أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

أكبر الكوارث البحرية في تاريخ اليمن الحديث.. ما الذي سيفعله غرق السفينة بثروتنا البحرية؟!

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

غرقت السفينة روبيمار البريطانية التي استهدفها الحوثيون في 18 فبراير/شباط، ما يعني كارثة بيئية مكتملة تحتاج الحكومة المعترف بها دولياً والمجتمع الدولي التحرك الفوري لمعالجة الأثار.

والأسبوع الماضي أوضح وزير المياه والبيئة في الحكومة المعترف بها دولياً توفيق الشرجبي، أن السفينة التي تم استهدافها “يبلغ طولها 171 مترا وعرضها 27 مترا وذات صهاريج سائبة تحمل 22 ألف طن من الأسمدة (مواد خطرة) و120 طن من الديزل والمازوت”.

لكن القيادة المركزية الأمريكية أشارت في وقت سابق إلى أن السفينة كانت تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة- وليس 22 ألف طن كما قالت الحكومة -عندما تعرضت للهجوم.

منذ اليوم الأول لإصابتها بصاروخ باليستي بحري وإخلاءها من الطاقم إلى ميناء في جيبوتي، بدأت السفينة تسريب الديزل والمازوت صانعة بقعة زيتية على طول 18 ميلاً حسب الجيش الأمريكي.

الحوثيون لا يهتمون بالبيئة وحياة البشر

وقالت ندوى الدوسري الباحثة اليمنية في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: الحوثيون لا يهتمون بالبيئة، ولا يهتمون بحياة البشر، ولا يهتمون بنظرة اليمنيين أو المجتمع الدولي إليهم. كل ما يريدونه هو بناء جيش لتوسيع أيديولوجيتهم وإقامة دولة إسلامية عالمية.

وأشارت إلى أن الحوثيين يقولون إنهم “جندوا أكثر من 270 ألف مقاتل. ويقولون إن هجماتهم في البحر الأحمر جزء من “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”. لقد شجعتهم الضربات الجوية والدبلوماسية حتى الآن، وخدمتهم”.

وقال موقع تانكر تراكرز إن غرق السفينة “سيسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية (اليمنية) وفي البحر الأحمر”.

وقال جوليان جريصاتي، مدير برنامج جرينبيس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “إن تسرب سماد نترات الأمونيوم في البحر يمكن أن يكون له العديد من التأثيرات المهمة على النظم البيئية البحرية”.

حسب المعلومات لدى “يمن مونيتور” فإن الرياح والأحوال الجوية جرفت السفينة خلال 12 يوماً من قرب مضيق باب المندب حيث تعرضت للهجوم إلى 11 ميلاً من جزيرة حنيش اليمنية في 28 فبراير/شباط، وكان معظم الجزء السفلي من السفينة تحت الماء مع بقعة كبيرة من الزيت.

وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إن إن “السفينة روبيمار غرقت الليلة الماضية، تزامنا مع عوامل جوية ورياح قوية في البحر”.

ومع غرق السفينة ما الذي سيحدث للبحر اليمني؟!

تشكل حمولة الأسمدة التي تحملها السفينة Rubymar تهديدًا بيئيًا كبيرًا مع تأكيد تسربها إلى البحر الأحمر الذي يعد نظامًا بيئيًا حيويًا وأي تلوث واسع النطاق يمكن أن يكون له عواقب مدمرة. وفقًا لمراجعة مقدمة من(Frontiers in Marine Science)، فإن الأسمدة يمكن أن تسبب تكاثر الطحالب، واستنزاف مستويات الأكسجين في الماء، والإضرار بالحياة البحرية ما يؤدي إلى موت الأسماك والحيوات البحرية.

ما يعني انهيار الثروة السمكية في المياه الإقليمية اليمنية، ومع إبادة الشعاب المرجانية ستضطر الأسماك إلى الهجرة إلى المناطق الآمنة حيث تتوفر مراجين حية. ما سيؤثر على مصائد الأسماك وفقدان 126 ألف صياد يمني مصدر دخلهم في مناطق الصيد الطبيعي يعولون أكثر من 4 ملايين يمني.

وقال جوليان جريصاتي،: “بدون اتخاذ إجراءات فورية، يمكن أن يتصاعد هذا الوضع إلى أزمة بيئية كبرى”.

وأضاف: “فضلاً عن أي تسرب آخر لزيت الوقود من المحركات، فإن غرق السفينة يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الخرق في هيكل السفينة، مما يسمح للمياه بالاتصال بآلاف الأطنان من الأسمدة، والتي يمكن بعد ذلك إطلاقها في البحر الأحمر والإخلال بالتوازن. للنظم البيئية البحرية، مما يؤدي إلى تأثيرات متتالية في جميع أنحاء الشبكة الغذائية.

وحاول “يمن مونيتور” الوصول إلى معلومات حول أسباب حدوث هذه المخاطر لتسرب النفط والأسمدة إلى البحر وتأثيرها على الحياة البحرية والشعاب المرجانية مصدر غذاء الأسماك إلى المخاطر التالية:

مخاطر الأسمدة على البحر الأحمر

قبل غرقها كانت السفينة تحمل 41 ألف طن من الأسمدة، حسب الجيش الأمريكي، ما يعني كمية كبيرة تثير القلق.

  • تلوث المياه: تراكم النيتروجين في المياه يؤدي إلى نمو الطحالب بشكل مفرط، ما يُعرف بظاهرة “المد الأحمر”. تُسبب هذه الطحالب ضرراً بالغاً للحياة البحرية، حيث تُقلل من كمية الأكسجين في الماء، ما قد يؤدي إلى موت الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى.

كما أن يكون للأمونيوم تأثير سام على بعض الكائنات البحرية، خاصةً في تركيزات عالية. كما أن تراكم الفوسفور في المياه يُسبب أيضاً نمو الطحالب بشكل مفرط. كما يؤدي إلى تكوين رواسب في قاع البحر، ما يُضر بالنظام البيئي البحري.

  • قتل الكائنات البحرية: سيسبب سماد اليوريا الموجود في السفينة رويمبار تسمماً للأسماك والكائنات البحرية الأخرى. كما أن تراكم الأسمدة في المياه يُمكن أن يُسبب تغيرات في درجة حموضة الماء، ما يُضر بالكائنات البحرية التي لا تستطيع التكيف مع هذه التغيرات.

تأثير التسريب النفطي 

تشير التقارير إلى وجود 120 طن من الديزل والمازوت على متن السفينة رويبمار، وقد بدأت تأثيراتها بالفعل منذ الهجوم عليها:

  • تلوث المياه: يُغطي النفط سطح الماء، مما يمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الكائنات البحرية، ويُعيق عملية التركيب الضوئي، ويُقلل من كمية الأكسجين المُذاب في الماء.
  • تلوث الشواطئ: يُغطي النفط الشواطئ، مما يُؤذي الكائنات الحية التي تعيش على الشاطئ أو تُستخدمه للتكاثر.
  • تلوث الحياة البحرية: يُغطي النفط أجسام الكائنات البحرية، مما يُعيق قدرتها على التنفس والسباحة، ويُسبب لها التسمم.
  • تدمير الشعاب المرجانية: يُسبب النفط أضرارًا جسيمة للشعاب المرجانية، مما يُؤثر على التنوع البيولوجي البحري.
  • تلوث الرواسب البحرية: يُمكن أن يُتراكم النفط في الرواسب البحرية، مما يُؤثر على الكائنات الحية التي تعيش في قاع البحر.
كرة اللهب من على متن السفينة مارلين لواندا التي تعرضت لهجوم من الحوثيين في يناير 2024 في خليج عدن

وضع حرج

وبين الأمرين يطلق خبراء البيئة تحذيرات صارمة بشأن الوضع الحرج في البحر الأحمر، حيث تواجه الشعاب المرجانية تهديدًا كبيرًا بسبب غرق “وبيمار” بسبب النفط والأسمدة على حد سواء مع تباين في درجة أيهما أكثر.

وقال الخبير البيئي، علي عشقي، إن “الزيت (الديزل) يمكن أن يتبخر في الجو أو يتسرب ويختفي بعد فترة، ولكن الأسمدة تؤثر على الشبكة الغذائية للنباتات البحرية وتحدث خللا في التوازن بينه”.

وأشار إلى أنه “في العادة كمية السماد الذي يحتاجه النبات البحري يكون أقل بعشرين ضعف من كمية السماد الذي تحتاجه النباتات على الأرض”.

لكن الخبير البيئي، نديم فرج الله، يقول إن خطر المازوت أكبر من خطر الأسمدة إن “الديزل يبقى أثره لمدة أطول بكثير من الأسمدة الكيميائية التي يمكن أن تتحلل في فترة زمنية محددة، ربما أسابيع، ويمكن أن تستوعبها الكائنات الدقيقة في الحياة البحرية”. موضحاً أن “ضرر الأسمدة آني، بينما الديزل ضرره يبقى مستمرا لمدى أطول بكثير، ويؤثر على الحياة البحرية في القعر (الترسب)، وقد يؤدي لنفوق الأسماك والطيور التي تصطاد الأسماك”.

ويتميز اليمن بمقومات اقتصادية مهمة في هذا القطاع الواعد والذي يعاني من التدمير والإهمال، إذ ينتشر في مياه وسواحل البلد المتخم بالفقر والبطالة نحو 400 نوع من الأسماك والأحياء البحرية ومخزون سمكي يسمح باصطياد ما بين 350 – 400 ألف طن سنوياً، جزء كبير منها تنتشر على شواطئ ومياه البحر الأحمر المهددة بالتلوث والقضاء عليها بفعل السفينة الغارقة.

وفي ظل هذا الوضع الحرج فهناك ضرورة لسرعة تحرك الحكومة المعترف بها دولياً، والمجتمع الدولي بسرعة لتنظيف ومعالجة وربما انتشال السفينة أو حمولتها من قاع البحر. وسيتطلب ذلك موارد كبيرة.

ويعاني اليمن بالفعل من أكبر أزمة إنسانية في العالم، مما يجعله عاجزا أمام التكاليف الباهظة لتنظيف البحار، الأمر الذي دفع الحكومة اليمنية إلى طلب دعم دولي عاجل للتخفيف من وطأة الكارثة البيئية وإيجاد الحلول لمعالجتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى