آراء ومواقف

بالروح بالدم نفديك يا يمن

كانغ يونغ

في 13 ديسمبر 2021 تغلب المنتخب اليمني للناشئين على نظيره السعودي ليُتوج ببطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين لكرة القدم في ملعب الدمام بالمملكة العربية السعودية. شهد اليمن فور لحظة الانتصار موجة من الغليان، من صنعاء إلى عدن ومن الحديدة إلى الغيضة، فكل أبناء اليمن يحتفلون بالنصر العظيم في الفرح والمرح بغض النظر عن الموقف السياسي أو الانتماء القبلي.

ساد صراخ “بالروح بالدم نفديك يا اليمن” أرض اليمن.. يا له من المرة الأولى التي يعرب الشعب اليمني فيها عن إرادتهم ورغبتهم في التضامن والوحدة بشكل جماعي طوال السنوات السبع منذ بداية الحرب. يا له من أطيب التبريكات للشعب اليمني من عام 2021 الذي سنستودعه، كما هو مؤشر فأل الحسن من عام 2022 الذي سنستقبله.

في عام 2021 يستمر الشعب اليمني في تحمل المعاناة الهائلة، وتتصاعد المعارك بشدة، وتتفاقم الكارثة الإنسانية، ويؤدي فيروس كورونا المستجد والتضخم المالي ونقص الغذاء على نطاق العالم، إلى موجات صادمة جديدة لليمن.

من الواضح أن الشعب اليمني المُنهَك أصبح غير قادر على تحمل العواقب الوخيمة من استمرار الحرب، وأصبحت حياتهم مهددة بالمخاطر. ومن الواضح أيضاً أنه لا يمكن لأي طرف أن يُنهي الحرب منتصرا.

عندما أشاهد كل هذه الأحداث والأحوال، أشعر بنفس الشعور معكم بصفتي السفير الصيني لدى اليمن، وقلبي مفعم بالألم والقلق.

لقد لاحظت أن الأطراف المعنية طرحت شروطا مختلفة، وقدمت متطلبات متنوعة حول وقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية في الآونة الأخيرة. وهو يدل على أن جميع الأطراف تدرك أنه لا يمكن الاستمرار في الحرب؛ بل تأمل في الحل السياسي على الرغم من الفجوة الكبيرة في مواقفها، وهذا يكفي ليكون الأساس لانطلاق العملية السياسية.

سيقبل عام 2022 إلينا؛ بهذه المناسبة، آمل بصدق لجميع الأطراف والأحزاب اليمنية تغليب مصالح اليمن والشعب اليمني، وردم الخلافات والسعي وراء الحلول.

إن الأمر الأكثر إلحاحا حاليا، هو وقف إطلاق النار على الفور. لعل كل الأطراف تملك مختلف الهموم والشروط بشأن وقف إطلاق النار، لكنه لا سبب لمواصلة الحرب أمام النساء والأطفال الذين سقطوا ضحايا في الحرب! فكلكم من الأشقاء اليمنيين، لماذا لا بد منكم التحارب حتى الموت؟ إن اليمن دولة ذات حضارة عريقة، وإن الشعب اليمني شعب معروف بالحكمة. أثق أن اليمن سيتخذ خيارا صحيحا وحكيما بين الحرب والسلام.

في العام الجديد، سأواصل- ملتزما بتوجيهات الحكومة الصينية- للمشاركة في العملية السلمية اليمنية بنشاط، والقيام بالحث بالتفاوض والنصح بالتصالح بين جميع الأطراف. وفي الوقت نفسه، سأدعم جهود وساطة السلام التي يقوم بها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وأسعى جاهدا لدفع انطلاق المفاوضات السلمية قريبا من أجل إعادة السلام والاستقرار إلى اليمن، وإعادة السلامة والأمان إلى الشعب اليمني في أسرع وقت ممكن.

سأستمر في بذل الجهود لتعزيز الصداقة بين شعبي الصين واليمن، ودفع اليمن أكثر، تأهلا ومتطابقا بالشروط للمشاركة في تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق في أسرع وقت ممكن، لكي يستفيد الشعب اليمني منه.

سوف يدُق جرس رأس عام 2022 الجديد. ما يتردد من صدى في أذني في هذه اللحظة هو هتاف “بالروح بالدم نفديك يا يمن”.. حفظ الله اليمن والشعب اليمني!

 

* سفير الصين لدى اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى