كتابات خاصة

مأساة الريال اليمني

إفتخار عبده

ضعف العملة اليمنية، وتدهورها مؤخرا بشكل غير مسبوق، يلعب دوراً كبيراً في تدهور الحالة المعيشية للشعب اليمني المغلوب، الذي أحاطت به المصائب من كافة نواحيه.
ضعف العملة اليمنية، وتدهورها مؤخرا بشكل غير مسبوق، يلعب دوراً كبيراً في تدهور الحالة المعيشية للشعب اليمني المغلوب، الذي أحاطت به المصائب من كافة نواحيه.
 وأما سعر العملة اليمنية -التي أعيذها والفقراءَ بالله من أعمال المتجبرين- فقد أصبحت اليوم مواكبة لحالة الطقس المتردد بين الدفء والثلوج فأحايين تهبط العملة إلى الهاوية، وعندها حدّث عن أولئك الذين يملئون محلات الصرافة لصرف مايدخرون في بيوتهم، أو حدّث عن السوق السواء للصرافة، والناس الملتمين حول من يمتلك العملة اليمنية التي تعاني من الترهل واقتراب الأجل لهلاكها وهو يأخذ منهم العملات الأجنبية  بكل لطف، يتفحصها ويدقق النظر فيها وإذا ماوجدها صالحة للأخذ  فعندها يقوم بعد الأوراق الكثيرة المتهالكة من العملة اليمنية  ليدفعها  مقابل ورقةٍ أو اثنتين.

ولا شك أن في الزاوية الأخرى من ذلك المكان مجموعة من الناس الجوعى الذين يفترشون الرصيف على قطع من الكرتون، أفواههم ناشفة جافة يمدون أيديهم لمن لايلفتون إليهم على الإطلاق؛ بل قد يدوسون عليهم دون قصد، فخيالاتهم خارج النطاق عنهم.

ولاشك أن في الجهة الأخرى سوق تستعير نيرانها بارتفاع الأسعار واضطرابها وتخبط التجار بتفكيرهم وتساؤلهم عن ما الذي يمكنهم رفع سعره بشكل أكبر والمغالاة فيه، وكم سيربحون من هذه الصفقة أو تلك، وبعدها يبدأ مسلسل احتكار السلع الغذائية، ليدخل الإنسان اليمني في متاهة عظيمة لها بدايتها، ونهايتها في علم الغيب.

 انهيار الريال اليمني بهذا الشكل، مصيبة عظيمة، وكما يقال: “مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ”!

فارتفاع سعر العملات الأجنبية بسبب انهيار الريال اليمني فائدةٌ عظيمة لمن يمتلكها، فهم الذين يفتحون بها تجارة عظيمة يربحون من خلالها الأموال الطائلة، وهو في الوقت ذاته مهلكة لمن لايمتلك منها شيئاً، بل إن امتلاكه من العملة اليمنية محدود أو مفقود.

 ترى ما الذي سيحدث للعملة اليمنية بعد اليوم وإلى أي مدى ستصل بها الحال، ما يأتي يوم إلا وهو أسوأ من ذي قبل،حتى خيالاتنا لم تعد تستوعب أكثر من هذا وما بالكم بالأجساد!

نسأل الله السلامة لليمن واليمنيين.

المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.

*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى