كتابات خاصة

المذهب اليمني

وائل الهمداني

تعريف المذهب لغةً هو الطريق أو المسلك، وبالتالي فإن المذهب الفقهي، في رأيي، هو المسلك الفكري الذي يسير فيه العالم المجتهد في تفسير النصوص الدينية ليستخرج منه قواعد لتطبيق (الثوابت والمبادئ) التي جاء بها الشرع.

تعريف المذهب لغةً هو الطريق أو المسلك، وبالتالي فإن المذهب الفقهي، في رأيي، هو المسلك الفكري الذي يسير فيه العالم المجتهد في تفسير النصوص الدينية ليستخرج منه قواعد لتطبيق (الثوابت والمبادئ) التي جاء بها الشرع.
وبالتالي فهو اجتهاد عقل بشري في ظرف معين و زمان ومكان محددين، وما دامت المبادئ ثابتة والاختلاف في التفاسير، فلا أظن علماء وعقلاء اليمن يعجزون عن الخروج بمذهب فكري وديني يمني يجمع عليه اليمانيون يستلهمونه من روح النص واجتهادات من سبقهم بما يتناسب وظرفنا وزماننا ومكاننا، ويتصدون فيه بشجاعة وجرأة ومصداقية لجميع المسائل الخلافية التي يتشبث بها البعض لاختلاق الصراعات والاختلافات والإفادة منها عبر الحشد والحشد المضاد وخلق أعداء وهميين يجمعون العامة خلفهم لمواجهتهم ويبددون بذلك مقدرات البلاد وإمكانياتها فتضيع الفرص نحو التقدم والتنمية الواحدة تلو الأخرى خدمة لمصالح القلة المستفيدة من الصراع.
قد يقول قائل ما حاجتنا بالمذاهب؟ أما كفانا ما نالنا منها ومن المتعصبين لها من كوارث ونوائب؟ واتفق مع من يقول بذلك إن كان المسعى مجرد رص أفكار مشتتة ومتضاربة إلى جوار سابقاتها، فالمذهب أو المسار الفكري أو أي جهد إنساني إن لم يكن ليحقق للإنسان مكاسب ومنافع تحسن مستوى معيشته وترتقي به فلا طائل منها، نحن في أزمة فكرية منذ عقود والنخب تتنصل من مسؤولياتها منذ عقود بحجة خشية بطش الحكام أو العوام على حد سواء لكنها ما تلبث أن تظهر بكل فجاجة حال تقسيم الغنائم في فترات السلم الهش والاستقرار الزائف.
نحن بحاجة إلى كوكبة من القانونيين والسياسيين والأكاديميين المستقلين ليقولوا كلمتهم الفصل في وثيقة تكون مذهباً يمانياً أصيلاً.. إلى ميثاق شرف حاكم للدستور القادم وللمفاوضات القائمة ولسلوكيات أي رئيس أو حكومة قادمة ويكفيها أن تتضمن اعترافاً بجميع أخطاء المراحل الماضية وسقطاتها وتجريماً صريحاً لتكرار أي منها.
ويمكن أن تكون على غرار شريعة حمورابي أو الوصايا العشر (لا تقتل في سبيل الوصول للحكم – لا تغتال معارضيك – لا تماليء أعداءك للنيل من أعداء آخرين – لا تسلم أمرك ووطنك لمجموعة الدول العشر أو ال ١٨ أو ال ٩٩ مقابل تركهم لك تعبث كما تشاء)، والقائمة تطول. فمجرد عكس المعادلات القائمة كفيل برسم خارطة طريق لمذهب جديد سوي نسلكه جميعاً كمعاقبة الفاسد بدلاً من تكريمه وإبعاد المجرمين عوضاً عن توليتهم أمور الرعية، هذه أفكار وعلينا التفكير سوياً لوضع أسس المذهب اليمني.. المسلك الوطني.. الطريق القويم.. الذي أن لم نعبًّده بأيدينا ونردم الهوة الفاصلة بيننا وبين مستقبلنا بأنفسنا، فلا أظن سوانا سيفعل بل سيتمادون في جرنا من مرعى إلى مرعى لحين حلول موعد السلخ والذبح المحتومين.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى