أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

غلاء فاحش في المستلزمات وارتفاع أسعار رسوم الدارسة. اليمنيون عاجزون عن تعليم أبنائهم! (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ إفتخار عبده

عام دراسي جديد أطل على اليمنيين في ظل ظروف اقتصادية حرجة، جعلت الكثير من الآباء غير قادرين على شراء مستلزمات المدارس لأبنائهم.

وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية تشهد العملة المحلية انهيارا مخيفا أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي فاقم معاناة الموطنين وأوصلهم إلى مرحلة يرثى لها من الضنك المعيشي.

فيما تسلك الكثير من المدارس الخاصة سبيل رفع أسعار الرسوم على الطلاب المقبلين عليها؛ الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثير من الطلاب عن التعليم في المدارس الخاصة ولجاوا إلى المدارس الحكومية على الرغم من رداءة التعليم فيها.

ويشكو الكثير من أولياء الأمور الحال التي آل إليها التعليم في اليمن فقد أصبح سلعة يتاجر بها، والرابحون- بلا شك- هم أصحاب المدارس الأهلية وأما الخاسرون فهم الطلاب وإلى جانبهم المعلمون الذين يتقاضون مرتبات زهيدة لا تكفي لشراء كيس من الدقيق.

ويقول الناشط الإعلامي بلال محمد نور الدين “في مطلع كل عام دراسي تزيد الأعباء ثقلا على كاهل أرباب الأسر اليمنية وتسجل فاجعة الغلاء وارتفاع معدلات الأقساط في المدارس الأهلية وأسعار المستلزمات المدرسية بشكل عام هدفها بقوة في ملعب الدراسة”.

وأضاف ل “يمن مونيتور” يبلغ حتى اليوم معدل الفتيان والفتيات الذين هم في سن الدراسة ولم يلتحقوا بمدارسهم 2.4 مليون، هذا ويحتاج نحو 8.5 ملايين يمني إلى مساعدات مدرسية علاوة على النقص الغذائي الذي يعانيه أطفال اليمن ويتسبب في تراجع معدلاتهم الدراسية “.

وأردف” كأن اليمنيين لا يكفيهم ما يعانون من حروب واقعية وحروب نفسية وتفرقة سياسية ومذهبية وانقسام أهلي وغربة، لتأتي أزمة تجار الأزمات والمصطادين في المياه العكرة ليرفعوا الأقساط ويتلاعبون بالأسعار فيضيق صدر أولياء الطلاب وينحنون أمام ارتفاع سلم المتطلبات المدرسية “.

وتابع” يقع العديد من الطلاب فريسة للجهل والأمية فمن المسؤول عن كل هذا؟… هل الحكومة التي لم تضع حلا لتدهور سعر صرف الريال اليمني، أم الحوثيين الذين يرفضون التنازل عن رؤيتهم ونظريتهم العقائدية المضللة؟ أم هم التجار أنفسهم الذين لايتركون فرصة إلا وانتهزوها لأجل أن تزيد أرصدتهم المالية “.

وواصل” نحن نحمل الجميع مسؤولية هذا العناء الذي يشهده الجانب التعليمي والوجع الذي يعيشه الطلاب المحرمون من التعليم والتحديات التي يكابدها أرباب الأسر في سبيل توفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم فالساسة في ضفة واحدة لا يسمعون للشعب والشعب في الضفة الأخرى لا حول له ولا قوة “.

في السياق ذاته يقول عميد عارف المهيوبي” ناشط اجتماعي “يأتي العام الدراسي الجديد على الشعب اليمني كابوسا جديدا ليضيف للناس هموما فوق همومهم، في ظل وضع اقتصادي منهار يعجز الأباء فيه عن توفير احتياجات أبنائهم وأسرهم من قوت الحياة الضروري”.

وأضاف المهيوبي ل “يمن مونيتور” لا يستطيع الآباء شراء جزء من المستلزمات الدراسية لأبنائهم في ظل هذه الأزمات الاقتصادية المتتالية، ناهيك عن أن أغلب المدارس اليوم أصبحت مدمرة تفتقر لكل مقومات التعليم “.

وأردف” الكثير من المدارس الأهلية لا مصلحة لها إلا جباية الأموال دون النظر لاحتياجات الطلاب العملية أو التعليمية، إذ إن الكثير من المدارس الخاصة تقوم برفع أسعار الرسوم كل عام بما يزيد من خنق المواطن الذي بالكاد استطاع أن يدخل واحدا من أولاده مدرسة خاصة “.

* طلاب يعزفون عن التعليم للبحث عن مصدر دخل لأسرهم *

وتابع” كل هذه التحديات والصعوبات أجبرت الكثير من الطلاب على ترك المدارس قسريا لأجل مساندة رب الأسرة بتوفير لقمة العيش خلال الوضع الراهن في البلد جراء الحرب الطاحنة التي سرقت منهم الطموح والأمل وسلبت منهم المستقبل وجعلت الأكاديمي وصاحب الشهادة العليا مرميا في رصيف العمال يبحث عن عمل خارج وظيفته كونه لم يجد عملا يكفل أسرته في مجاله العلمي “.

وبين” الطالب اليمني اليوم- من وجهة نظري- لا يوجد من هو أقوى منه عزيمة وإصرارا لنيل العلم؛ فالكثير من طلاب الجامعات يدرسون بكل نشاط وهم على علم يقين بأنهم لن يجدوا وظائف في مجال دراستهم تلبي احتياجاتهم ومع ذلك يدرسون بعزم وإصرار وعيونهم على عمل يدوي يكتسبونه إلى ما بعد التخرج “.

وأرسل المهيوبي رسالته” إلى من يهمه أمر التعليم… ضعوا أعينكم على طلاب المدارس وقوموا بتنشئتهم تنشئة علمية سليمة تحب، العلم وتنبذ الجهل “.

وشدد على ضرورة النظر لحال الطلاب بعين المحبة والاهتمام قائلا” إن أردتم أن ينهض البلد من هذا الركود فاهتموا بالعلم وطلابه “.

العزوف عن التعليم

يعزف الكثير من أرباب الأسر- من ذوي الدخل المحدود- عن تعليم أطفالهم جراء الغلاء الفاحش في أسعار المستلزمات الدراسية وقلة الكادر التعليمي في المدارس الحكومية.

في هذا الشأن، يقول المواطن” منير سعيد “- يبلغ من العمر 46 عاما-” بدأ العام الدراسي ونحن لا نستطيع توفير المستلزمات الدراسية لأطفالنا؛ كون الدفتر الواحد الذي يحتوي على أربعين ورقة ب300ريال والقلم 250ريالا ناهيك عن الحقائب والمصاريف اليومية “.

ويسكن منير مع أسرته في مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف يوم.

يضيف ل” يمن مونيتور “لدي ستة أطفال خمسة منهم يتعلمون في المدرسة الحكومية؛ لكن رسوم المستلزمات الدراسية مكلفة، ومرهقة لي؛ لأنني محدود الدخل”.

وتابع “أعمل في مسلخ دجاج من الساعة السابعة صباحا حتى السادسة مساء، وأتسلم مقابل ذلك 70ألف ريال، لكنها لا تفي لشراء أساسيات الحياة الضرورية لأسرتي ناهيك عن الإيجار”.

وأشار إلى أن “التعليم في المدارس الأهلية ممتاز جدا، لامتلالك العديد من المدارس كادرا تعليميا مؤهلا، لكن رسوم التسجيل فيها تقف عائقا كبيرا أمامنا، فرسوم الطالب أكثر من 140ألف ريال”.

ولفت إلى أن “المعلمين في المدارس الحكومية يتواجدون بنسبة قليلة؛ لوفاة أغلبهم أو نزوحهم أو تركهم العملية التعليمية، خاصة مع عدم توظيف معلمين آخرين منذ 2011م”.

وأكد بأن “أغلب الأسر هذا العام لن تستطيع تعليم أطفالها سواء كانوا من ذوي الدخل المحدود أو العاملين بالأجر اليومي، أو سيعملون على تقليص تعليم أبنائهم ومنع القادرين منهم على القراءة والكتابة من مواصلة تعليمهم؛ جراء تدهور العملة المحلية وعدم توفر الأعمال والأشغال”.

ومضى قائلا “كل ما نتمناه هو تحسن سعر الصرف وتوفير مقومات التعليم المدرسي، لكي يحصل أبناؤنا على التعليم”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى