فكر وثقافة

هدم مبانٍ تراثية على نيل القاهرة

 

(صحف)

كشف مصدر مطلع في “الهيئة الوطنية للصحافة” في مصر، المسؤولة عن الأداء الاقتصادي والإداري للمؤسسات الصحافية المملوكة للدولة، أن مجلس الوزراء أبلغ الهيئة رسمياً بقرار هدم سبعة مبانٍ تراثية تقع على كورنيش النيل وسط العاصمة القاهرة، منها مبنى مؤسسة “دار المعارف” للطباعة والنشر، ضمن أعمال المرحلة الأخيرة من مخطط تطوير “مثلث ماسبيرو”.

وقال المصدر في حديث خاص مع “العربي الجديد” إنّ المباني المقررة إزالتها هي الواقعة بين الهيئة الوطنية للإعلام (مبنى ماسبيرو) وفندق “رمسيس هيلتون”، ومن المقرر هدمها بالكامل خلال النصف الأول من عام 2022، للبدء بتنفيذ مشروع الأبراج المطلة مباشرة على النيل، والمعروف باسم “أبراج النيل ماسبيرو” في مخطط التطوير. وتابع بأنّ هذا المشروع يضم ثلاثة أبراج سكنية تجارية ترفيهية على ارتفاع 30 طابقاً لكل منها، بحيث تطل هذه الأبراج مباشرة على النيل بعد إزالة المباني السبعة الموجودة حالياً على كورنيش القاهرة، فضلاً عن إنشاء محطة كهرباء لخدمة منطقة “مثلث ماسبيرو” بالكامل بعد الانتهاء من تنفيذ مخطط تطويرها.

ومن أشهر إصدارات مؤسسة “دار المعارف” المطلة على نيل القاهرة: “مجلة أكتوبر” و”سلسلة اقرأ” و”مجلة سندباد” و”مكتبة الدراسات الأدبية”، وأنشأها اللبناني نجيب متري في عام 1890، لتلعب دوراً مهماً في نشر الثقافة والتنوير في العالم العربي من خلال طبع آلاف المؤلفات لكبار الكتاب، مثل عميد الأدب العربي طه حسين، والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية شوقي ضيف، والمفكرة والكاتبة عائشة عبد الرحمن.

وأضاف المصدر أنّ هدم مبنى مؤسسة “دار المعارف” سيعقبه دمج الدار مع مؤسسة “أخبار اليوم” الصحافية، ونقل جميع العاملين فيها من صحافيين وإداريين وعمال إلى الأخيرة بذات درجاتهم الوظيفية والمالية، في إطار خطة الحكومة بشأن ترشيد الإنفاق، واستغلال أصول تلك المؤسسات التاريخية في تقليص مديونياتها لدى الدولة، ممثلة بمصلحة الضرائب وهيئة التأمينات الاجتماعية. وعزا المصدر إزالة المباني التراثية السبعة إلى حجبها مشروع تطوير “مثلث ماسبيرو” عن كورنيش النيل، المستهدف ربطه مع مشروع “ممشى أهل مصر”، الذي يجري العمل فيه بوتيرة متسارعة على النيل مباشرة، بغرض إقامة 19 مبنىً تضم 5 مطاعم، و5 كافتيريات (مقاهٍ)، و56 محلاً تجارياً، ومسرحاً مكشوفاً للحفلات الغنائية، بالإضافة إلى 3 ساحات انتظار بسعة إجمالية 180 سيارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى