أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

(انفراد) قرابة 60 حالة وفاة بسبب الفيضانات خلال أيام.. اليمنيون وحدهم أمام المناخ

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

تعاني اليمن من فيضانات في معظم محافظات البلاد ذات الكثافة السكانية العالية، منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، مسببة عشرات الوفيات وتضرر مئات المنازل والمزارع والبنيّة التحتية.

وغمرت السيول محافظات “صنعاء، أمانة العاصمة، الحديدة، ريمة، مأرب، عمران، الضالع، حجة، ذمار، والمحويت، والبيضاء” خلال الساعات الـ24 الماضية، وزادت الفيضانات منذ يوم الاثنين الماضي.

وحسب إحصائيات “يمن مونيتور” فقد توفي أكثر من (57) شخصاً وفقدان العشرات خلال الأيام الأربعة الماضية حيث: توفي (20) شخصاً على الأقل وفقدان (9) آخرين في محافظة ريمة، و(19) حالة وفاة في محافظة مأرب، وتوفي (9) أشخاص في محافظة صنعاء، و(4) حالات وفاة في محافظة الضالع، واثنين من المواطنين في محافظة الحديدة، واثنان آخران في محافظة البيضاء، وشخص واحد في محافظة المحويت، وشخص واحد في محافظة عمران”.

وتعتبر هذه الاحصائيات ما أمكن الحصول عليه من السكان في بعض المناطق اليمنية. فيما تبلغ عدد المناطق في البلاد (333) منطقة.

ريمة.. وفاة وفقدان

وسجلت محافظة ريمة أعلى عدد من حيث الوفيات والمفقودين وتركزت السيول والأمطار الغزيرة في مديريتي الجبين والجعفرية، وقال سكان لـ”يمن مونيتور” إن يوم الخميس كان سيئاً في المديريتين حيث توفي (9) أشخاص في عزلة “بني أحمد” بالجعفرية في انهيار منزل، وفي العزلة ذاتها توفيت امرأة بانهيار صخري وأصيب أخرون فيما جرى الإعلان عن فقدان (4) أخرين.

وتوفي (8) أشخاص من عائلة واحدة (أب وأم وستة أبناء) في عزلة “بني الخطاب” في الجبين بسقوط جزء من جبل على منزلهم. وتم الإعلان عن وفاة امرأة جرفتها السيول في قرية “سنية” في عزلة “بدج” في المديرية ذاتها، فيما جرى الإعلان عن فقدان 9 أشخاص بينهم (5 نساء) و”البقية أطفال وشباب” في قرية المعلم في ذات المديرية بعد أن جرفتهم السيول، ويجري البحث عنهم.

وقال السكان إن عشرات المزارع وآلاف الأشجار تعرضت للتجريف والتدمير بفعل السيول، والانهيارات الجبلية الكبيرة.

 فيضان سد مأرب

في محافظة مأرب (شرق البلاد) فاستمر فيضان مياه سد مأرب منذ يوم الثلاثاء الماضي، وقال تقرير حكومي إن 19 شخصاً بينهم 17 طفلا توفوا في السد والفيضان. وتضرر 16 الفا و885 أسرة منها 3666 أسرة تضررت تضررا كليا واصبحت بالعراء، فيما 13219 أسرة تضررت جزئيا.

وقال مصدر مطلع على جهود الحكومة لـ”يمن مونيتور”إن “اثنين توفوا يوم الأربعاء في منطقة المسيل، أثناء محاولتهم انقاذ عدد من الذين غرقوا في مجرى السيل، كما جرى الإبلاغ عن عدد من المفقودين”.

وبحسب التقرير فإن المديريات المتضررة في محافظة مأرب هي (المدينة، صرواح، مدغل، رغوان، رحبة وحريب)، مشيرا إلى أن الأضرار شملت تدمير المساكن والمباني، وتلف المواد الإيوائية وغير الغذائية، وتدمير مصادر المياه والخزانات والصرف الصحي، وتلف المواد الغذائية.

وأشار التقرير الى جرف السيول 6 كم من الاسفلت و8 كم من الطرق المعبدة، وتدمير وغرق أكثر من 43 بئر مياه عامة وخاصة بالمزارعين مع الشبكات الداخلية داخل وحول حوض سد مأرب واتلاف 3 محولات كهربائية و50 عمود شبكة كهرباء، في مديرية صرواح فقط، الى جانب تدمير صهاريج شفط الصرف الصحي والأرصفة والأشجار في شوارع مدينة مأرب عاصمة المحافظة.

وفاض سد مأرب، للمرة الأولى منذ 34 عاما، جراء الهطول المستمر للأمطار وتدفق السيول إلى بحيرة السد؛ وقال مسؤولون حكوميون مختصون إنه “لا خوف من انفجار السد، فبإمكانه التحمل”.

انهيارات صنعاء

في محافظة صنعاء توفي (6) أشخاص يومي الأربعاء والخميس. بينهم ثلاثة أشخاص توفوا بانهيار منزلهم بسبب الأمطار الغزيرة في حارة السد بمنطقة نقم وسط العاصمة. كما توفي شخص آخر غرقاً في “نفق دار سلم” أثناء نزوله للسباحة.

وتوفي اثنان آخران غرقاً أثناء محاولتهما السباحة بمديرية بني حشيش، الأول في سد “مختان” والثاني في سد “داود”، وقام فريق من الدفاع المدني بإخراج جثثهم.

وفي مديرية همدان بمنطقة “وادي ظهر” توفي 3 أشخاص يوم الاثنين الماضي، بينهم طفل وامرأة وأصيب أخرون في انهيار منزل بسبب الأمطار.

وحسب مصادر حكومية فإن الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء تسببت في تضرر أكثر من 20 منزلاً وجرف أكثر من 25 سيارة وأضرار في الممتلكات. كما سقطت ثلاثة منازل بمديريات الوحدة وشعوب وصنعاء القديمة.

وقال سكان محليون، إن عدد من الأحياء والمحلات التجارية في أمانة العاصمة غرقت بمياه الأمطار، فيما جرفت السيول العديد من السيارات وأدت إلى انهيار جديد في بعض المنازل.

وحسب السكان، فإن مياه السيول الكبيرة تركزت في “صنعاء القديمة وأحياء شميلة وباب اليمن، ونقم وشملان وسعوان، ومذبح وحارة الليل (..).”

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً وتسجيلات مصورة تظهر ارتفاع منسوب المياه في سائلة وشوارع العاصمة صنعاء، والبدء في التسرب إلى شوارع ومنازل المدينة المبنية من الطين.

وفي محافظة الضالع (جنوب) قال سكان لـ”يمن مونيتور” إنهم عثروا على أربع نساء مجهولات الهوية في قرية بني “المسلم” بمديرية الشعيب بعد أن جرفتهم مياه السيول إلى القرية عبر وادي “بنا”. وهطلت الأمطار في “الشعيب” ومعظم المديريات المجاورة لها.

 

وضع سيء في الحديدة

في محافظة الحديدة (غرب) قال سكان لـ”يمن مونيتور” إن شخصين توفوا بسبب انهيار صخري بأمطار ليل الخميس في مديرية “بُرع” الجبلية، مع انهيارات صخرية كبيرة للغاية أدت إلى قطع الطرقات وتجريف المزارع واقتلاع أشجار البن وفقدان عشرات المواشي والحيوانات التي يجري تربيتها في المديرية.

وفي مديرية المنصورية (شرق مدينة الحديدة) قال سكان لـ”يمن مونيتور” إن طفلين فقدوا نتيجة السيول والأمطار المستمرة كما جرفت الأمطار أجزا من قرية “دير المقبولي”، ومئات المواشي من القرية والقرى المجاورة.

وفي مديرية الخوخة (جنوب المدينة) قال نازحون إن الرياح والأمطار انتزعت خيام ” مخيم النازحين في منطقة اليابلي” حيث تعيش (400 أسرة) وتسببت السيول في تدمير المساعدات الغذائية التي حصلوا عليها.

أما مديرية المراوعة (شرق مدينة الحديدة) فقال سكان إن السيول اجتاحت منازلهم، وتظهر صور ارتفاع المياه إلى مستوى نصف تلك المباني الشعبية.

وفي مديريات حيس والجراحي وزبيد قال سكان إن منازل تعرضت للانهيار ودخلت مياه السيول إلى منازلهم.

وفي محافظة البيضاء (وسط) قال سكان إن شخصين توفوا يوم الأربعاء في مديرية “ولد الربيع” بعد أن جرفتهم مياه السيول.

قرابة 70 حالة وفاة

في مديرية المحويت (شمال غرب) قال سكان إنه جرى انتشال جثة مراهق (15 عاماً)  من سد مائي في عزلة “ضُلاع” في مديرية شبام كوكبان بعد محاولته السباحة في مياه السد. ولم يتمكن السكان من انتشاله حتى حضور أحد المتخصصين التابعين للدفاع المدني من صنعاء.

وفي محافظة عمران (شمال صنعاء) قال مصدر في مكتب الصحة بالمحافظة إن أحد الموظفين توفي غرقاً في أحد سيول المحافظة.

وفي نهاية يوليو/تموز الماضي توفي أكثر من 18 شخصاً غربي اليمن، بينهم (15) على الأقل في مديريات الزُهرة القناوص واللحية التي تتبع محافظة الحديدة، ومقتل مئات المواشي والحيوانات الأخرى. وتوفي ثلاثة أخرين في “بني قيس” بمحافظة حجة شمالي اليمن.

ما يشير إلى أن عدد الوفيات في اليمن خلال عشرة أيام وصل قرابة (80) شخصياً معظمهم من النساء والأطفال.

فقدان عشرات الآلاف للمأوى

وتسببت الأمطار في فقدان عشرات الآلاف اليمنيين للمأوى وزادت عملية النزوح في البلاد.

وقال برنامج الأغذية العالمي، يوم الجمعة في بيان، إن آلاف الأسر في مناطق عديدة من اليمن تضررت نظراً للأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة التي دمرت العديد من المنازل وسبل المعيشة.

وأضاف برنامج الأغذية: “العديد من الأسر النازحة بسبب الصراع التي تعيش في مأوى مؤقت، اضطرت للنزوح مجدداً بسبب السيول”.

وأفاد بأن البرنامج قام بتوزيع الحصص الغذائية للاستجابة الفورية للأسر في مأرب (شرقي البلاد) وسيتم الوصول لمناطق إضافية في الأيام المقبلة، ويتم إعطاء الأولوية في توزيع المساعدات الغذائية للمناطق الأكثر تضرراً من السيول.

وتسبب مياه الأمطار عودة للأوبئة مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا وأوبئة أخرى، قتلت الآلاف من اليمنيين خلال السنوات الخمس الماضية.

ودخلت اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى