كتابات خاصة

جنة الزفاف ونار الرصاص!

تتكاثر الأعراس خلال أيام العيد وما بعد أيام العيد.. فهذه أيام مباركة ينتظرها الناس بفارغ الصبر ليسعدوا فيها وليلموا فيها شمل الأحبة فيما بينهم.

لهذا تجد من الناس من يفضل أن يفتخر بابنه كثيرًا ويظهر للناس من حوله أنه أبٌ حنون لطيف يحب ولده حبًا جما، وبما أن يوم العرس هو أفضل الأيام لدى ولده يكثر من البذخ في هذا اليوم إعلانًا منه وتصويرًا للآخرين أن ابنه هو الأفضل بين بقية العرسان وأن عرسه هو الأسمى والأجمل دون غيره من الأعراس.

لذا يحاول أن يكثر من علامات التباهي من ذلك الألعاب النارية التي ترمى بشكل غير مسبوق وببذخ غير معهود إضافة إلى ذلك إطلاق الكثير من الرصاص في ذلك اليوم.

إن إطلاق الرصاص في الأعراس أصبح أمرًا طبيعًا مألوفًا، بل أصبح طقسًا من الطقوس الضرورية التي يجب على أي عرسٍ أن يؤديه بكامل وجوهه، فالرصاص تطلق صباحًا في استقبال الضيوف الوافدين إلى بيت العريس والضيوف أيضًا يجدون أنه من الضروري عليهم أن يقوموا بإطلاق الرصاص فورَ وصولهم قرب بيت العريس تنبيهًا منهم للعريس أنهم قد وصلوا، وهنا تكون الطلقات مكثفة جداً، وكل من أطلق كثيرًا من الرصاص فقد عبر عن حبه الكبير للعريس،  فمقياس الحب لدى المتابعين لهذا العرس هو عدد الطلقات النارية التي تطلق فور وصول الضيوف، لذا تراهم يتحدثون أن فلانًا رمى قرنًا من الرصاص وأن آخرًا رمى أكثر من ذلك فذاك محب للعريس بدرجة ليست كتلك الدرجة التي يحبها به من أطلق الكثير من الرصاص.

وفي المساء عند استقبالهم للعروس تكثف الطلقات النارية الممزوجة بين الرصاص والألعاب النارية التي تملأ جو السماء ألوانًا ودخانًا.

كل هذا يحدث بحجة التباهي والتفاخر والإشهار على الرغم من أن ضحايا هذه الطلقات النارية كثيرة فلا يكاد يمر عرس دون أن يحيل من فرحته في ذلك اليوم أسًى قد يعيشه بيت العريس أو بيتٌ آخر غيره، وقد يكون العريس هو الضحية، ولقد حدث أن عريسا أصيب بيوم عرسه بطلقات نارية وهنا تحول العرس الكبيركله من فرح عارم إلى فوضى كبيرة ومأتم حزين يندى له الجبين.

من الملاحظ أيضًا أن إطلاق النار في الأعراس ازداد خلال سنوات الحرب هذه وأن ضحايا الطلقات النارية في الأعراس كثرت خلال هذه السنوات، وقد تكون الضحية بالقتل أو الإصابة بالخطأ وقد تكون آتيةً عمدًا استغلالا لوجود الوليمة المزدحمة وغياب الدولة والعدالة.

**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.

*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى