أخبار محليةالأخبار الرئيسية

“المبعوث الأمريكي: اليمن ليس جزءاً من المناقشات والمحادثات النووية بين واشنطن وطهران

يمن مونيتور/قسم الأخبار

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، إن واشنطن ملتزمة بـ”توسعة” الهدنة بحلول الثاني من أكتوبر المقبل، مشيراً إلى أن ذلك يستدعي من جماعة الحوثي في اليمن التحلي بـ”المرونة”، وتقديم “تنازلات”.

ونقل تلفزيون “الشرق” عن ليندركينج قوله: “ما يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه كالتزام، هو توسيع إطار الهدنة لتحقيق المزيد من الفوائد للشعب اليمني”، لافتاً إلى أن هذا الهدف الأساسي وراء جولته الحالية في المنطقة.

وأوضح أنه “عندما تتم توسعة إطار الهدنة في الثاني من أكتوبر، في تلك اللحظة سنتمكن من النظر في استدامة وقف إطلاق النار، والمفاوضات السياسية التي تمكّن اليمنيين من صياغة مستقبل بلدهم، وهذا ما يسعى إليه المجتمع الدولي ونتطلع إلى تحقيقه”.

وبينما اعتبر المبعوث الأميركي، أن بلاده “سعيدة” بترحيب إيران التي تدعم جماعة الحوثي في اليمن، بوقف إطلاق النار، إلا أنه شدد على أن الصراع في اليمن غير مرتبط بالمفاوضات غير المباشرة التي تجريها طهران وواشنطن بشأن إحياء الاتفاق النووي.

وتدور الحرب في اليمن بين الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق في شمال وغرب البلاد.

واتفق الطرفان على هدنة رعتها الأمم المتحدة، في 2 أبريل الماضي، تم تمديدها في 2 أغسطس المنصرم لشهرين إضافيين حتى الثاني من أكتوبر القادم.

وتقود الولايات المتحدة جهوداً دولية لتوسعة اتفاق الهدنة، عندما يأتي موعد تمديدها في الثاني من أكتوبر.

وقال ليندركينج لـ”الشرق”، إن اتفاق الهدنة ساهم منذ دخوله حيز التنفيذ خلال أبريل الماضي “في خفض الوفيات بنسبة 60%”، و”سمح لآلاف اليمنيين بالسفر من مطار صنعاء”، فيما مكّن من رفع شحنات الوقود إلى اليمن.

غير أنه شدد على أن ذلك “غير كافٍ”، مؤكداً على الحاجة إلى توسيع الهدنة، وذلك “لضمان الحصول على عدد أكبر من رحلات الطيران والوقود والمزيد من السلام للمدنيين في اليمن، والفرصة في إعادة بناء الدولة، وكذلك أيضاً لتسديد الرواتب لمئات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين لم يتلقوا رواتبهم على مدى سنوات”.

وأكد المبعوث الأميركي “حدوث خروقات” من جانب الحوثيين خلال الأسابيع الماضية، قائلاً: “كانت هناك خروقات كبيرة ارتكبها الحوثيون على مدى الأسابيع الماضية، وفي أواخر يوليو، وفي مستهل أغسطس وحول تعز أكبر مدينة في اليمن، والتي تعيش تحت حصار يفرضه الحوثيون”.

واعتبر أن ذلك “يناقض شروط الهدنة”، مشدداً على أن ما يحتاجه اليمنيون في الوقت الراهن “هو توسعة الهدنة، لتحقق المزيد من الفوائد” للشعب اليمني.

وفي أغسطس الماضي، أعربت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي لليمن في بيانات منفصلة، عن “قلق عميق” من انتهاكات جماعة الحوثي للهدنة في تعز باليمن، بالتزامن مع إعلان الجيش اليمني سقوط 12 من عناصره جراء الخروقات خلال يومين.

وبشأن فرص توسيع الهدنة أكد ليندركينج “، أنه “كان هناك تفاعل بنّاء بين الطرفين بالفعل خلال فترة الهدنة، إذ عقدت اللجنة العسكرية، بمشاركة ممثلين عن الجانب الحوثي والحكومة اليمنية وأيضاً التحالف العربي، لقاءات عدة في عُمان في الأردن. وكانت هناك أيضاً لقاءات على مستوى اللجان المعنية بفتح الطرق”.

وشدد المبعوث الأميركي على أن “فتح المعابر جزء أساسي من أجل المضي قدماً في توسعة الهدنة. إذ يُظهر ذلك التزام الحوثيين بتقديم التنازلات وبالمرونة. وهذا هو الموقف الذي نحتاج أن نراه لكي نمضي قدماً”.

وفي أغسطس الماضي، دعا مجلس الأمن الدولي جماعة الحوثي إلى “التحلي بالمرونة في المفاوضات وفتح الطرق الرئيسية في تعز فوراً”، معرباً عن قلقه من “عدم إحراز تقدم” في ملف فك الحصار عن المدينة التي تقع جنوب غربي البلاد.

وتتهم الحكومة اليمنية ومنظمات دولية وحقوقية “جماعة الحوثي” بفرض حصار خانق على تعز، كبرى مدن اليمن من حيث عدد السكان، منذ 7 سنوات، ما تسبب في عرقلة مقومات الحياة كافة في المدينة المكتظة بالسكان.

والخميس الماضي، جددت جماعة الحوثي رفضها فتح الطرقات، قبل تنفيذ شروطها، وضمنها “صرف المرتبات، ورفع القيود عن المطارات والموانئ، ورفع الحصار عن اليمن كاملاً”.

 

وفي السياق، أكد المبعوث الأميركي أن صرف الرواتب “موضوع تهتم به الحكومة اليمنية والحوثيون أيضاً، لذا لا بد من أن نجد أرضاً مشتركة وآليات ونقاط التقاء تمكننا من صرف الرواتب بشكل عاجل”.

وشدد ليندركينج على أن الهدنة هي أفضل خيار، محذراً من أن “أي عودة للحرب في هذه المرحلة ستقوض كل التقدم الذي تم إحرازه، وتؤدي لإلحاق المزيد من الدمار بالبنية التحتية وتفاقم الأزمة”.

وقال إنه في حال الاتفاق على تمديد الهدنة لـ6 أشهر في أكتوبر القادم، فإن ذلك “سيفسح المجال للمزيد من المساحات الدبلوماسية التي من شأنها تعزيز المكاسب”.

وبشأن الدور الذي قد تلعبه إيران، الداعمة لجماعة الحوثي، في مساعي إحلال السلام في اليمن، قال ليندركينج إن “إيران كانت تلعب دوراً سلبياً في الحرب خلال السنوات الماضية، إذ عمدت إلى تهريب الأسحلة إلى اليمن (..) وأدت بذلك إلى تفاقم الصراع”.

غير أنه عبر عن “سعادة” بلاده بالتحول في الموقف الإيراني عقب التوصل إلى اتفاق الهدنة، قائلاً: “يسعدنا الآن أن نرى أن إيران ترحب أو أعلنت عن ترحيبها بالهدنة في الثاني من سبتمبر والثاني من أغسطس”.

وأضاف: “ما نرغب في أن نراه هو تواصل إيران في العمل بهذه الروح، بمعنى أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع”، معرباً عن أمل بلاده في أن تدعم طهران المساعي الدولية لوقف دائم لإطلاق النار وبدء المفاوضات السياسية.

إلى ذلك، شدد على عدم وجود رابط بين الصراع في اليمن والمفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الرامية لإعادة إحياء الاتفاق النووي.

وقال المبعوث الأميركي، إن “اليمن ليس جزءاً من تلك المناقشات والمحادثات (النووية)، لكن نأمل بالطبع، إذا كان هناك اتفاق في الملف النووي، أن يكون لهذا انعكاسات إيجابية على الصراع في اليمن”.

ومع ذلك، يوضح ليندركينج أن “اليمن في مسار منفصل ولا يستطيع اليمن أن ينتظر مسألة حسم الاتفاق النووي”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى