فنون

يدعو للسلام ووقف الحرب.. ملحن موسيقي يمني خطف قلوب الملايين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار:

 

خطف المغني والملحن اليمني الشاب رحيم فدعق، قلوب ملايين اليمنيين بموسيقاه على آلة الغيتار التي تحاكي شجون المهمومين والمقهورين الذين طحنتهم رحى النزاعات ومعاناة الفقر وآلام العوز والفاقة وويلات النزوح. ويسعى رحيم إلى إنتاج عمل موسيقي خاص يدعو للسلام.

يطل رحيم عبر منصاته على السوشيال ميديا التي يتابعها الآلاف، خاصة من أبناء جيله الذين يجدون في صوته نافذة أمل بالنسبة لنازحين ومغتربين في بلاد المهجر، وصفوا صوت رحيم في إفادات خاصة لـ”العربية.نت” بأن مقاطعه وفواصله الموسيقية التي تتصف إلى ألحان تراثية وأغنيات مطربين قدامى، تعيدهم إلى ذكريات يمنهم السعيد الذي عاشوا فيه أزهى عقدين جميلين من الحب والطمأنينة والسلام في زمن التسعينات حتى أواخر 2010، قبل أن تصبح بلاد الحكمة اليمانية مسمومة الهوى والهوية، ويغدو الغناء فيها نوعاً من الترف، مشيرين بأن لغة العنف والنار باتت جزءاً من يوميات هذا الشعب الحزين الذي يندب ضحاياه كل يوم، شعب موجوع ومفجوع للغاية نصفه محكوم بالأمراض والأوبئة والمجاعة، ونصفه الآخر يحاصرهم ثالوث القصف والموت والخراب وسط دوامة مستقبل أسود وأحلام مفخخة بالشعارات وبراميل البارود .

أغنيات جديدة قريباً

وبدوره، قال رحيم في حواره مع “العربية.نت”: “إنه بدأ العزف على العود مع والده وهو فنان أيضاً، ثم أطلق موهبته في الغناء عام 2018، بمشاركة مقاطعه الموسيقية في مواقع التواصل الاجتماعي معتبراً بأنها تمثل بداية انطلاقته، مشيراً بأنه اتجه إلى احتراف التلحين وقام بالعمل على العديد من الأعمال الموسيقية من التراث اليمني، كما أطلق أغنيات جديدة من تأليفه وغنائه وألحانه يعكف رحيم على تحضيرها حالياً”.

رسالة للعالم بعيد الأم

وحسب رحيم فقد قام بتلحين وغناء تتر المسلسل اليمني رحلة ذهاب 2021، راعى أن يكون بأسلوب مختلف يميل للغربي وبطابع يمني مع إدخال نفحات العود، وأضاف: “كنت المنتج الموسيقي للمسلسل، بالإضافة إلى العمل على تأليف الموسيقى التصويرية برفقة شباب موسيقيين آخرين”. أما في عيد الأم، فقرر رحيم بالتعاون مع شركة “موكا” الاحتفال بكل الأمهات ووصل لهم رسالة لطيفة من غنائه.

لقمة العيش تتصدر الألم اليمني والغناء ملاذ وبلسم وفي ظل انشغال الشعب اليمني بهموم لقمة العيش، يرى رحيم أن الموسيقى هي بلسم للموجوعين وملاذ وملجأ للمشردين والمشتتين ومخدة سلام للمتعبين، معتبراً بأنها مساحته الخاصة التي يلجأ إليها كلما ضاق به الحال وتقطعت به السبل، وأوضح: “أنا مؤمن أن الشخص الذي يزاول الشيء الذي يحبه فإنه سينجح بالتأكيد، لذلك أنا مستمر بالعزف والغناء والتلحين رغم عواصف المحن والظروف والمرارات”.

دمج اللحن الغربي مع لون التراث الحضرمي اختار رحيم في تلحين وغناء تتر المسلسل اليمني رحلة ذهاب ٢٠٢١، الدمج بين اللحن الغربي مع اللون التراثي اليمني، مشيراً أنه حاول إدخال الجو الغربي على اللحن اليمني بهدف إثراء ذائقة المستمع الذي بات بحاجة لأبسط مسحة فرح تبهج خاطره المهدّم.

الموسيقى هدنة سلام مستمرة

وأكد رحيم على ضرورة استثمار الموسيقى في إيقاف الحرب والصراعات بوصفها هدنة سلام مستمرة، وقال: “لطالما كانت الموسيقى دائماً أداة تغيير وتأثير وتعبير صريح عن مشاعرنا وكل الأشياء التي مررنا بها من حرب وقهر وتكالب ظروف”.

ويسعى رحيم إلى إطلاق مبادرات موسيقية لنشر رسالة تسامح وتعايش بين أطراف النزاع، بهدف إرساء قيم السلام ونبذ الخلافات لبناء يمن جديد، وهو يحاول بحسبه تسليط الضوء عليه في الأغاني الجديدة التي يؤديها ويلحنها”.

إيصال التراث الحضرمي للعالمية

ويطغى اللون الحضرمي على موسيقى رحيم، الذي يسعى لتبني مشروعات إحياء التراث الغنائي الحضرمي بإيقاعات شبابية أو ربما بدمج ألحانا غربية معه ليسهل انتشاره عالمياً لتعريف العالم أن هذا البلد ليس مجرد بلد دم وحرب وصراعات بل إنه ثروة فنية ملهمة للإنسانية، وأضاف: “بحكم صغري فقد كبرت وأنا أسمع الأغاني الحضرمية وأسعى حاليا لإحيائها بأسلوب جديد مع حفظ أصالة اللحن، وقد قمت بمشاركة العديد من الأغاني ليسمع العالم تراثنا الجميل من خلالها فمنها أغنية “طاب السمر” و”المشكلة فالناس” ورائعة الفنان اليمني الراحل أبوبكر سالم “يقول بومحضار”.

الغناء اليمني بزمن الحرب

وعلى الرغم من قتامة المشهد الفني الغنائي في اليمن في زمن الحرب إلا أن رحيم يرى أن هناك إنتاجات وأصوات جديدة ومواهب شابة تظهر على الساحة وسط ظلام الأزمات، كما لفت إلى أن الأغنية اليمنية تواجه العديد من المحبطات، منها غياب المعاهد التي تدرس الموسيقى اليمنية، وعدم تشجيع المواهب الصاعدة التي تنتج أعمالاً موسيقية عن التراث اليمني”.

 

المصدر/ العربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى