آراء ومواقف

أنا معالي الوزير!

محمد جميح

قبل شهور، اتصل بي يقول: ألف مبروك تعيينك وزيراً للخارجية، وبعد شهور يتصل، ويقول: ألف مبروك تعيينك وزيراً للإعلام، وبعدها: وزيراً لشؤون الأقاليم، وبعد ذلك: نائباً لوزير الإعلام، وتواصلت معي – خلال الفترة الماضية – بعض الشخصيات العزيزة تلمح إلى فتح أبواب محددة لتحمل بعض المسؤوليات، لكني أوصدتها شاكراً. قبل شهور، اتصل بي يقول: ألف مبروك تعيينك وزيراً للخارجية، وبعد شهور يتصل، ويقول: ألف مبروك تعيينك وزيراً للإعلام، وبعدها: وزيراً لشؤون الأقاليم، وبعد ذلك: نائباً لوزير الإعلام، وتواصلت معي – خلال الفترة الماضية – بعض الشخصيات العزيزة تلمح إلى فتح أبواب محددة لتحمل بعض المسؤوليات، لكني أوصدتها شاكراً.
وقبل أيام، لقيت الأستاذ خالد بحاح نائب رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء السابق في لندن، وتحادثنا طويلاً عن أوضاع البلاد، وسبل الخروج من الحرب، كان له رأيه، وكان لي رأيي، اتفقنا على الكثير، واختلفت معه في بعض ما يطرح، وطلبت نشر تصريحاته، ووافق، ونشرت بعض ما يسمح الظرف بنشره (إذ ما كل ما يعرف يقال). ومرة أخرى، شكر بحاح أدائي، وقال إنه كان أعد ملفي لتولي حقيبة الإعلام في حكومته. شكرته على حسن ظنه وثقته، وقلت: إن مكاني –حيث أنا – أفضل لخدمة قضية بلادنا، ولي شخصياً.
دعوني أقول بكل صراحة: أنا لا أرغب في أية وزارة، ولو رغبت فيها لكنت اليوم عند الرئيس هادي، وأنا أعتقد أن مكاني الذي أنا فيه الآن أفضل بكثير من أي منصب آخر. أنا خارج الحكومة أتكلم بما أشاء، وأعبر عن رأيي بقوة وصراحة، ووالله ما كتبت كلمة، ولا قلتها لأنال بها منصباً أو أجني مالاً، فليطمئن من يبغضون، ومن يحبون على السواء.
ولو كنت في موضع من يشير على الرئيس هادي لقلت له ألا يصدر أياً من تعييناته الكثيرة في الحكومة والرئاسة، وأن يوفر الأموال التي تصرف كمرتبات لجيش من الوزراء والوكلاء والنواب والمستشارين العاطلين، أن يوفرها لدعم المقاومين في الميدان الذين حُقَّ لهم أن نقبل تراب أقدامهم، وأن ينظر إلى تحسين خدمات المواطنين في المناطق المحررة.
نحن – في اليمن الآن – لسنا بحاجة إلى جيش من المعينين بقرارات جمهورية حديثة، نحن نعلم أن أغلب المعينيين من وزراء وغيرهم لا يعملون، ليس لأنهم غير جيدين، ولكن لأن العمل في ظل الظروف الحالية غير ميسر لهم، وبالتالي ما هي الحاجة لوجود مناصب لا تقدم خدمة للناس، ولا تساعد في تحرير الوطن من عصابة الإنقلاب؟ ما هي الفائدة من منصب لا يستفيد منه إلا صاحبه بتأمين متطلباته المادية؟
أعتقد أنه من المعيب على القيادة السياسية أن تمنح منصباً لشخص ما لمجرد مراعاة حاجته وحاجة أسرته المادية، لأن الأصل في المنصب هو أن يقدم خدمة للناس.
نحن بحاجة إلى حكومة مقاومة، فيها ما لا يزيد عن أربعة وزراء أو ثلاثة: للدفاع والداخلية والخارجية وربما للإعلام، فقط.
الوزارات الأخرى يمكن أن تكون عبارة عن دوائر تتبع رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء، يتولاها مدير عام.
أليس معيباً أن تكون لدينا حكومة أكبر بأضعاف مضاعفة من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية؟
في مثل هذه الظروف فإن تضخم هذه الحكومة لا يعني أكثر من شيء واحد، وهو أن المحسوبيات والقرابة والوساطات والتهافت على المناصب، ولغة الإحراجات هي السائدة.
تأخر النصر لأننا منشغلون بالمناصب والهبات والأعطيات، في الوقت الذي يقدم المناضلون في الجبهات دماءهم رخيصة من أجل تحرير بلادنا من عصابة الكهنوت الديني والدجل الثورجي.
أخيراً، هناك مسؤولون في الحكومة على قدر عالٍ من الإخلاص والمسؤولية، يحق لنا أن نفاخر بهم، لكن استراتيجيات الحكومة وطريقة أدائها، ومجمل ما قدمته حتى الآن يحتاج إلى مراجعة شاملة.
هذا رأيي بكل صراحة فيما يخص التعيينات الحكومية.
أما أنا، فكنت صغيراً أرعى غنم أمي، وأعتقد أنها المهنة التي ستبقى الأحب إليَّ من كل ما عملت حتى الآن، وما سأعمل فيما بعد.
———— 
*من حائط الكاتب على (فيس بوك)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى