أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتراجم وتحليلات

كيف يمكن للإجماع المصري الخليجي أن يدفع السلام في اليمن؟!

يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:

يمكن للإجماع المصري والخليجي بشأن الأزمة اليمنية أن يساهم في دفع السلام في البلاد التي تعاني من حرب متعددة الأطراف منذ ست سنوات- حسب ما أفاد تقرير على موقع “المونيتور” الأمريكي.

وأشار الموقع إلى أنه “خلال زيارة قام بها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف بن فلاح الحجرف إلى القاهرة في 7 فبراير/شباط، اتفقت مصر مع دول مجلس التعاون الخليجي على ضرورة احتواء النفوذ الإيراني في اليمن، للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع الحجرف “أمن الخليج جزء من الأمن القومي المصري”.

وفي لقاء آخر مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، دعا الحجرف إيران إلى إنهاء تدخلها في اليمن ودعم جماعة الحوثي المسلحة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للحرب اليمنية.

ووافق شكري على ذلك وعبر عن رفض بلاده التدخل الإقليمي في الشؤون العربية.

وأشاد المسؤولان بقرار الإدارة الأمريكية تعيين مبعوث أمريكي إلى اليمن، الأمر الذي من شأنه الإسهام في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.

في 4 فبراير/شباط، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن انتهاء دعم الولايات المتحدة للهجوم العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن وعين تيموثي ليندركينغ مبعوثًا خاصًا له إلى الدولة التي مزقتها الحرب.

 

إجماع مصري- خليجي

وقادت المملكة العربية السعودية منذ عام 2015 تحالفًا عسكريًا لدعم الحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن التي تقاتل الحوثيين المدعومين من إيران . تسببت الحرب في اليمن – التي اندلعت في عام 2014 بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء – حتى الآن في مقتل عشرات الآلاف وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، وفقًا للأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون مرارًا صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار من اليمن باتجاه المطارات والمنشآت النفطية السعودية طوال الحرب.

قال حسن الحريدي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، إن الوضع في اليمن معقد بسبب التدخل الإقليمي، وتحول الصراع اليمني إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران وليس صراعًا يمنيًا داخليًا. وحث المجتمع الدولي على التدخل بشكل حاسم، ودعا إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي لغرس السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال الحريدي لـ “المونيتور” عبر الهاتف: “هناك إجماع بين مصر ودول الخليج العربي على رفض التدخل الإيراني في اليمن. إن أفعال إيران تهدد الأمن القومي السعودي وتهدف إلى المساومة مع الولايات المتحدة لتخفيف عقوباتها الاقتصادية بسبب برنامج طهران النووي “.

وأشار إلى أن الإجماع المصري الخليجي يجب أن يشجع المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لوقف الحرب في اليمن ودعم المبعوث الأمريكي المعين حديثًا للضغط على طهران لوقف تدخلها وتسوية الأزمة سياسيًا ووقف الحرب.

وجادل “الحريدي” بأن سياسة بايدن تجاه إيران تختلف عن سياسة سلفه دونالد ترامب. وأشار إلى أن بايدن يعتمد على الانفتاح الدبلوماسي وليس فقط على العقوبات الاقتصادية التي لم تنجح في إقناع طهران بالتخلي عن طموحاتها النووية.

 

توحيد الرؤية العربية

وقال الحريدي “على الدول العربية توحيد رؤاها حفاظا على الأمن القومي العربي من أي تهديدات إيرانية سواء في اليمن أو في دول أخرى”.

وتشهد العلاقات المصرية الخليجية زخما كبيرا خاصة بعد توقيع مصر والسعودية والبحرين والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى اتفاق مصالحة في مدينة العلا السعودية (في يناير/ كانون الثاني). ومن المرجح أن يعزز ذلك الإجماع العربي في الفترة المقبلة لمواجهة أي تدخل إقليمي، سواء من قبل إيران أو تركيا.

من جهته قال رخا حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية ، لـ “المونيتور” إن مصر ترفض أي خطوات تمس بأمن الخليج، وهو جزء من أمنها القومي.

وأضاف: “هناك إجماع عربي على مواجهة أي محاولات لتهديد الأمن القومي العربي سواء في اليمن أو سوريا أو العراق أو ليبيا، ورفض التدخلات الإقليمية سواء كانت إيرانية أو تركية”.

وأشار حسن إلى وجود توجه أمريكي حالي، بدعم من دول الخليج العربي ومصر، لتسوية الأزمة اليمنية سياسيًا ووقف التدخل الإيراني في المنطقة. وقال”وقد تجلى هذا في القرار (بايدن) لتعيين مبعوث الولايات المتحدة لليمن من أجل دفع العملية السياسية، ووقف الحرب وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة قرار مجلس الأمن 2216 ، 2011 مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي”.

وأضاف: “إن قرار الإدارة الأمريكية شطب مليشيا الحوثي من قائمة التنظيمات الإرهابية هو رسالة تهدئة لاقت ترحيباً من الحوثيين وتؤكد الرغبة في تسوية الأزمة اليمنية سياسياً وسلمياً”.

وتابع: الحرب اليمنية مستمرة منذ ست سنوات، والشعب اليمني يدفع ثمناً باهظاً لها وهو يترنح في ظل مأساة إنسانية خانقة. تتطلب هذه الحرب من جميع الأطراف أن تتحمل مسؤوليتها في ترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة. هناك إرادة سعودية – عربية لتأييد الميل الأمريكي لإنهاء الحرب والدخول في مفاوضات سلام “.

وصف صلاح عبد الله، العضو السابق بلجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، توجه الإدارة الأمريكية الجديدة لوقف الحرب في اليمن بأنه خطوة جيدة ومهمة تتماشى مع الرؤية المصرية الخليجية لإبعاد إيران عن اليمن ومضيق “باب المندب”، ووقف التدخل في حركة التجارة العالمية المارة بقناة السويس.

 

ضغط مصري -خليجي

وقال عبد الله لـ “المونيتور” عبر الهاتف: “في إطار جهودهم لإنهاء التدخل الإيراني في اليمن، قد تمارس مصر والخليج ضغوطًا اقتصادية على إيران، التي يعاني اقتصادها بالفعل من العقوبات الأمريكية المفروضة بسبب طموحاتها النووية”.

وأشار إلى أن “مثل هذه الخطوة قد تجبر إيران على وقف تدخلها في اليمن وتهديدها للأمن القومي العربي”.

كما لفت عبدالله إلى أن “الإجماع المصري الخليجي قد يسهل أيضًا عمل المبعوث الأمريكي الجديد من خلال الضغط على الحوثيين لقبول السلام وإنهاء الحرب وقطع العلاقات مع طهران”.

وقال: إن إيران تدعم الحوثيين في اليمن للضغط على السعودية للمساومة مع الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات التي تثقل كاهل الاقتصاد الإيراني.

وأضاف أن “الإجماع المصري الخليجي (في اليمن) يوجه رسالة لطهران بأن أي تهديد للخليج غير مقبول ولن يسمح به حفاظا على الأمن القومي العربي”.

واستبعد عبد الله حدوث تصعيد في اليمن في ظل التوجه الجديد لإدارة بايدن لإنهاء الحرب ودفع الجهود الدبلوماسية لغرس السلام والاستقرار في المنطقة.

المصدر الرئيس

How Egypt-Gulf consensus can advance peace in Yemen

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى