أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

ميثاق الشرف الجنوبي.. تحديات تواجه الانفصاليين جنوبي اليمن

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص

تشهد المحافظات الجنوبية منذ أيام حراكا سياسيا مكثفا، توِّج بتوقيع عدد من التيارات والمكونات الجنوبية، الاثنين، ما عُرِف بـ”ميثاق الشرف الوطني الجنوبي”، في ظل استمرار التحركات الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام الدائم في اليمن.

وخلال الأيام الأربعة الماضية، جرى لقاء تشاوري في العاصمة المؤقتة عدن، دعاء إليه ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، شاركت فيه بعض القوى، ورفضت أخرى ذلك، منها حلف حضرموت، ومجلس الحراك الجنوبي للقوى الثورية، وحضرموت الجامع، والمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب.

يبدو أن القوى التي قاطعت الحوار الجنوبي – الجنوبي الأخير، تشكل حجر عثرة أمام ذلك التحرك والطموح الذي يسعى له الانتقالي المدعوم إماراتيا، فقد ظل الجنوب وبخاصة خلال فترة الحرب مقسما إلى كيانات سياسية مختلفة، ولا تتبع داعما واحدا.

ومن أبرز بنود الميثاق، هو بناء دولة الجنوب على أساس النظام الفيدرالي الديموقراطي المدني العربي الإسلامي، وأن يقرر شعب الجنوب اسم دولته المنشودة.

 

عقبات داخلية وخارجية

وعن مستقبل ذلك الميثاق يؤكد المحلل السياسي نبيل الشرجبي، أنه وبرغم ما حظي به من “زوبعة إعلامية” باركت وأيدت التوقيع عليه، إلا أنه لن يعمل على حل الخلافات الجنوبية، أو قيام دولة الجنوب، على الرغم من محاولة الإمارات، إضفاء شرعية على المجلس الانتقالي عبر بوابة اتفاق الرياض مع الشرعية.

ويرجع ذلك كما أوضح لـ”يمن مونيتور” إلى الطبيعة المزدوجة للتحرك ذاك، إذ تؤدي إلى غير ما يرغب فيه المجلس الانتقالي، فالمؤتمر الجنوبي رغب بتحقيق هدفين في وقت واحد، الأول المصالح، والثاني إقامة الدولة، وكلاهما يؤديان للصراع.

أما عن السبب، فهو لأن شروط المصالح تختلف عن شروط قيام الدولة، والرغبة بالمصالحة قد تتصادم مع رغبة الاستحواذ على السلطة وتقاسم المناصب، بخاصة أن أغلب المجتمعين في عدن، يمتلكون من رغبة الاستحواذ والإقصاء الكثير، بحسب الشرجبي.

واستطرد “مسألة إعادة إحياء دولة الجنوب بشكل مستقل وكامل، سوف تصطدم بالكثير من العقبات الخارجية، وكذلك الداخلية، أبرزها استحالة التغلب على الانشطار الجنوبي مهما بدا الموقف اليوم، فضلا عن وجود كتلة داخلية جنوبية كبيرة، لا ترغب بالانفصال”.

أما بخصوص العقبات الخارجية، ذكر الشرجبي أن أبرزها، تتمثل بوجود رفض عربي وإقليمي ودولي لمثل ذلك التحرك، وكذلك وجود دول خليجية قريبة من حدود بعض المحافظات الجنوبية، على استعداد للتدخل لمنع مثل ذلك التحرك.

 

اختراق محدود

ويرى من جانبه الكاتب والصحافي كمال السلامي، أن الانتقالي ماضٍ في مشروعه التشطيري، وقد نجح في تحقيق بعض الاختراق فيه، بعد انضمام بعض الشخصيات المرتبطة بالحراك الجنوبي، كرئيس المكتب السياسي للمجلس الأعلى للحراك الثوري فادي باعوم، وآخرين.

وقال لـ”يمن مونيتور” إن هذا الحدث، يطوي مزاعم الانخراط الإيجابي للمجلس الانتقالي، وزعيمه الزبيدي ضمن مجلس القيادة الرئاسي الذي يترأسه رشاد العليمي.

كما أنه يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقة بين مكونات المجلس الرئاسي، فالميثاق الجنوبي تأكيد صريح على أن الانتقالي ماضٍ في مشروع الانفصال، بحسب السلامي، الذي اعتبر اللقاء التشاوري الجنوبي، وما أسفر عنه من نتائج، خطوة جديدة في طريق فرض ذلك المشروع من الإمارات.

وبخصوص الصعوبات التي تواجه ذلك الطموح، يعتقد السلامي أن المعوقات كثيرة، فعالم لا يعترف إلا بوحدة وسلامة اليمن، فضلا عن أن الكثير من الكيانات ذات الثقل في الجنوب، لا تزال ترفض فكرة تمثيل الانتقالي للجنوب.

 

الخلاص بالدولة الاتحادية

وفي ظل الصراعات الحالية والانقسامات والمشاريع العديدة في اليمن، يفيد المحلل السياسي الشرجبي أنه وبرغم من الإقرار بفشل الصيغة السابقة لدولة الوحدة التي تحققت عام 1990 في البلاد، فإن ذلك لا يعني ضرورة التخلي عنها، بل يكون الحل بإيجاد صيغة جديدة لدولة الوحدة، وقيامها على أساس فيدرالي كما نص عليه مخرجات الحوار الوطني، وهو نفس ما تطالب به اليوم بعض فصائل الجنوب.

الجدير ذكره، أن رئيس ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي والذي هو أيضا أحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي” عيدروس الزبيدي، أصدر الاثنين، قرارا قضى بإعادة تشكيل هيئة المجلس، وقام بتعيين 3 نواب له، وعدد من الأعضاء بينهم، عمرو نجل علي سالم البيض، الذي سبق وأن شغل منصب رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ثم كان في منصب نائب رئيس الجمهورية اليمنية عقب الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى