كتابات خاصة

ادعاءات الطريق الصحيح

فرق دعوية (دينية) تتبع خطاك، لتوجه لك دعوة للإنضمام إلى قافلة المؤمنات والمسلمات ككل المراهقين والمراهقات آنذاك .. مسألة انضمامك خيارية وفي باطنها اجبارية، فإن رفضت! فانت قابل للطرق والسحب، ستكون الضال الذي يحتاج إلى هداية، كالعادة ستصلك الكثير من المنشورات والكتيبات والأشرطة والدعوات إلى محاضرات إرشادية، بالإضافة إلى الملاحظات والتوجيه والتحريم والزجر على كل شيء مادام لا يندرج تحت التفاصيل الدينية التي تتفاوت من جماعة إلى آخرى..

كان عليك أن تحشر في زاوية مظلمة حتى لا يراك أحد، خصوصا إن كانت الضالة من النساء، حتى لا يسمع صوتها.. أطرت عليها إحداهن بكلام مسموم حين سمعتها تغني، وانتهت بلماذا لاتنشدين! فكرهت الإنشاد.

لست ضد الإنشاد ولا مع الغناء، بل أن تفعل، تسمع، تتذوق، تلبس، تقول، ترى ما تريد مادمت لا تؤذي أحدا..

مع أن تعيش دون أن يقوم أحد برسم خارطة طريقك ويفصلها على مزاجه لتلبسها كما يريد، إرضاءا له!

قبل 15 عاما لم تقرأ لنتشيه ولا شوبن آن ذاك.. لم يكن لديك مصادر معرفيه سوى فطرتك وشاشة التلفاز والإذاعة وبعض الجرائد ومع ذلك رفضت معرفة الله الغاضب الذي ترافقه النائحات والزجر والترهيب والكره للاختلاف، لم تكن بحاجة لكاتلوج أو مرشد بينك وبين الله الجميل..

يكفي معايشتك لأفعال من أهدوك أو يريدون هدايتك كانعكاس لما في تلك الكتيبات والإشرطة.. لو أنهم قدموا أنفسهم بشكل أفضل ربما لكنت تقبلت الإطلاع عليها..

وما اشبه اليوم بالأمس!

لا يختلف وكلاء الدين، بالأمس محاضرات وقيود الإخوان واليوم جهاد وجبهات وسلالية..

يلبسون نفس العباءة، يتداولون نفس العبارات، الأدوات، يتبادلون الأماكن.

لم يكلفوا أنفسهم العناء ليشعروا بقلبك كم هو غارقٌ بالمحبة.

ظنوا كل صغار السن هدفاً سهلاً، لم يخطر على بالهم أن عنادك فطري وأن من الصعب تشكيلك أو إبهارك ومجرد التفكير في المساس بقناعاتك جرم، لا تغفره!

حتى لو كنت على خطأ، فليس من حق أحد سلب الآخرين لذة التفكير، المغامرة، الاستنتاج، التجربة..

رفضت تهميشك، تغييب دورك ككيان له حق الحياة اسماً وصوتاً وجسداً.. عانيت في مرحلة المراهقة حتى شعرت أن المجتمع لفظك فقمت بعناد وغضب بلفظ المجتمع والبيئة والمحيط .. تركتهم يمضون على هيئة أسراب واكتفيت بالنظر إليهم والتلويح لهم ..

وبعد مضي كل هذه السنين، تقف وتتفرج على من تبدل وتغير. منهم من انفتح وعاد للطريق المعاكس، فبعد أن كانت الحياة حرام، أصبح كتلة حياة تزهو على الأرض ومنهم من ازداد قتامة وانغلاق، سعياً وراء الإيمان الصحيح.. وجميعهم يقولون: ” اخترت الطريق الصحيح”

لا أدري من الذي خولهم للجزم والتأكيد ونفي الخطأ واختيار الصحيح.؟

وكل طريق تطويه القدم، انبسط وتمدد من بعد عثرة وجهد كبير ..

**المقال خاص بموقع “يمن مونيتور” ويمنع نشره وتداوله إلا بذكر المصدر الرئيس له.

*** المقال يعبر عن رأي كاتبه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى