كتابات خاصة

ماذا يجري في عدن؟

أحمد عثمان

قرار ترحيل أبناء المحافظات الشمالية لا مصلحة لأحد فيه من أبناء الجنوب، وهو يضر بالسلطة القائمة ويفتح لها أبواب من التوهان من أكثر من جهة. هل نحن أمام فراغ سلطة وما يجري هي تصنيفات من أناس لا شان لهم بالسلطة ولا بمصلحة السلطة.
مهما كانت هذه السلطة، فالمفترض أن تملك الحد الأدنى الذي يحمي وجودها ومشروعها أياً كان هذا المشروع.
 فالمسؤولية تقتضي التفكير قبل أي قرار، خاصة إذا كان يتصل بالمجتمع ومصالح شرائح واسعة فيه.
قرار ترحيل أبناء المحافظات الشمالية لا مصلحة لأحد فيه من أبناء الجنوب، وهو يضر بالسلطة القائمة ويفتح لها أبواب من التوهان من أكثر من جهة، إضافة إلى شقه الأخلاقي وسقوطه الوطني.
 المستفيد الوحيد هي جماعة الانقلاب (الحوثي وصالح) وكأن أدواتها هي من تتحرك في عدن ضد الجميع؛ ضد المحافظ الزبيدي وشلال شائع وجماعة الضالع أولاً والذي جاء القرار الإضافي الأخير، منع القات بشكل اعتباطي ليضربها اقتصادياً في وقت انسداد أبواب الرزق، وقات (اقتصاد) الضالع كما سياسيي الضالع، هم أول الخاسرين من القرارات الأخيرة بينما يبدوا الأمر أشبه بالانقلاب أو التمرد غير المعلن على سلطة الرئيس هادي وحكومة بن دغر الذين كان ردهما واضحا وقراراتهما في إزالة القرار وتلافي آثاره واضحاً، والتي لم تجد إلا اذن من طين واذن من عجين من عدن وسلطتها المفترض أنها تابعة للرئيس والحكومة فمن تتبع هذه السلطة، ولصالح من تنفذ هذه القرارات؟
أما آخر الخاسرين فهم المرحلون وخصوصاً أبناء تعز الذين يبدو أنهم المستهدفون من قرار مجنون لا صلة له بأهل عدن ولا حتى بالرغبة في الانفصال.
 فالانفصال له أدواته السياسية والقانونية ولا علاقة له بترحيل مواطنين من وطنهم بما يشبه الجريمة التي لن تسقط بالتقادم، فأبناء تعز وغيرها مازالوا مواطني الجمهورية اليمنية التي تعد عدن جزءاً منها، بل عاصمتها المؤقتة، والقرار يؤذي مواطني عدن الطيبين مثل ما يؤذي أبناء تعز ويستهدفهم بنفس القدر.
وإذا كان هدف القرار استدعاء ردة فعل مماثلة من تعز  والمحافظات الشمالية، فهذا أمر مستحيل لأن أبناء تعز عاجزين عن القيام بمثل هذه التصرفات التي تخرم المروءة وتقطع شريان الوطنية وتدوس على وجه القربى وتمزق وشائج الدم، وهم مستعدون أن يدافعوا عن أي مواطن من الضالع أو لحج أوعدن في تعز مثله مثل ابن المظفر والمعافر وأكثر، دون الالتفات إلى ما يجري في شوارع عدن، فهم يدرجوا أن لا صلة لأبناء عدن وأن هذه الأفعال لا تشبه أبناء عدن ولا أبناء المحافظات الجنوبية بعمومهم كما أنها لا تحقق أي أهداف سياسية بل تضرها، ومنها أهداف الحراك المطالب بالانفصال. فما يجري لا شان له بدولة الجنوب ولا الشمال ولا الوسط ولا بأي مشروع مهما كان قروياً.
هو فقط يخدم الانقلابيين في صنعاء ويمثلهم ويحسن من صورتهم أمام هذا الفعل المنتمي لأدنى درجات التخلف والغباء والانتحار.
من يحكم في عدن؟
يبقى سؤال عريض بدون إجابة.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى