الأخبار الرئيسيةتراجم وتحليلات

هل يعرقل الحوثيون خطط بكين لتصبح قوة دبلوماسية عالمية؟.. (صحيفة صينية) تجيب

يمن مونيتور/ عدن/ ترجمة خاصة:

قالت صحيفة صينية إن هجمات جماعة الحوثي المسلحة في اليمن يمكن أن توثر على الطرق البحرية التجارية ما سينعكس على خطط الصين لتصبح وسيط القوة الدبلوماسية العالمية.

وأضافت صحيفة “صباح جنوب الصين” (South China Morning) أن من الممكن أن يؤدي تزايد عدم اليقين بشأن الطرق البحرية إلى زيادة مخاوف الصين، خاصة وأن الشرق الأوسط يلبي أكثر من 40% من احتياجات الصين من الطاقة.

وأشارت إلى أن الاستفزازات المتصاعدة من قبل الحوثيين المدعومين من إيران تهدد التجارة وأمن الطاقة، وتؤثر أيضًا على مصداقية الصين كوسيط في المنطقة والعالم.

جاء ذلك في مقال لـ”اليساندرو اردوينو” المحاضر منتسب في معهد لاو الصين وكلية كينجز في لندن، في الصحيفة الصينية القريبة من رؤية السياسة الخارجية لبكين.

وأشارت إلى أنه في الشهر الماضي، استضافت الصين ممثلين من الدول العربية والدول ذات الأغلبية المسلمة، مما عزز مسعاها كوسيط دبلوماسي رئيسي لنزع فتيل الصراع بين إسرائيل وغزة.

وقبل وقت قصير من دعوة بكين إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، صعّد المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران التهديد بتوسيع الصراع من خلال اختطاف سفينة تجارية مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر مستخدمين طائرة مروحية.

وبذلك استولى الحوثيون، حلفاء طهران، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني على سفينة جالاكسي ليدر، وهي سفينة بريطانية مستأجرة من اليابان وترفع علم جزر الباهاما ومرتبطة بالمصالح التجارية الإسرائيلية على مقربة من الساحل اليمني. وجاءت العملية كجزء من “محور المقاومة” المدعوم من إيران، حيث احتشد الحوثيون خلف الفلسطينيين في غزة.

وقالت الصحيفة: على الرغم من وجود اتصالات بالوكالة بين إيران وجماعات مختلفة مثل حزب الله في لبنان، ووحدات الحشد الشعبي الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، فإن درجة التوافق الأيديولوجي والاستعداد للاتباع الصارم للأوامر المباشرة من طهران تختلف بين هذه الجماعات المسلحة. المنظمات.

وتابعت صحيفة “صباح جنوب الصين”: ومع ذلك، يبقى سؤال يتعلق بكيفية تعقب الحوثيين لسفينة متجهة إلى الهند بينما كان جهاز تعقب تحديد الموقع الجغرافي الخاص بها متوقفاً عن العمل. عادةً ما تقوم السفن بإيقاف تشغيل الوظيفة لتجنب اكتشافها في المياه الموبوءة بالقراصنة أو التي تمزقها الصراعات. وعلى الرغم من ذلك، حدد الحوثيون موقع السفينة ونشروا مروحية عسكرية من الحقبة السوفيتية وعلى متنها كوماندوز، مما أجبر السفينة على الرسو بالقرب من ميناء الحديدة اليمني.

ولفتت إلى أن هناك مزاعم عن رصد سفينة إيرانية تتمتع بقدرات تعقب متقدمة في المنطقة.

 

تصعيد كبير

وجاءت عملية الحوثيين -حسب الصحيفة الصينية- وسط مساعي المبعوث الخاص لبكين تشاي جون من أجل وقف عاجل لإطلاق النار من جانب الأمم المتحدة في الشرق الأوسط. لذلك فإن مشاركة القوات الوكيلة تضيف طبقة من التعقيد، وإحباط الجهود المبذولة لتحقيق نتائج ملموسة.

وقالت صحيفة “صباح جنوب الصين”: إن التحول الأخير من الحوثيين في اليمن، والانتقال إلى ما هو أبعد من الخطابة إلى شن هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ بعيدة المدى في 31 أكتوبر/تشرين الأول ضد إسرائيل، يسلط الضوء على تصعيد إقليمي أوسع نطاقا لن ينتهي باختطاف السفن. ولا يرتبط هذا التوسع فقط برغبة الحوثيين أو حزب الله في فتح جبهة ثانية في لبنان، بل إنه يمثل ديناميكية مترابطة أكبر من ذلك.

وتشير الصحيفة الصينية إلى أنه منذ اندلاع الصراع اليمني في عام 2015، كان استخدام قوات الحوثيين للطائرات بدون طيار لاستهداف السفن التجارية على طول مضيق باب المندب – وهو ممر حاسم يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن – معلقًا مثل سيف ديموقليس على أنظار تجارة العالم.

ويشكل هذا التهديد المستمر خطرًا كبيرًا على أحد أكثر الطرق البحرية ازدحامًا في العالم. ويربط المضيق البحر الأبيض المتوسط ​​بالمحيط الهندي، ويشهد تدفقًا يوميًا لملايين براميل النفط التي تمثل 9 في المائة من إجمالي النفط المنقول بحرًا.

 

أين تقف الصين من الحرب الإسرائيلية على غزة؟

مع اعتماد أكثر من 40 في المائة من احتياجاتها من الطاقة على النفط والغاز في الشرق الأوسط، تواجه الصين تحديات متزايدة بسبب عدم اليقين المتزايد في الطرق البحرية. وإذا ساءت الأمور، فقد يتراجع الوضع إلى وقت مماثل للصراع الإيراني العراقي في الفترة 1984-1988، وما يسمى بـ “حرب الناقلات”، عندما قام الجانبان بنشر الألغام البحرية بكميات كبيرة لتقييد السفن التجارية في الخليج العربي ومضيق هرمز.

واليوم، يُزعم أن الحوثيين يمتلكون مئات من الألغام البحرية السوفييتية القديمة وإمدادات صغيرة من الألغام الصاروخية الصينية التي يمكنها التحرك من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى الطفو للوصول إلى هدفها.

إن الاضطرابات في الشرق الأوسط لا تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط فحسب، بل تؤدي أيضا إلى ارتفاع أقساط التأمين والتكاليف الإضافية لتركيب أجهزة تشويش للحرب الكهرومغناطيسية وأنظمة نشطة مضادة للطائرات بدون طيار على السفن التجارية. ويتعين على الشركات الصينية المملوكة للدولة الآن أن تتغلب على هذه النفقات المتزايدة وسط الانكماش الاقتصادي وضعف اليوان.

خلال الحرب الأهلية اليمنية، استخدم الحوثيون بشكل غير تقليدي طائرات مسلحة بدون طيار لمواجهة التحالف السعودي الإماراتي. والجدير بالذكر أن حرب الحوثيين بالطائرات بدون طيار تطورت بشكل كبير في عام 2021، حيث استهدفت ناقلات النفط وخطوط الأنابيب باستخدام طائرات مسيرة انتحارية، بمستوى عالٍ من التطور.

على سبيل المثال، خلال هجوم مشترك بطائرات بدون طيار وصواريخ على مصفاة نفط سعودية من قبل الحوثيين في عام 2019، ارتفعت الأسعار الفورية لخام برنت بنسبة 5 في المائة. وفي أعقاب اختطاف جالاكسي ليدر، تعرضت سفن أخرى للهجوم، بما في ذلك مدمرة أمريكية اُستهدفت بصواريخ باليستية في خليج عدن بينما كانت تقدم الدعم لسفينة إسرائيلية عانت من قرصنة.

 

تؤثر على مصداقية الصين

وقالت الصحيفة: في حين يظل الشرق الأوسط حاسماً لأمن الطاقة والتجارة في الصين، فإن الاستفزازات المتصاعدة من جانب الحوثيين تشكل مصدر قلق ليس فقط من منظور التجارة وأمن الطاقة، بل تؤثر أيضاً على مصداقية الصين كوسيط.

وإلى جانب الانفراج الذي توسطت فيه بكين مؤخراً بين المملكة العربية السعودية وإيران، فمن غير المؤكد ما إذا كانت طهران ستستخدم أسلوب الإنكار المعقول في إطار علاقاتها بالوكالة مع محور المقاومة، عندما تتذرع بكين بالمزايا التي اكتسبتها من سنوات من تقديم الدعم الاقتصادي والدبلوماسي للجمهورية الإسلامية.

واختتمت بالقول: في حين نجحت قطر ومصر في التوسط في هدنة وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس، فإن تأثير تورط الحوثيين في الوضع في غزة يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى دور بكين الطموح كوسيط في المنطقة.

المصدر الرئيس

Will Yemen’s Houthis derail China’s plans to be global diplomatic power broker?

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى