الأخبار الرئيسيةغير مصنف

رمضان في وادي حضرموت اليمنية.. أجواء روحانية وطقوس أزلية

يمتاز شهر رمضان المبارك في مدينة وادي حضرموت، شرقي اليمن، بأجواء روحانية لافتة، فمن “ليالي الختومات”، إلى مراسيم” المشاهرة” الأزلية، التي يتم فيها تبادل التهاني بحلول رمضان وسط رياحين البخور وأصوات ملاعق وفناجين الشاي الحضرمي يمن مونيتور/ حضرموت/ من هاني عمر
 يمتاز شهر رمضان المبارك في مدينة وادي حضرموت، شرقي اليمن، بأجواء روحانية لافتة، فمن “ليالي الختومات”، إلى مراسيم” المشاهرة” الأزلية، التي يتم فيها تبادل التهاني بحلول رمضان وسط رياحين البخور وأصوات ملاعق وفناجين الشاي الحضرمي، إلى “الترازيح” الخاص بالنساء، وانتهاء بمشروع” احياء قرية”، حيث يتم ابتعاث العشرات من طلبة العلم إلى كل قرى وادي حضرموت لاحياءها خلال ليالي رمضان. 
و تعتمر المساجد بطقوس دينية تعبدية في مختلف مناطق وادي حضرموت بانطلاق الختومات بدءاً من الليلة السابعة من ليالي هذا الشهر رمضان، و التي تقام في مساجد مدن وقرى وادي حضرموت وعلى وجه الخصوص منها عاصمة وادي حضرموت، مدينة سيئون. 
 
دعوة للإفطار للادأقرباء والأصدقاء 
وتعوّد ابناء سيئون في الليالي الفردية من رمضان، على إقامة الختومات ودعوة اهاليهم وأقربائهم وأصدقائهم لتناول الافطار والعشاء الجماعي خاصة اولئك الساكنين في المنازل المحيطة بالمساجد التي تقام بها الختومات ويتواصل اقامة تلك الولائم تباعا حتى نهاية الشهر الكريم في كل من حييي “السحيل” و”البلاد” باعتبارهما أول الأحياء السكنية في المدينة، ومع توسع العمران خلال السنوات الأخيرة في مدينة سيئون توسعت تلك الختومات في بقية مساجد المدينة الجديدة وكذا ضواحي المدينة والمدن الرئيسة الأخرى في وادي حضرموت.
وتشمل الختومات في تلك المساجد اداء صلاة العشاء والتراويح حيث يحرص الكثير من ابناء المدينة على ادائها في مساجد الختومات وبعدها يبدأ ترديد الاذكار والصلوات على الرسول بأصوات انشادية خاصة ويتم فيها الدعاء للأموات من جيران المساجد والصالحين من ابناء المنطقة في طقوس تعود ابناء المدينة القيام بها في ليالي هذا الشهر الكريم. 
وتعودت الأجيال السابقة من أبناء سيئون على تربية الذبيحة الخاصة بوليمة ليلة الختم على مدار العام كاملا ليستطيع صاحب الدعوة من دعوة كافة اقاربه بيسر وسهوله في صورة من الادخار اليسير لهذه المناسبة.

الزيارات الاسرية (المشاهرة) 
و تستنير منازل مدينة سيئون وضواحيها خلال الشهر الفضيل بـ”المشاهرة” وهي مراسيم يتم فيها تقديم التهنئة بين الجيران والأهل بحلول هذا الشهر وسط رياحين البخور الزكية وأصوات ملاعق فناجين الشاي الحضرمي وتستمع قضقضات اكل الحنظل والمكسرات وضحكات الجميع بفرحة أنوار هذا الشهر وبركاته.
كما تستقبل المنازل المجاورة والمحيطة بمساجد الختومات النساء اللائي يتبادلن الزيارات فيما بينهم للتهنئة بحلول الشهر الكريم وكانت النساء يقمن الترازيح (ارجوزة) وهي نوع من الرقص الشعبي حيث يُقمن بالدوران في حلقة متشابكة الايادي يرددن النداء بالحان خاصة بعودة الغائبين من آبائهم وأزواجهم وأولادهم كما يدعين لأرباب المنازل التي اقيمت فيها ولائم الافطار والعشاء كقولهن : ” يا دار مِنْ يا محلاه الله يِسلِّم مولاه ” إلا أن هذه الصورة الجميلة إختفت خلال السنوات الأخيرة.

للأطفال نصيب 
وأمام ساحات المساجد، يفترش الباعة بساطهم لبيع المكسرات والألعاب المسلية والمرطبات الخاصة بالأطفال الذين يحرصون على إدخار مصروفهم المالي المقدم من آبائهم قبيل رمضان، للشراء من تلك البسطات ليحتفظوا بكافة مشترياتهم طوال ليالي الشهر الفضيل ومن ثم يقوموا بأكلها في ايام العيد. 

افطار عابر سبيل  
فيما تواصل الملتقيات الشبابية والتطوعية في تنفيذ حملة إفطار صائم عابري سبيل في على الطريق الرئيسي التي تربط مديريات الوادي والصحراء مع بعضها.
و تهدف الحملة التي تقوم  بتوزيع وجبة الإفطار الجاهزة الى الحد من الحوادث المرورية الي تحدث بسبب السرعة  قرب الافطار  اضافة الى تفطير الصائمين المسافرين في الخطوط الطويلة الذين يدركهم وقت الإفطار قبل الوصول إلى وجهتهم.

احياء قرية في رمضان 
تحرص بعض المؤسسات الخيرية في المدينة، على ابتعاث كوكبة من الدعاة وطلبة العلم إلى قرى ومناطق مديريات وادي حضرموت لاحيائها خلال أيام وليالي شهر رمضان بالقرآن والعلم والمواعظ والدروس العلمية والشرعية وإمامة الناس في الصلاة.
وقال مشرف برنامج “احياء قرية”، في مؤسسة البادية الخيرية، ربيع يسلم بن عويد، إن البرنامج يستهدف هذا العام إحياء ( 250 )قرية، لافتا إلى أن البرنامج يتميز بأنه في شهر رمضان ومن المشاريع متعددة النفع.
و وفقا لـ”عويد” فقد أحيت المؤسسة  خلال ( 12 ) سنة مضت أكثر من ( 2204 ) قرية استفاد فيها (391721 ) فرداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى