أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتراجم وتحليلاتصحافة

الصحافة الإسرائيلية.. المجلس الرئاسي فرصة لإنهاء حرب اليمن والحوثيون أمام خيار الاستمرار خارج القانون

يمن مونيتور/ وحدة الرصد -وحدة الترجمة/ خاص:

ركزت الصحافة العبرية الصادرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال يومي الاثنين والثلاثاء، على الأوضاع في اليمن والإعلان عن مجلس رئاسي جديد واعتبرته فرصة لإنهاء الحرب وسبباً في بعث الأمل لدى اليمنيين.

نيفيل تيلر كتب مقالاً بعنوان “لليمن تملك سبباً للأمل في النهاية” في صحيفة جيروزاليم بوست وقال إن “الهدنة التي ستدوم شهرين بين المقاتلين في الحرب الأهلية اليمنية، بوساطة الأمم المتحدة وبدأت في 2 أبريل / نيسان، سرعان ما أعقبها عمل دراماتيكي محسوب لتحقيق نهاية دائمة للأعمال العدائية، وحتى بدء برنامج إعادة الإعمار.

وأشار إلى أنه في يوم الخميس، 7 أبريل / نيسان، أقال عبد ربه منصور هادي، نائبه وذهب على شاشة التلفزيون ليعلن أنه يتنازل عن العرش لصالح مجلس رئاسي جديد تم إنشاؤه لهذا الغرض بالذات. وقال: “أنا أفوض مجلس القيادة الرئاسي سلطاتي الكاملة بشكل لا رجعة فيه”.

ووصف تيلر الرئيس اليمني بكونه رئيس “غير فعال ولا يحظى بشعبية وجرى تغييبه إلى حد كبير”.

انتخابات جديدة وهيكلة شاملة

لم تكد تفاصيل التغييرات السياسية غير المسبوقة تنشر في المجال العام اليمني حتى أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن حزمة دعم للمجلس الرئاسي اليمني الجديد تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار – وهو مبلغ ضخم، ولكن يمكن القول إنه يكفي فقط لبدء المشروع الهائل مهمة إصلاح الدمار الذي خلفته سبع سنوات من الصراع.

ولفت تيلر إلى أن المجلس القيادي الجديد يترأسه رشاد العليمي وسبعة أعضاء آخرين وهو وزير خلال رئاسة سلف هادي “علي عبد الله صالح”. يحظى العليمي بدعم المملكة العربية السعودية، لكن لديه أيضًا علاقة وثيقة مع الأحزاب السياسية الأخرى.

وقال إن مجلس القيادة الرئاسي الجديد، بداخله بذور الشقاق. أحد الأعضاء الثمانية هو عيدروس الزبيدي، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن ويصف نفسه رئيسًا له.

ولفت الكاتب إلى أنه “لكي ينجح المجلس الجديد سيحتاج إلى تنحية خلافاتهم جانباً والتعاون من أجل مصالح الشعب اليمني ككل. من الواضح أنها حازت على ثقة السعودية والإمارات، ومن المرجح أن تشغل مهمة صرف 3 مليارات دولار لتحقيق أفضل تأثير قدراً كبيراً من وقتها واهتمامها”.

وقال: أما الحوثيون، فقد رفضوا حضور محادثات الرياض التي سبقت إنشاء المجلس الرئاسي، ثم استنكروا ذلك باعتباره فرضًا أجنبيًا غير شرعي. ربما لم يكن رد الفعل هذا غير متوقع، لكن وقف إطلاق النار الحالي لمدة شهرين هو حقيقة، نتجت عن مفاوضات موسعة بين السعودية والحوثيين. إذا استمرت المفاوضات، يمكن أن يمتد وقف إطلاق النار إلى شيء يقترب من هدنة طويلة.

واختتم بالقول: ما يحتاجه اليمن هو انتخابات وحكومة شاملة وهيكلية جديدة للدولة. يهدف قرار الأمم المتحدة رقم 2216 إلى إرساء الديمقراطية في يمن موحد اتحاديًا. يجب إعطاء الحوثيين الفرصة للاختيار. هل يرغبون في البقاء ميليشيا خارجة عن القانون بشكل دائم أم يفضلون أن يصبحوا حزباً سياسياً شرعياً وقادراً على خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية والمشاركة في الحكومة؟ سيكون الثمن هو المشاركة الجادة في مفاوضات تهدف إلى انتقال سلمي إلى حل سياسي ليمن موحد.

 

الفرصة اليمنية

أما “تسفي باريل” كتب تحليلاً في النسخة العبرية من صحيفة هارتس، بعنوان “نافذة الفرص اليمنية”. وقال “إن الإطاحة بهادي وإنشاء المجلس الرئاسي حظيت بالفعل بتصفيق من قبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران. ويرى البعض أن هذه بداية نهاية الحرب الأهلية المأساوية التي بدأت في عام 2014 وأسفرت عن مقتل حوالي 400 ألف شخص حتى الآن”.

يضيف باريل: في الوقت الحالي، يجب أن يكون أي تفاؤل حذرا: إنهاء الحرب لا يعتمد فقط على تكوين الحكومة في جنوب اليمن. إذ أنها تحتاج إلى موافقة الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال ووسط اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء. لا يزال الحوثيون يتعاملون مع التغيير على أنه مجرد خداع سياسي لا يضمن تلبية مطالبهم.

ومع ذلك، عندما يأتي تغيير مؤسسة الرئاسة بعد وقف إطلاق النار دام أسبوعا تقريبا، باستثناء بعض الانتهاكات المحلية، وعندما تكون السعودية والإمارات راعيتين لهذا التغيير، فإن التفاؤل ليس بلا أساس تماما.

ولفت إلى أنه “لم يتم نشر تفاصيل الصفقة بالكامل. ولكن وفقا للبيانات الصادرة عن جميع الأطراف المعنية، سيتم استبدال هادي ونائبه، اللواء علي محسن الأحمر، بمجلس يتألف من ثمانية مسؤولين كبار وسيرأسه رشاد العليمي، وزير الداخلية الأسبق. وسيكون هدفها الرئيسي إجراء مفاوضات مع الحوثيين حول وقف دائم لإطلاق النار وحل سياسي للحرب”.

وقال باريل إنه خلال العام الماضي، تفاوضت المملكة العربية السعودية سرا مع الحوثيين، على أمل التوصل إلى اتفاقات سياسية من شأنها أن تمكن من تشكيل حكومة يمنية موحدة. وسيضمن للحوثيين تمثيلا سياسيا كبيرا في مثل هذه الحكومة، التي ستتلقى مساعدات مالية سخية من دول الخليج.

ويقول إن “سؤال آخر هو موقف إيران ونفوذها على ما يفعله الحوثيون. حتى الآن، كان يعتقد أن إيران كانت وراء هجمات الحوثيين على دول الخليج، وأنها يمكن أن تملي كيف أجرت قيادة الحوثيين المفاوضات مع الرياض والحكومة اليمنية”.

 

تفاؤل حذر

ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست تقريراً آخر بعنوان: تفاؤل حذر في اليمن بأن الهدنة ستصمد ويحسن الأوضاع.

ونقلت عن الخبراء قولهم إن وقف إطلاق النار لمدة شهرين في الحرب الأهلية التي استمرت سبع سنوات من شأنه أن يخفف إلى حد كبير من معاناة الشعب اليمني، إذا تم الوفاء بالوعود التي قطعتها الأطراف المتحاربة.

وقالت: يعتقد بعض المتفائلين أن هذه الهدنة هي الفرصة الأخيرة لإحلال السلام في اليمن، وأن المبادرات التي سبقتها ، بما في ذلك تبادل الأسرى والمناقشات واسعة النطاق حول القضايا المتعلقة بالهدنة، تشكل أرضية صلبة لاستكمال مفاوضات السلام.

ونقلت الصحيفة عن عبد الرزاق الشامي، الصحفي في وكالة أنباء سبأ التي يديرها الحوثيون، إن سلطات الأمر الواقع في صنعاء تلقت مبادرة وقف إطلاق النار “بحسن نية” وقبلتها لضمان تخفيف معاناة المواطنين اليمنيين جراء الحصار المفروض على اليمن. عليهم.

كما نقلت عن صدام قاسم وهو محلل سياسي قوله إن جماعة الحوثي لن تجد قريباً مرة أخرى هذا النوع من الفرص للحصول على اعتراف دولي بسلطة الجماعة وللمشاركة في العملية السياسية المقبلة، إذا نجح الحوار المخطط بالتزامن مع الهدنة.

وأضاف أن هذه الهدنة ستخفف بشكل كبير من معاناة الشعب اليمني إذا تم الوفاء بالوعود التي قطعتها الأطراف المتحاربة.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى