اخترنا لكمتقارير

(تحقيق خاص) كيف تعمل محطات “تحلية المياه” و”مصانع الثلج” في اليمن؟.. ثنائية الأمراض وانعدام الرقابة

يعتقد سكان تعز أن الحموضة والمواد المضافة في مياه الشرب وقوالب الثلج تقف وراء الأمراض التي يعانون منها. يركز التحقيق حول هذه فرضية هذا الاعتقاد بالتواصل مع مختصين ومسؤولين في المدينة.

يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/ من فايقة حسين:

 

يعاني “محمد علي” من أوجاع في الكلى ويلقي باللوم على مياه “محطات التحلية” ومصانع “قوالب الثلج” الذي يجري بيعه في مدينة تعز وسط اليمن حيث يعيش وعائلته.
يتفق عشرات السكان في المدينة التي تعاني من حصار الحوثيين منذ سنوات بما يقوله محمد ويعتقدون أن الحموضة والمواد المضافة في مياه الشرب وقوالب الثلج تقف وراء الأمراض التي يعانون منها.

خلال السنوات الخمس الماضية، انتشرت في اليمن محطّات تحلية المياه، علماً أنها لا تتطابق مع المواصفات المطلوبة، وسط استياء ومخاوف مجتمعية متنامية بسبب عدم خضوعها للرقابة. وخلال تلك المدة تم إغلاق عشرات المحطات في صنعاء وتعز ومحافظات أخرى بسب المواصفات لكن الرقابة الضعيفة تجعل من استمرار هذه المحطات استهدافاً لحياة الإنسان اليمني.
يخلَص هذا التحقيق إلى أن معظم محطات التحلية ومصانع الثلج تعاني نزاعاً بشأن المواد المضافة للتعقيم، ونسبة هذه المواد في مياه الشرب. في وقت تفتقر فيه محافظة تعز إلى مختبر لفحص المياه وإغلاق المحطات البديلة.

فيما يقول أمين محمود وهو يعيش في نفس المدينة إنه يأخذ قطع الثلج الباردة “من أي بائع بالشارع العام من أجل شرب الماء بارداً وذلك بعد انقطاع الكهرباء على مدينة تعز نتيجة الحرب الكارثية”.
وقال: لم نستطع أن نستخدم ثلاجة لتبريد مياه نظيفة وصحية ولكن الوضع جعلنا تحت رحمة مصانع الثلج ومحطات التحلية التي لم نكن نعهدها من قبل الحرب، بعد تناولي للمياه الباردة اصبحت اعاني من التهابات كثيرة بالكلى وزوجتي ظهر لها الألم في المعدة نتيجة الأحماض حماض فعند الفحص لم يتبين السبب لنا.

ولفت محمود خلال حديثه لـ”يمن مونيتور” إلى أن طبيبا الكلى والمعدة نصحا بشرب “مياه معدنية لأنها خالية من الإضافات التي تسبب ضرراً”.

الأسيد والكلور

تجمع بعض محطات تحلية المياه بين مادتي الأسيد والكلور ما يؤدي إلى التسبب بتلك الأمراض.
وقال أشرف القاسم وهو كيمائي متخصص في محطة تحلية المياه في مدينة تعز لـ”يمن مونيتور” فإنه إذا “اجتمعت تلك المادتين احدثت كارثة إنسانية كبيرة، وهناك عدد كبير من المحطات الي لا تتبع الموصفات الدقيقة للمياه”.

وأضاف: على السكان فحص المياه ذاتياً بأن يتم رج علبة مياه تم تحليتها وإذا تصاعدت فقاعات فمعروف انها مادة الأسيد أضيفت اليها بينما فحص مادة الكلور بنفس الطريقة ولا يوجد فقاعات.
ويقول القاسم إن “مكعبات الثلج تستخدم ايضا مادة الاسيد من أجل لمعان الثلج وظهوره صحي، وإذا لاحظنا وجدنا فيها فقاعات متجمدة”.

لكن شوقي عبدالهادي وهو كيمائي يعمل في مصنع ثلج في تعز ينفي ما قاله قاسم “حيث يتم تثليج المياه بشكل طبيعي  بعد تنقيتها وجعل نسبه الملوحة منخفضة إلى المستوى الادنى لها أي من 15 -20 تي دي اس هنا يتم تهبيط الملوحة بهدف أن يظهر الثلج شفاف وزجاجي”.

ويقول عبدالهادي لـ”يمن مونيتور”: لا يوجد أي اضافات أخرى، كمادة الأسيد التي يتناقلها المواطنون بأنها تضاف الى الثلج وتجعله يلمع ونملك جميع الإثباتات الدالة أن الثلج خالي تماماً من تلك المادة والتحاليل من تثبت ذلك، حيث يباع في اليوم 2000 كيس من الثلج دون ارجاع او سماع شكوى عليه”.

ووجه عبدالهادي اتهامه لمحطات التحلية بكونها “تقوم بإضافة تلك المادة (الأسيد) ودون مرعاه الموصفات والمقاييس”.

أوضح حيث أوضح ان لها اضرار كبيرة للإنسان قد يصاب بها الأنسان مع مرور الوقت ونلاحظ أن الأمراض زادت بشكل كبير خلال فترة الحرب بعد انقطاع مياه المشروع الطبيعية للناس.

تمنع الترسب

خالد القاسم مسؤول لدى محطة تحلية مياه بمنطقة صينة تعز يقول بأن “هناك مواد تمنع الترسب ولكنه بنسب معينة يتم إضافتها وعبر متابعه وإشراف هيئة الموصفات والمقاييس وصحة البيئة”.
ويشير القاسم في حديثه لـ”يمن مونيتور” إلى أن المحطة “تضيف مادة الأسيد من أجل قتل الجراثيم وتنقي المياه خاصة بعد ظهور الأمراض على المدينة كمرض الكوليرا الذي نخاف بأن الآبار أصيبت به والناس تشرب منها، فنقوم بإضافتها بنسبة 3% ولا يجب الإكثار منها كي لا تسبب فشل بالكلى او قرحه بالمعدة لأنها تعتبر أحماض قوية”.

أما أمين النور وهو صيدلي يعمل في المدينة إنه مندهش “من ارتفاع نسبة أمراض الكلى والمعدة وخاصة الكلى التي يزيد الطلب للعلاجات عليها بشكل قوي إلى نسبه 80% من مغذيات ومهدات واقراص وفوار بمختلف أشكاله كالتحسس، والالتهابات، والفشل.

وتابع “نحن لا نعرف إلا أن الماء هو السبب الذي يدخل لكل منزل ويشربه الجميع نناشد الجهات لتي تختص بمتابعه والأشراف بذلك من أجل وقاية الناس من تلك الأمراض”.

اختلاف رسمي وغياب المختبر

رداً على حديث القاسم قال زياد عبد الحق رئيس قسم الصحة في مديرة المظفر لـ”يمن مونيتور”: إن هناك مهندسين مختصين من قبل الإدارة العامة ومادة الكلور تضاف إلى المياه بنسبة معينه وإذا تم زادت النسبة فإنها تحلق ضرراً كبيراً بالإنسان.

ويشير عبدالحق إلى أنه لم يسمع من قبل بإضافة “الأسيد إلى المياه وماهي فوائدها وولا يجب ان تضاف الى المياه ابدا فكيف تضاف الى مياه المحطات”. ملقياً باللوم على “صحة البيئة وغياب الرقابة والتفتيش”. مؤكد بأنهم يضيفوا تلك المادة الى المياه وبدون موصفات وعدم معرفتهم بالضرر الذي سيلحق بالناس.

من جهته يشير جميل الشجاع مدير صحة البيئة في مكتب الأشغال العامة في تعز أن “المدينة تعاني من شحة المياه الحرب وتعتبر الآبار هي المصدر الرئيسي للمياه ولمحطات التحلية ويتم تجهيزها وتنقيتها من أجل المواطن، هناك املاح ذائبه لهذه المحطات تعمل على فلترة المياه وتعقيمها بالكلور واشعه الاوزون والتعقيم”.

ويقول الشجاع لـ”يمن مونيتور”: حسب منظمه الصحة العالمية  التي يتم اتباع موصفاتها، مادة الاسيد هو حمض قاعدي يتم إضافته من أجل ان يتعادل نسبه الحموضة بالماء فإذا ارتفع عن 7 يعتبر الماء غير صحي واذا انخفض عن 7 يعتبر الماء غير صحي أي انه مخالف للموصفات والمقاييس التابع لمنظمة الصحة العالمية، وله تأثر على الأنسان بشكل كبير وخاصه على الكلى”.

وتابع الشجاع إنه جرى إغلاق ست محطات في تعز لأنها لا تتبع المواصفات، “نحن لا نملك مختبر من أجل الفحص الأولى للمياه والمتابعة، وإذا امتلكنا المختبر فسيتبين لنا العديد من المحطات التي تخالف المواصفات”.

يتبين من خلال تعليقات المختصين “الكيمائيان” والمسؤول في محطة التحلية وصحة تعز وصحة البيئة الاختلاف حول وجود ونسبة الأسيد في المياه ما يؤكد أنه لا مقاييس تضبط “الثلج” و”مياه محطات التحلية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى