أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

بعامل صحي “وحيد”.. كيف تكشف منطقة غربي تعز حجم الانهيار الصحي في اليمن؟

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من محيي الدين فضيل

في منطقة الخبل بمديرية الشمّايتين غرب محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، يعيش ما يزيد عن خمسة آلاف نسمه من السكان ظروفا صحية مزرية في المنطقة التي تعتمد على أحد فصول المدرسة في المنطقة، كـ “وحدة صحية”، عقب تعثر استكمال الوحدة الجديدة منذ أكثر من ثمان سنوات، الأمر الذي فاقم من معاناة سكان العزلة في الانتقال للمناطق الأخرى وتحمل تكاليف نقل باهظة.

تبلغ السعة الاجمالية للفصل الذي تم اقتطاعه من مدرسة التقوى بمنطقة خبل العلقمة ثلاثة في ثلاثة متر، ويوجد بها سريرين بدائيين وصيدلية صغيرة ومختبر يعمل بهما عامل صحي وحيد، إذ يقوم مشهور العلقمي بمهام المدير والممرض والقائم على المختبر والصيدلية معاً في ظل ظروف إنسانية وصحية سيئة للغاية.

يقول الطبيب مشهور إن “فشل استكمال الوحدة الصحية الجديدة مع اندلاع الحرب أدخل العمل الصحي في مرحلة موت سريري لعدم وجود خيار لتقديم خدمة صحية أولية في المنطقة، ما جعل السكان يتداعون لعمل حل لهذه المعضلة بتحويل أحد فصول المدرسة ليكون وحدة صحية مؤقتة يتم من خلالها تقديم الخدمات الصحية الأولية لسكان المنطقة”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يضيف مشهور في حديث لـ”يمن مونيتور”، بالقول: “نستقبل عشرات الحالات وفي بعض الحالات نظراً لصغر المبنى نضطر لصرف المرضى لمنازلهم ونذهب لتقديم الخدمة في منازلهم أو مشافي خارج المنطقة في محافظة لحج أو مدينة تعز (مركز المحافظة) كون المبنى صغير ولا يتسع لغير سريرين ناهيك عن وجود مختبر وصيدلية تقوم بصرف بعض الأدوية التي يتم دعم الوحدة بها بين الفينة والأخرى”.

يقدر مشهور “عدد الحالات التي تستقبل الوحدة المؤقتة في المدرسة بسبعون حالة أسبوعيا وهو عدد قابل للزيادة في حال تم استكمال الوحدة الجديدة لافتا إلى أن “الوحدة عجزت في فترة سابقة عن استقبال المصابين بحمى الضنك حيث سجلت عشرات الحالات حتى اضطر بعضهم للنزول في ساحة المدرسة الملاصق للوحدة لتلقي العلاج”.

يأمل مشهور في المستقبل “أن يتم الإسراع في استكمال الوحدة الصحية المتعثرة في المنطقة ودعمها بالمعدات والكوادر كونه يعمل وحيدا وليس باستطاعته تقديم كل الخدمات لخمسة ألف نسمه من سكان المنطقة”.

من جانبه، يقول عبد الكريم زامط “إن الوحدة الصحية الجديدة التي تعثر استكمالها حصلت عليها المنطقة نتاج دعايات انتخابية سابقة وهو أول مشروع حكومي منذ الثورة اليمنية تجده المنطقة لكن اندلاع الحرب وهروب المقاول المستلم بدد أحلام سكان المنطقة”.

وأشار زامط، إلى “أن الوحدة التي يعمل فيها الدكتور مشهور وحيدا تم ضمها من أحد المدارس لا تليق بمرفق صحي  لكن الظروف والحاجة دعت لذلك، إذ أن الكثير من المرضى يتحملون احيانا تكاليف فوق طاقتهم للانتقال إلى مديريات مجاورة للحصول على اسعافات أولية في ظل حالة الفقر التي تعصف بالسكان”.

وتساءل زامط عن وعود السلطات المحلية بمحافظة تعز، بالاهتمام بالمنطقة وغياب دورها وعدم الوفاء بتعهداتها لاسيما وأن الوحدة لم يتبقى على استكمال سوى بعض التشطيبات النهائية لتكون في خدمة السكان ولما من شأنه تسهيل حاجة السكان للعلاج.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

وألقت الحرب بانعكاساتها السلبية على القطاع الصحي والإقتصادي في البلاد، في حين اعتبرت الأمم المتحدة الأزمة في هذا البلد بانها الأسوأ في العالم.

وتقول منظمة الصحة العالمية، إن أكثر من 70 بالمئة من المرافق الصحية في اليمن تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة للمياه والصرف الصحي.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى