أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

تسنيم القواس.. شابةٌ يمنية تتغلب على البطالة بمشروع “بنت الصحن”!

يمن مونيتور/ من افتخار عبده

في بلد يعاني من ارتفاع كبير في الغلاء المعيشي واتساع في رقعة البطالة، تظهر شابات يمنيات يقتحمن سوق العمل بمجالات مختلفة في سبيل سد العجز، ومواجه ظروف الحرب القاسية.

ومن بين المجالات التي خاضت غمارها شابات يمنيات، مجال الطبخ وخاصة المعجنات وصناعة الحلى اليمني الأصيل.

عام مضى على ظهور مشروع الشابة اليمنية تسنيم القواس في تحضير وبيع بنت- الصحن الوجبة اليمنية اللذيذة، التي تزين السفرة اليمنية وتضيف لها مذاقًا آخرًا- في ظل إقبال كبير عليها من زبائنها.

وفتحت تسنيم مشروعها الخاص الذي لقت القبول عليه بشكل كبير بداية من قبل الأهل الأقارب ومن ثم الإقبال عليها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي( أونلاين).

وتقول تسنيم “بدأتُ فكرة مشروع بنت الصحن تحت تأثير حبي الكبير لهذه الوجبة الشعبية الأصيلة المتربعة على السفرة اليمنية”.

وتضيف تسنيم الحاصلة على شهادة الباكالوريوس في العلوم المالية والمصرفية “ما حمسني أكثر بالبدء هو التفكير بانطلاقته كمشروع عبر الأونلاين؛ لأنه يسهل خدمة الطلب بيننا كمقدمي خدمة وبين المتذوقين”.

وتابعت الدافع الذي شجعني في  أن  أعمل هذا المشروع هو رغبتي في أن أصبح سيدة أعمال لها الكثير من المشاريع بإذن لله وإيماني الكبير بأن المشاريع الذاتية  هي النجاح الحقيقي في الحياة”.

وكان لانقطاع الوظائف في اليمن تاثيره   الإيجابي في تعلم الكثير من الفتيات الاعتماد على النفس وخلق فرص عمل  تكون سببًا في إنقاذ أسرهن وعدم التوقف عند نقطة البطالة الحاصلة في البلاد.

وتقول القواس إن” عائلتي  شجعتني كثيرًا  في البدء بالمشروع وهذه الفكرة لاقت استحسان الكثير وكان لها إقبال كبير من قبل  عملائنا، وهذا الإقبال يكبر كل يوم والحمد لله مع حرصنا على الحفاظ على نفس الجودة والمذاق”.

وتابعت”يتم الترويج للمشروع عبر منصات التواصل الإجتماعي (واتساب ، فيسبوك ، انستجرام وهذا الأمر كثيرًا ما يسهل الطريق بيننا وبين العملاء هم يطلبون ونحن نحضر وفق الطلب”.

وتوضح القواس أن”  نسبة الإقبال  تتفاوت بين حين وآخر وهذا  الأمر  يرتبط بالمناسبات التي يعيشها العملاء وحسب رغباتهم لكني أقدر أقول إن نسبة الإقبال كبيرة”.

وبالنسبة للأسعار تقول القواس”  أسعارنا ثابتة ومناسبة جداً ولا تتغير بغلاء المواد الشرائية وهذا ما يميزنا ويزرع الثقة بيننا وبين المقبلين علينا”.

وقد فتحت الكثير من الفتيات مشاريع صغيرة استطعن  من خلالها إعالة أسرهن ومساعدة أرباب بيوتهن  في ذلك وعن هذا تقول تسنيم”  أرى أن مشروعي مربح نوع ما بالنسبة لإعالة الأسرة وأنا راضية تمامًا عنه  وسعيدة بالمردود المالي الذي أحصل عليه من ورائه”.

نظرة المجتمع

جاءت الحرب بالفقر والبلاء  لأبناء اليمن وهذا ما غير نظرة المجتمع للفتاة العاملة في الفترة الأخيرة، فقد كان من المعيب جدًا  أن تعمل الفتاة اليمنية، ولكن هذه النظرة تغيرت تمامًا في زمن الحرب، وهذا ما أكدت عليه تسنيم بقولها:” نظرة المجتمع لي وللفتاة العاملة بشكل عام هي نظرة إيجابية، اليوم الناس يرون الفتاة العاملة بأنها فتاة قوية تعتمد على نفسها وهي قادرة على التحدي لأي جائحة قد تقع عليها أو على أسرتها”.

الحلم المستقبلي

تحلم تسنيم أن تحصل في مشروعها على نقلة نوعية مميزة وهي نقل مشروع بنت الصحن من مشروع أونلاين إلى مشروع على أرض الواقع يلبي رغبات المتذوقين بشكل يومي وفوري”.

وعن واقع الشابات اليمنيات في ظل الحرب تقول تسنيم” للأسف الكثير من الشابات اليمنيات وخاصة بعد التخرج من الجامعات في ظل انعدام الفرص في التوظيف أصبحن محصورات في البيت كأنهن لم يتعلمن شيئًا”.

وتضيف” قد تتجاوزن البعض منهن هذه المرحلة بالتفكير بمشروع شخصي وقد ينتهي المطاف بالفتاة اليمنية الطموحة بأن تصبح ربة منزل مع الأسف، لكن  هناك من الفتيات من يثابرن ويتخطين الصعاب ويبرزن في مجال ما”.

وتوجه تسنيم رسالتها لكل شابة يمنية بدم الاستسلام مهما كانت الظروف محبطة  والأوضاع لا تبشر بجميل.

وتؤكد أنه” نحن الفتيات  يجب  علينا أن ننهض بوطننا المغلوب على أمره، بكل الطرق والوسائل اللي تغيره نحو الأفضل،  وأن ننهض بالبلاد حتى ولو بفكرة أو  بمشروع صغير أو كبير”.

وتوضح تسنيم أن” الثروة الحقيقة هي الشباب والشابات اليمنيون  الذين  بنجاحهم نستطيع أن نقول  إننا معنا  وطن نقدر على أن نحافظ عليه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى