كتابات خاصة

غزة وتعز في مواجهة عدوانين

عندما تتعمق أكثر في القضية التي تحملها  تعز الحبيبة والقضية التي تحملها غزة تجد الشبه الكبير بينها وكأن  هاتين المحافظتين وجهان لقضية واحدة وإباء وصمود واحد، تشابهٌ كبير في الإباء والصمود الذين تتمتع بهما هاتان المحافظتان وإن كانتا بعيدتين عن بعضهما  جغرافيًا إلا أنك وأنت تراهما في جهادهما المستمر ضد العدو الغاصب تشبهان بعضهما كثيرًا،  تشبهان بعضهما عندما ترى أطفالهما الذين يعانون الأمرين يقاسون شظف العيش ويعملون في سن مبكرٍ لإعالة أسرهم التي فقدت من يعيلها، عندما ترى طفلًا في سن الزهور يحمل هم أسرة كاملة ويعمل  كثيرًا لأجل أن يوفر لها مقومات الحياة ويضمن لها العيش الكريم.

عندما ترى ويلات النزوح التي تلحق بأبناء هاتين المحافظتين بأبنائهما الذين ألفوا النزوح منذ أن بدأت الحرب تدب في أرجاء محافظتهم، تشبهان بعضهما كثيرًا في أن الأطفال والنساء كثيرًا ما ضحوا وتمت التضحية بهم من قبل العدو.

فأطفال غزة تنالهم رصاصات العدو وتفقدهم حياتهم وأطفال تعز تطالهم ألغام العدو وقذائفه لتجعل شريحة الأطفال ضحية بين شهيد وجريح مبتور أو مشلول، ثم إن هناك شبها آخر هو أن شباب هاتين المحافظتين، شبابها  الذين يتسمون بالحماس والجد والاجتهاد لأجل الناس، لأجل نصرة الحق وأهله  عادة ما يتعرضون للاختطاف والإخفاء القسري ثم التعذيب حتى الموت أو العيش تحت القضبان في غياهب السجون.

وهناك غيرة كبيرة يحملها أبناء محافظة تعز الأبية على غزة وأهلها إذا رأيتها تحس  وكأن الدم الذي يسري في عروق أبناء تعز هو الدم ذاته الذي يحمله أبناء غزة في عروقهم وكأن الأم التي ولدت أبناء غزة الأحرار هي ذاتها من ولدت أبناء تعز الأحرار.

انتفض أبناء تعز في مسيرات حاشدة تندد بالعدوان الصهيوني على غزة فقد خرج الجمع الغفير من أبناء هذه المحافظة ليثبتوا للعالم أنهم مع غزة وأنهم مع فلسطين وقضيتها قلبًا وقالبًا مهما تخاذل حكام العرب عنها وحاولوا تناسي صراخها وأنينها، يقولون إنهم معها، عندما ترى ذلك الجمع الغفير من الناس وتسمع تلك الأصوات التي يطلقونها بشعاراتهم كأنها الرصاص الحي تسأل نفسك ماذا لو توفرت الإمكانيات لهؤلاء الغيورين على إخوانهم؟ ترى هل كانت ستأن غزة كل هذا الأنين  وهل ستعرف للوجع وجهًا  وهم على قيد الحياة يتنفسون؟، ثم بلا شك ستأتيك ذاكرتك بخبر أن حكام العرب هم العائق الوحيد الذي أحال محبي غزة عن نصرتها وجعلها تأن أكثر وجعلهم يتألمون لألمها وقبل ذلك جعل العدو يشعر بالأمان فصمت حكام العرب إزاء هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم شجع إسرائيل كثيرًا فقد أعطاها الضوء الأخضر لتعمل كل ما يحلو لها بهذه الأرض المقدسة.

يندد كذلك أبناء تعز باستغلال الحوثيين لقضية فلسطين ونهب الناس عن طريق ذلك ذاكرين أن الحوثي والعدو الصهيوني هما وجهان لعملة، وأن هدفهم واحد وطريقهم واحد ومشروعهم واحد هو إبادة الأحرار واغتصاب الأراضي وزعزعة أمنها واستقرارها وحاشا لله أن من يقتل الأبرياء  ويزج بالأطفال في المهالك ويدمر البيوت والمساجد في أرض اليمن أن يكون يدًا لنصرة أبناء غزة فالفرق واضح والهدف معروف لدى الجميع

اللهم النصر لغزة وأهلها والخذلان لمن يخذلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى