أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

لماذا تلهث قوى الاستعمار وراء تفكيك اليمن والانفراد بشطره الجنوبي؟ 

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من إفتخار عبده 

يصادف اليوم الاثنين الثاني والعشرون من مايو الذكرى الثالثة والثلاثين للوحدة اليمنية المجيدة، اليوم الذي تكللت فيه محطات الكفاح الطويلة في جنوب اليمن وشماله بالنجاح الكبير، يومٌ تحققت فيه تطلعات اليمنيين، وتعززت فيه أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة. 

وتطل هذه الذكرى واليمن تشهد أوقاتًا عصيبة جراء ما يحدث في جنوب اليمن من محاولات لخلخلة أسس الوحدة، في دعوات الانفصال التي يتبناها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا. 

من الجهة الأخرى وبهذه المناسبة العظيمة يحتفي أبناء اليمن ومواطنوه، في الجنوب والشمال مؤكدين بذلك نبذ كل دعوات التشطير، التي تسعى لتنفيذ رغبات القوى المستعمرة التي تريد أن تحقق مطامعها في جنوب اليمن. 

وفي هذا الصدد يقول علي الذهب” المحلل السياسي في الشؤون العسكرية” إن وحدة اليمن ككل هي ضمانة لوحدة التراب الجنوبي، ولعلنا نلاحظ الآن كيف أن هناك مشاريع استعمارية تحاول أن تمزق الجنوب إلى جغرافيات متعددة بأبعاد تاريخية في حضرموت وفي المهرة وفي سقطرى وقد يمتد ذلك إلى يافع نفسها”. 

وأضاف الذهب لـ” يمن مونيتور” أدوات الاستعمار تعمل بشكل حثيث في سبيل تفكيك الجنوب وقد استغلت قوى الاستعمار سوء العلاقة بين المحافظاتِ الشمالية والمحافظات الجنوبية من أجل تنفيذ أجنداتها في المحافظات الجنوبية”. 

وأردف” كل هذا الطمع من القوى الاستعمارية في الجنوب؛ لأنه بشكل عام يتمتع بقيم جيوسياسية متعددة ومنها إطلالته البحرية على طرق تدفق الشحن البحري، وحركة الإمداد والغذاء والوقود في بحر العرب وخليج عدن وجنوبي البحر الأحمر وامتداد هذه الواجهة البحرية عن طريق موقع أرخبيل سقطرى”. 

وتابع” الوحدة اليمنية هي مهمة بالنسبة للجنوب من حيث إن الشمال بغزارته البشرية- والعنصر البشرى أهم شيء في الدفاع عن الأرض- ولذلك قد يختلف الشماليون مع للجنوبيين على المصالح، لكن الغايات تظل ثابتة وراسخة وهي الدفاع عن الأرض، والدفاع عن سلامة البلد وقوته وجوده جغرافية واسعة تظاهي الجغرافيات الأخرى”. 

وأشار الذهب إلى أنه” في الواقع لو كان تقسيم الأرض إلى دويلات مستقلة أمرًا محمودًا في الجزيرة العربية لسبقتنا إليه دول الخليج، فدول الخليج تكبح أي محاولة لتجزئتها، لكن هناك في المحافظات الجنوبية للأسف توجد قلة قليلة من المنتفعين الذين غرقوا في الضغائن السياسية بفعل الصراعات التي دارت، سواء كانت بينهم أو مع بعض مراكز القوى في المحافظات الشمالية، فذهبوا لتمزيق البلد وتنفيذ الأجندات الخارجية دون وعي لما قد تتعرض له الجنوب بشكل خاص واليمن كله بشكل  عام”. 

وأكد أنه” لا إرادة لأي دولة ما لم تكن الدولة قويةً وهذه الدولة لا تكون قويةً إلا بقدراتها العسكرية المتكاملة، قوية بوعي أبنائها، قوية بالعدد الكبير من السكان، قوية بمساحتها الجغرافية وتنوع شكل الدولة، من حيث إطلالاتها المتعددة على البحار، وقربها من الملاحة الدولية واستئثارها بالمضايق والجزر وطرق الملاحة البحرية وهذا كله تملكه اليمن موحدة وليست مجزئة”. 

وبيَّن” من مصلحة اليمنيين أن يكونوا قوةً مهيمنةً أو يكونوا قوة موازية للقوى الأخرى في الجزيرة العربية وفي القرن الأفريقي وفي الإقليم على وجه العموم؛ لأن اليمنيين في حقيقة الأمر قوتهم لا تنبع من الثروة النفطية التي يمتلكونها أسوة بدول الجوار فقط؛ فلدى اليمنيين الموقع الجغرافي الذي يتحكم بتدفق النفط الذي ينتجه الجوار، فإذا امتلك اليمن إرادة سياسية قوية وموحدة تضم كافة أبناء اليمن سيكون قرارهم قويًا وحضورهم الدولي والإقليمي سيكون قويًا في الوقت نفسه”. 

 

وحدةُ أي بلد بتنوعها الثقافي والإيدلوجي    

يواصل الذهب حديثه قائلا: لا أتصور أن سيكون الجنوب أو حتى الشمال في مأمن إذا تفكك اليمن وتجزأ إلى جزأين أو تجزأ إلى أكثر من جزء في إطار أكثر من دولة، والأخطر من ذلك هو أن يذهب الجنوب يتقوقع في مواقع جغرافية محددة ذات هويات تاريخية يحاول أن يشجع عليها الإقليم، في حضرموت أو في المهرة أو في سقطرى”. 

وزاد” نلاحظ أيضا التشجيع على بعض ملامح هذا المشهد في المحافظات الشمالية كما يحدث في المخا أو محاولة حصار الحوثيين في الهضبة الزيدية أو تكوين كنتولات مماثلة في شبوة أو في مأرب وهذا بطبيعة الحال خطر كبير، وهي إحدى إفرازات الحرب التي تكررت في كثير من الدول الهشة كما هو الحال في الصومال وما يحدث في سوريا لكنا الآن في اليمن نعتبر في أحسن حال، وهذا يتوقف على إرادة القوة السياسية الحالية ووعيها بمخاطر ما يحاك تجاه البلد من المؤامرات”. 

انسياق دون وعي 

وأرسل الذهب رسالته للمجلس الانتقالي في أنه” يجب عليه ألا يتحول إلى أداة هدم في يد القوى الاستعمارية أو وكلائها  في الإقليم، فهو اليوم ينساق دون وعي؛ لأن قيادته رغم ما تعمل من مشاريع سياسية لكنها في حقيقة الأمر توغل في العداوة تجاه شرائح سياسية أو اجتماعية وهذا ما يعمق الفجوة بين الانتقالي وبين القوى السياسية الأخرى”. 

وأضاف” لا أتصور أن الانتقالي ككيان سياسي سيكون في مأمنٍ من بطش القوى الداخلية؛ لأنه يعاديها ويراكم هذه العداوة منذ سبع سنوات وذلك باستهدافه الكثير من القادة العسكريين والسياسيين ورجال الدين ورجال الأعمال؛ بل حتى المواطنين البسطاء من أبناء المحافظات الشمالية والمناطق الوسطى؛ وهذا يمثل وقودا لدورات عنف قادمة؛ لأن الجنوب قائم على الدورات المتتالية للعنف بفعل الصراع السياسي وأخطاء القادة السياسيين والعسكريين الذين أثقلوا التأريخ السياسي في الجنوب بالضغينة”.  

وأردف “على المجلس الانتقالي أن يعي خطورة المرحلة والدور الذي يقوم به لمصلحة القوى الخارجية التي لا ترمي إلا لتحقيق أهدافها بالسيطرة على القيم الجيوسياسية المهمة التي تتمتع بها المحافظات الجنوبية والشرقية وستثبت الأيام القادمة والتأريخ- إذا استمر المجلس الانتقالي في غيه- أنه لم يكن سوى مجرد أداة وأنه سيرمى به جانبًا متى ما تمكت هذه القوى من تحقيق أهدافها”.   

وخاطب على الذهب التحالف العربي قائلا” اليمني لا ينسى حقه ولا يتخلى عن الدفاع عن أرضه ولا عن ثرواته ولا عن سلامة وسيادة البلد طال الزمن أو قصر، واليمني بطبيعته مقاتل شرس مهما ضعفت إمكانياته، ولعل الحرب الراهنة أثبتت أنه قادر على التعامل مع شح الإمكانيات القتالية- إمكانيات الحرب- في الطرفين سواء كانوا الحوثيين أو طرف الحكومة المعترف بها دوليا”. 

 

الوحدة قدر اليمنيين  

في السياق ذاته يقول الكاتب السياسي صدام الحريبي” الوحدة اليمنية كانت وما تزال تمثل أهمية كبيرة وهي قدر اليمنيين جميعا سواء في الجنوب أو الشمال؛ لأن اليمن لم يكن يوما منفصلا، بل إن الاستعمار هو من حاول تفريقه خلال الفترة الماضية”. 

وأضاف الحريبي لـ” يمن مونيتور” أنا مواطن ولدتُ وعشت طفولتي في المناطق الحدودية وشهدت الحرب في طفولتي، حتى أننا وجدنا أبناء المحافظات الجنوبية الذين هربوا إلينا أكدوا لنا منطقية الوحدة وأنها أفضل بكثير من التشرذم؛ بل إن تحقيقها كان واجبا؛ فقد مثلت صمام أمان لأنباء تلك المناطق أكثر من غيرهم”. 

وأرف” اليوم تحاول الإمارات إثارة الوضع في جنوب اليمن سلبيا من خلال بعض المرتزقة الذين قامت بشرائهم ليصبحوا قفازاتٍ تستخدمهم من أجل ابتزاز اليمنيين كي يرضخوا أمام أطماعها المتمثلة بنهب حق اليمنيين من سواحل وموانئ وجزر وثروات، وهذا الأمر يعرفه كل اليمنيين”. 

وتابع” يدرك اليمنيون جميعهم أهمية الوحدة، وبالتالي ليس من السهل التخلي عنها… ومشاريع الانفصال ستذهب مع أول وقفة جدية وصارمة تقوم بها الشرعية، وكذلك عندما تتخلى الإمارات عن مرتزقتها الذين تدعمهم من أجل إثارة الفتن والبلابل، وهذا يذكرنا بمن دعم الملكيين سابقا ضد الجمهورية وقد فشل في ذلك، ومع كل ما قدموه لهم إلا أنهم حققوا ضدهم أكبر خيانة منذ قيام كيانهم السياسي”. 

وأشار الحريبي إلى أن” الانتقالي أداة رخيصة بيد الإمارات، لم يكن يوما صاحب قرار، وإنما  هو تابع، ولذا رسالتنا لمن يمسك برباطه وهي الإمارات، فنقول لها اقرأوا كيف كانت نهاية من دعم الملكيين بعد ثورة سبتمبر ومن حاول التحكم بقرار الجمهوريين والتفريق بينهم بعد نجاح الثورة، ثم تيقظ مؤخرا بعدما خسر عشرات الآلاف من جنوده”. 

وبين أن” المساس بالوحدة ليس من صالح السعودية نهائيا، ولا أعتقد أن السعودية تؤيد الانفصال الآن- على الأقل-  ليس حبا باليمنيين، بل إن استمرار الوحدة من مصلحتها عكس السابق، وعليها تحمل مسؤوليتها تجاه أمنها القومي أولا، لأنها حقيقة كانت لها دور كبير في تمكين الإمارات في البلاد وعليها تحمل نتائج ذلك القرار، ومن ثم لها الخيار في تحديد موقفها بعد أن تعيد الأمور كما كانت قبل 2014م”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى