمن يد العون للأمهات اللاتي غرقن في البحث والسعي والعوز.

بسطة الخضار، بقالة، محل بيع الدجاج، عربة البطاط، محل الشيبس، محل اكسسوارات وبرمجة الجوالات، ماكينة خياطة الجلود ..وغيرها من المشاريع التي ولدت في كنف (كن إيجابيا) وأسندت عبرها.

كانت مجرد احلام مستحيلة لكنها بدأت..

لم تبدأ برأس مال خيالي، بل بخطوات بسيطة!

صعب أن تبدأ، والأصعب هي الخطوة الأولى، خصوصا لمن تعثروا وتدهورت معيشتهم بعد ستر ورضا.

ليس سهلا أن تلبي رغبة العطاء في ظل تفكير عاطفي.

أول العطاء اندفاع، عاطفة!

والمنطق من يحصر الحاجة ويرتب الأولويات، فالعاطفة وحدها لا تكفي لتستمر.

ومن جملة المفارقات التي تختزلها البداية، الصراع النفسي بين ما يجب أن يحدث وفقا لإنسانية مجردة وضمير منطقي وبين ما يريده المتبرعين وفقا لمشاعرهم وعاطفتهم.

لحظات أذكرها جيدا مع كل نشاط أو مشروع ناجح،

وأفكر هل ستتكرر التجربة!

أريد تكرارها ورؤية الأحلام تكتمل والشعور بالقلوب المغبونة والفقيرة تجبر والغرق في نشوة سعادة أسرة أخرى، لأبدأ حلما آخر والسعي وراءه مجددا..

هناك من ينتظر وهناك من يبحث ونحن في Be+ كن إيجابيا سُعاة ورسل ..

لدى الخير جنود يمل منهم اليأس والتعب .. يبادرون، يقدمون ما يستطيعون من مال وجهد ووقت وأفكار، حتى أنك تجد منهم من ينفذ مشروع لأسرة وهو في الأصل عاطل عن العمل.

متشبثون بمبادئ وعهود تُلزمنا الاحتفاظ بإنسانيتنا واحترام الآخرين.

لا تصوير ، لا لافتات، لا تجمهر، لا تسول، لا إرساليات

أمانة، إخلاء عُهد، فواتير، توثيق للنشاط دون جرح لكرامة أسرة أو ونعتذر من الجميع، فلدينا صورة لأحد يبكي في المنتصف.

حتى الآن، لم تغرينا أي مبالغ مقابل ذل الأخرين والتجرد من قيمنا ..

من جملة الصعوبات، الدخول إلى منزل كشخص عابر لتستشف حالتهم وحاجتهم، أن تحلل الشخصية التي أمامك وترتب المعطيات لتعرف كيف تحتويها وتتعامل معها لتتلمس حاجتها بهدوء دون وعد أو أمل.

ليس سهلا أن تمسك بزمام الأمور وتحكم قبضتك حتى لا يهدم ما تم بناؤه حتى الآن.

لكن، مادمت مؤمنا بما تعمل وبك يقين خالص برسالتك وعملك، لن يُعجزك شيء.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى