أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

في يومهم العالمي. عمال اليمن سنوات طويلة من البطالة والضياع! (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ إفتخار عبده

يصادف اليوم الأربعاء، الأول من مايو اليوم العالمي للعمال، وتأتي هذه المناسبة على العمال اليمنيين وهم يعيشون أسوأ مراحل حياتهم في ظل انعدام فرص الأعمال وتدني مستوى الأجور والغلاء المعيشي المتصاعد باستمرار.

وتشهد اليمن حربا شعواء، على كافة المستويات منذ ما يقارب عشر سنوات، كبدت المواطنين خسائر في الأرواح والأموال، وكان الانهيار الاقتصادي هو السم القاتل الذي يتجرعه اليمنيون باستمرار، لا سيما العمال الذين فقدوا فرص أعمالهم أو الذين يعملون بلا مرتبات.

وغاب الكثير من فرص الأعمال خلال هذه السنوات، فلم تترك الحرب وقاداتها مجالا للبناء والإعمار وفتح المشاريع؛ الأمر الذي جعل أغلب المستثمرين يغادرون اليمن بحثا عن ملجأ لهم في دول أخرى.

وتعيش اليمن جمودا واسعا في جانب الأعمال الأمر الذي جعل الناس يبحثون عن فرصة عمل ولو بنصف المبلغ الذي كانوا يعملون به قبل الحرب، ولسان حالهم يقول إن تعمل وتحصل على القليل خير من أن تعيش عاطلا وعالة على أهلك.

بهذا الشأن يقول، هائل الأحمدي (55 عاما) عمل مقاول في مهنة البناء لعشرين عاما “إن:” الأعمال في اليمن باتت شحيحة جدا عن الأعوام الماضية، بسبب تدهور الأوضاع لدى الكثير من اليمنيين، وغلاء مستلزمات البناء بشكل كبير، إذ أصبح سعر الكيس الإسمنت 5000 بالعملة القديمة، ما يعادل 15 ألف ريال في العملة الجديدة “.

وأضاف ل” يمن مونيتور “الكثير من مقاولي المشاريع الضخمة متوقفون عن العمل منذ بداية الحرب، عام 2014 م؛ حتى أصبح العامل لا يجد عملا لمدة أسبوع بسبب توقف الأشغال”.

وتابع “في السابق كانت الأعمال متوفرة بشكل كبير والأسعار كانت منخفضة؛ إذ كان سعر الكيس الإسمنت 1500 ريال يمني فقط لا غير أما الآن فقد ارتفع بشكل جنوني، ناهيك عن بقية مواد البناء”.

وأردف “كانت أجرة البناء قبل الحرب 7000 ريال في اليوم الواحد، وسعر الكيس الدقيق 4500 ريال، لكن الآن أجرة البناء 10 آلاف بالعملة القديمة والكيس الدقيق 14 ألف ريال بالعملة ذاتها، بالإضافة إلى أن الأعمال غير متوفرة فنحن نعمل يوما ونبقى عاطلين أسبوعا وأحيانا شهرا كاملا”.

وأكد بأن “الوضع المعيشي أصبح متدنيا إلى أبعد حد، الأمر الذي جعل الكثير من الأسر تعيش في مجاعة حقيقة، وأرباب الأسر لا يقدرون على إنقاذ أسرهم بسبب البطالة”.

وواصل “كنت قبل الحرب أعمل مقاولا في بناء مدارس ومساجد وبيوت وفلل، أما اليوم فقد أصبحت أبحث عن عمل بسيط وإن كان بسعر أقل، والمؤسف إني لا أجده، فكثيرة هي المرات التي أغادر بها الريف من أجل العمل وأعود بعد أيام أو أسابيع بخيبة أمل، ومزيد من الدين”.

ومضى قائلا: “نتمنى أن تتوفر الأعمال وترخص الأسعار، وتقل نسبة البطالة في اليمن، وتنتهي الحرب المسببة لكل هذه الأوضاع لنعيش بسعادة، وحينها سيكون لهذا اليوم العالمي معنى بالنسبة لنا”.

في السياق ذاته يقول، طلال الشرعبي “رئيس اللجنة المجتمعية بحارة غزة في مدينة تعز” عيد، بأي حال عدت يا عيد؟!، هكذا هو حال العمال في اليمن؛ لا يعرفون من عيدهم أو من يومهم العالمي إلا اسمه، حتى أنهم لا يعرفون توقيته وكأنه لا يعنيهم بشيء، ولسان حالهم يقول: لماذا وبماذا نحتفل أو نفرح بهذه المناسبة أساسا؟! “.

وأضاف الشرعبي ل” يمن مونيتور “يأتي عام ويمضي آخر ونحن نسمع بهذه المناسبة… ولا نرى أوضاع العمال ألا تزداد سوءا وتعقيدا، حتى أصبح هذا اليوم العالمي عنوان بؤس وعناء كلما جاء… يذكر اليمنيين بمعاناتهم ومآسيهم”.

وأردف “أصحاب الجباه السمراء والسواعد القوية أصبحوا اليوم يفترشون أرصفة الحراج انتظارا لفرصة عمل تخفف معاناة أسرهم، يقاومون بها سهام الموت اليومية التي تطعن ظهورهم باستمرار”.

مناسبة للحسرة والأسف

وتابع “هذا اليوم لم يعد يعني العمال في اليمن بشيء سوى التحسر على أوضاعهم العاثرة، في ظل ضيق فرص العمل واتساع رقعة الشقاء والعناء

مترادفات

لديهم، وكأن هذا اليوم قد جاء وفي عينيه دمعة، وغصة تملأ حلقه على المآلات الكارثية التي آلت إليها أوضاع العمال اليمنيين، الذين أصبحوا دون مصنع، ولا معمل، ولا فرص عمل، ولا رواتب، ولا أي نوع من الحقوق المشروعة”.

وأشار الشرعبي إلى أن “هناك عمال يعيشون حالة بطالة شبه دائمة منذ أن حل الكلاشنكوف بدل المطرقة، وجمدت الحرب سوق العمل، فليعلم الجميع بأن وضع العمال في اليمن كوضع العبيد في الجاهلية، رغم كونهم الركيزة الأساسية في بناء الوطن وإعماره”…

جهد كبير دون مردود

وواصل “يحتفل العمال في العالم بيومهم العالمي وفي اليمن عمال بدون عمل وأعمال شاقة دون أجر ولامال ، فهناك عامل يسعى لأخذ لقمة عيشة من بين الصخور وعامل يقتات الفتات، وعامل لا يحصل على قوت يومه، وآخر لا يحصل إلا على القليل”

وبين “قد يكون من المضحك أو قد نكون مستفزين إذا ما قدمنا التهنئات لعمال اليمن بهذه المناسبة؛ فهم أحوج ما يكون للمواساة وتطبيب الخاطر”.

وأكد “يجدر بنا اليوم أن نواسي موظفي دولة بلا رواتب منذ عشرة أعوام، أو سواعد سمراء اشتاقت للعمل ولحركة البناء والإعمار

لكن… كيف نواسي أصحاب الهمم والمهن أو كيف نعيد الحياة للطاقة المجمدة في أرصفة البطالة؟”.

واختتم “في هذا اليوم لا يسعنا إلا أن نرفع قبعات التقدير لملايين العمال الذين لم تهدهم ظروف الحرب، ولايزالون متمسكين بمعاولهم ومطارقهم لفتح نافذة للحياة، وطرد غيوم الموت وتجاره… لكل العمال في اليمن طابت أياديكم المتشققة والمتقرحة، وطابت تلك القلوب البيضاء التي لاتيأس ولاتمل من البحث عن مصدر تعيش من خلاله الأسر بكرامة وعز”.

بدوره يقول، أحمد سعيد “معلم ترك التعليم، ولجأ للعمل بالأجر اليومي” هذا اليوم، يذكرنا بمأساة تحولنا من الوظيفة المشرفة التي كان مرتبها يكفينا لنعيش بأمن غذائي وصحي، إلى الأعمال الشاقة التي تأخذ منا الكثير من الجهد ولا نحصل من خلالها إلا على مردود بسيط “.

وأضاف ل” يمن مونيتور “اليوم العامل في اليمن يعاني الأمرين سواء كان عاملا بالأجر اليومي أو كان موظفا حرم من مرتبه، كل العمال يعانون من قساوة الحياة التي فرضها عليهم الانهيار الاقتصادي والمعيشي، حتى الذين يحصلون على أعمال فالمردود منها لا يكفيهم لشراء حاجيات البيت الأساسية”.

وتابع “قلة فرص الأعمال جعلت أرباب العمل يستغلون حاجة العمال ويكثرون عليهم بالمهام مقابل القليل من المال، والعامل هنا بين خيارين أحلاهما مر فهو إما أن يعمل مقابل القليل من المال أو يترك العمل وسيقوم به غيره ويبقى هو قيد الحيرة والندم”.

وواصل “كان هذا اليوم يعني لنا كثيرا قبل الحرب، وكنا نعلم الطلاب بأن العمال هم بناة الوطن وصانعو البطولات وأما اليوم فلا يعني لنا شيئا سوى أنه يوم كبقية الأيام، نبحث فيه عن مصدر دخل، لا عن احتفال وإجازة رسمية”…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى