أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

دوافع هجوم “المجلس الانتقالي” على الرئيس اليمني.. رغبات معلقة ومطالب غير منطقية

يمن مونيتور/ وحدة الرصد/ خاص:

بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي حملة تحريض متعمدة ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بعد تصريحات عن تأجيل النقاشات حول “القضية الجنوبية” حتى انتهاء الحرب ضد الحوثيين.

وقال العليمي، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط نشرت يوم الخميس، إن أحد أهداف تأسيس مجلس القيادة الرئاسي هي القضية الجنوبية التي اعتبرها هدفاً “رئيسياً ومهماً” لتأسيس مجلس القيادة، لكنه أضاف: نؤمن تماماً بأنها قضية عادلة. والحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب (..) عندما نستعيد الدولة، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف، أو بالفرض.

ويضيف: معالجة القضية الجنوبية يجب أن تكون في إطار حلول النظام السياسي، مضمون الدولة، وشكل النظام السياسي المستقبلي.

وهاجم المجلس الانتقالي وقادته حديث رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأصدر بياناً يهدد بانهاء الشراكة في مجلس القيادة. وتبعه حملة تحريض كبيرة ضد “العليمي” تستهدف حتى حياته. ويقول البيان: تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي لصحيفة الشرق الأوسط غير دقيقه، ولا تشير الى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات  مجلس التعاون الخليجي.

اقرأ/ي أيضاً.. هوس السلطة وسلوك “الميليشيات”.. كيف يجرّ المجلس الانتقالي “الرئاسي اليمني” نحو الفشل؟!

تشبه تصريحات “الزُبيدي”

تصريح “العليمي” لم يخرج عن المألوف، بل أكد “القضية الجنوبية وعدالتها” واعتبارها واحداً من أهداف المجلس الرئاسي، وهو الموقف ذاته الذي ذكره في خطاب ذكرى الوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار 2022 ووصفه قادة من المجلس الانتقالي ب”المتوازن”!

كما أنه لا يخرج عن ما ذكره عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في 11ابريل/نيسان عقب إعلان قيام المجلس الرئاسي والذي أكد فيه أن نقاش القضية الجنوبية أو مطالب المجلس الانتقالي ستكون عقب المرحلة الانتقالي وإنهاء الحرب في البلاد: الجميع اليوم جنود مع هذا الوطن حتى تنتهي الفترة الانتقالية، لتأخذ بعدها الديمقراطية مسارها، ويؤخذ كل ذي حق حقه في الجنوب والشمال.

ويبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي استخدم تصريحات “العليمي” لإرسال رسائله، حيث تشير وسائل إعلام المجلس الانتقالي وتصريحات مسؤوليه وناشطيه خلال يومي الجمعة والسبت، أن “المجلس الرئاسي” لم يعد الأداة التي حلموا بها للسيطرة على مؤسسات الدولة جميعها، وحصان طروادة لتنفيذ رغبات ومطالب قادة المجلس الانتقالي دون أن يلتزم المجلس بما عليه من اتفاقيات.

اقرأ/ي أيضاً.. تأخير إقرار القواعد المنظمة.. من يسعى لإفشال “الرئاسي اليمني”؟! (تقرير خاص)

 

تهديد حياة “العليمي”

منصور صالح نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي قال إن هناك حاجة حقيقية “لمراجعة سلوك مجلس الرئاسة” تجاه استحقاقات الانفصال. معتبراً: “تصريحات العليمي مؤشر على رغبته بالتفرد في قرار في مجلس القيادة الرئاسي”.

لا يقتصر الأمر على اتهامات بالانفراد “بقرار المجلس الرئاسي” بل يذهب الأمر إلى تهديد حياة رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء الحكومة، وكتب عادل الحنشي أحد المسؤولين في المجلس الانتقالي: يجب أن يعلم المدعو رشاد العليمي وزبانيته المتواجدة في معاشيق  أن القرون التي بدت تطلع فيهم  في عدن سنقتلعها من جذورها ونحملهم على متن سيارة جامبو داخل  أكياس ونربط على عيونهم مثل القطط ونرميهم عند سيدهم الحوثي يجلسون معه ويملسون ركبتيه ويتباركون من بركاته.

ويذهب المجلس الانتقالي إلى تهديد بقاء “العليمي” خارج عدن، ويقول جمال الخضر: في الحقيقة رشاد العليمي لا يريد العيش في عدن .. يريد ان يسكن فنادق ٧  نجوم خارج عدن.

يأتي ذلك فيما أنهى “رشاد العليمي” زياته التي استمرت أكثر من أسبوع إلى أوروبا، وحضر مؤتمر ميونخ للأمن، وعاد يوم السبت إلى الرياض قبل وصوله إلى مدينة عدن.

ويؤكد أعضاء المجلس الانتقالي رؤيتهم أن الرئيس الأساسي هو عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي و”العليمي” مجرد أداة لتنفيذ أوامرهم واهداف قيادتهم؛ وهو ما يراه عامر ثابت العولقي سكرتير محافظ شبوة القريب من قادة المجلس الانتقالي كتب يقول: هذا الرئيس وله اليد الطولى والشعب والقوات رهن اشارته ما العليمي إلا ديكور.

80 بالمائة من مؤسسات الدولة للانتقالي

ويذهب المسؤولون والسياسيون الذين يتبعون المجلس الانتقالي إلى تقديم شروطهم لإنهاء استهداف “العليمي” والحكومة. بين هؤلاء “وضاح بن عطية” عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الذي قال إن على “العليمي” القيام بإجراءات سريعة: تغيير رئيس الوزراء بشخصية وطنية جنوبية معتدلة ذات كفاءة. وإعادة هيكلة كافة مؤسسات الدولة بما يمنح الجنوب 80 % في مختلف مؤسسات الدولة استنادًا إلى نسبة الأراضي المحررة وحجم المشاركة في الموازنة العامة للدولة.

كان المجلس الانتقالي يسعى لفرض القيادي في المجلس “أحمد لملس” محافظ عدن رئيساً للحكومة بدلاً من معين عبدالملك رئيس الوزراء الحالي، كما سعى للسيطرة على معظم المؤسسات السيادية والوزارات وحتى مكاتب التربية بتعيينات خاصة، بينها قوائم توظيف أكثر من 17 الف من أنصارهم خلال العام الحالي ما يثقل الجهاز الإداري للدولة.

ويتفق مع وضاح بن عطية يونس الشرفي نائب رئيس دائرة الإدارة العامة للشؤون الخارجية، إن من وصفهم “الشماليين يحكمون معنا مناصفة المحافظات الجنوبية منذ ابريل ويحكمون كل الشمال!”.

اقرأ/ي أيضاً.. “بناء الانفصال”.. ما الذي تفعله لجنة إعادة هيكلة القوات التابعة ل”الرئاسي اليمني”؟

واتهم الشرفي، “العليمي” باختطاف قرار المجلس الرئاسي لصالحه؛ مبدياً غضبه من أن رئيس المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان ينتمون للمحافظات الشمالية!

وقال صالح أبو عوذل الصحافي القريب من قيادة المجلس الانتقالي يوم السبت إن العليمي “لم يؤدِّ مهامه بالشكل المطلوب”، واتهمه بتوظيف حوثيين في مكتب الرئاسة.

أما القيادي عبدالله الغيثي فاتهم في تغريدة على تويتر دول مجلس التعاون الخليجي بالوقوف ضد المجلس الانتقالي بالتعاون مع العليمي والأحزاب اليمنية.

 

أزمة الوفد التفاوضي

وعادة ما يستخدم المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة، الهجوم على شخصية رشاد العليمي والتشكيك فيه للحصول على مكاسب سياسية لحظية منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني في ابريل/نيسان الماضي، عندما تنازل الرئيس عبدربه منصور هادي عن صلاحياته لصالح مجلس رئاسي جديد يضم معظم خصوم الحوثيين.

ويأتي التباين الجديد داخل المجلس الرئاسي اليمني في وقت تسعى الأمم المتحدة ووساطة عُمانية لعودة المفاوضات بين المجلس الرئاسي وجماعة الحوثي.

ويشدد المسؤولون في المجلس الانتقالي الجنوبي، على ضرورة أن يُعلن العليمي عن الوفد التفاوضي! ويتهمونه بعرقلة صدوره. واستخدم المجلس بيان الرد على تصريحاته لدفعه نحو القبول بهذا الوفد: “يستغرب المجلس الانتقالي الجنوبي من عرقلة إصدار قرار تشكيل الوفد التفاوضي المشترك الذي تم التوافق عليه وهو المعني بالتفاوض حول شكل الدولة والنظام السياسي للفترة الانتقالية والضمانات المطلوبة”.

ولم يُعلن رسمياً عن الوفد التفاوضي، لكن في أكتوبر/تشرين الأول علم “يمن مونيتور” ووسائل إعلام أخرى عن اتفاق المجلس الرئاسي اليمني على فريق التفاوض ويضم: “أحمد عوض بن مبارك وزير الخارجية، وعلي عشال النائب البرلماني، وعبدالملك المخلافي الوزير السابق وعضو رئاسة هيئة التشاور والمصالحة، وناصر الخبجي رئيس المفاوضين في المجلس الانتقالي، ومحمد عمراني وياسمين القاضي، وعبدالله ابو حورية، وعبدالرحمن شيخ، وعبدالخالق بشر”.

وفي مطلع فبراير/شباط الجاري جدد المجلس الانتقالي الجنوبي مطالبته خلال لقاء المبعوث الأممي هانس غروندبرغ في عدن: “ضرورة تمثيل الجنوب بوفد مستقل في مفاوضات العملية السياسية الشاملة”، كما طالب بأن بتمكين من وصفهم أبناء الجنوب “من إدارة شؤون محافظاتهم خلال المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق سلام شامل”.

لذلك يبدو أن المجلس الانتقالي يريد وفداً مستقلاً للمشاركة في التفاوض، وإن تعثر الوصول إلى هذا الوفد المستقل فإنه يريد فرض هيمنته على الوفد المشترك إما بتعديل أعضاءه أو بتحويله إلى أداة تنفذ شروطهم. وهو يعطي مكاسب أكبر للحوثيين.

اقرأ/ي أيضاً.. أداة انفصال وإنهاء للشراكة وتهديد الأمن القومي لشبه الجزيرة العربية.. ما الذي يفعله “الرئاسي اليمني”؟

تهديدات بالإدارة الذاتية

وكالعادة يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بالتهديد بإعلان “الإدارة الذاتية” للمحافظات الجنوبية والاستحواذ على سلطتها وطرد كل القيادات السياسية والعسكرية والشعب من الشماليين.

قال وضاح بن عطية إنه في حال رفض “العليمي” القيام بالإجراءات الحالية فإن المجلس الانتقالي سيعلن الإدارة الذاتية، “خلال فترة المفاوضات حتى نهاية المرحلة الانتقالية”، وهو الطلب ذاته الذي قدمه المجلس الانتقالي الجنوبي للمبعوث الأممي في اجتماع عدن: ”

أما فهد العولقي أحد المؤيدين للمجلس الانتقالي، فقال إن المطلب الرئيسي “إعلان الإدارة الذاتية” في المحافظات الجنوبية.

يتفق معه ثابت صالح المحلل العسكري القريب من المجلس الانتقالي يقول: من المستحيل “حل هذه القضية في إطار النظام السياسي”، حلها فقط ممكن عن طريق فك الإرتباط واستعادة دولة الجنوب.

وهدد رئيس وفد المجلس الانتقالي التفاوضي، ناصر الخبجي، باحتراق من “يتجاهل قضية الجنوب”، كما هدد بفض الشراكة بين المجلس الانتقالي ومجلس القيادة الرئاسي.

واتهم الخبجي، رئيس مجلس القيادة بعرقلة إعلان الفريق التفاوضي الذي “جرى التوافق عليه داخل المجلس”!

وقال الخبجي إن “مماطلة العليمي تدفع المجلس الانتقالي إلى فض الشراكة من المجلس الرئاسي وكذلك الحكومة، وربما يتم اتخاذ خيارات (إجراءات) حاسمة في الأيام القادمة”.

وبينما يحدث كل ذلك، يكسب الحوثيون من وراء هذا التباين والانقسام داخل مجلس القيادة الرئاسي حيث يضعف موقف المجلس التفاوضي، ويبدو ضعيفاً غير قادر لا على مواجهة الحوثيين بالحرب أو تأمين التزامات السلام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى