أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتفاعل

استخدمها الحوثيون ورقة “للانقلاب” عام 2014.. ارتفاع سعر الوقود يثير غضب اليمنيين

يمن مونيتور/ وحدة الرصد/ خاص:

أثار قرار الحوثيين، رفع أسعار الوقود في مناطق سيطرتهم بنسبة 20%، موجة من الغضب والسخرية لدى قطاع واسع من المواطنين اليمنيين، الذين اعتبروا الجرعة الجديدة بمثابة امتهان لكرامة اليمنيين في ظل الوضع الصعب وانقطاع المرتبات واقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.

وفي وقت سابق من يوم الأحد، أفاد سكان محليون لمراسل “يمن مونيتور”، بأن سعر جالون البنزين سعة 20 لتراً في محطات الوقود ارتفع إلى 14000 من 12600 ريال، بزيادة 1400 ريال للجالون، كما تم رفع سعر السولار (الديزل) من 16000 ريال للجالون سعة 20 لتراً إلى 17500 ريال.

لافتات وشعارات الحوثيين خلال احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود 2014- انترنت

وبالرغم من تدفق الوقود عبر ميناء الحديدة وفقاً لاتفاق الهدنة الأممية، واستقرار أسعار العملة الصعبة، عزت جماعة الحوثي قرار رفع الوقود إلى الارتفاع العالمي، وتأثر أسعار الوقود بالبورصة العالمية، بالإضافة الى ارتفاع تكاليف الشحن، وهي مبررات اعتادت الجماعة على تسويقها للناس عقب كل قرار تتخذه بشأن رفع الوقود وانعدامه من الأسواق.

ولا تكترث الجماعة المسلحة، لمعاناة المواطنين في مناطق سيطرتها، والتي وصل الفقر والجوع فيها بنسبة تتجاوز 70%، وتقدر الأمم المتحدة عائدات الحوثيين من الجمارك والرسوم ملياري دولار، في وقت لم تدفع رواتب الموظفين الحكوميين منذ سنوات. وتقدر تقارير رسمية حكومية إيرادتهم سنوياً من الوقود 360 مليار ريال سنوياً، والغاز المنزلي 350 مليار ريال. (الدولار =550  ريال)

وكان رفع حكومة الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، الدعم عن أسعار الوقود في عام 2014 هي الورقة التي استخدمها الحوثيون لإسقاط مؤسسات الدولة، والانقلاب على الحكومة الشرعية والاستيلاء على العاصمة صنعاء.

تقدر الأمم المتحدة عائدات الحوثيين من الجمارك والرسوم ملياري دولار، في وقت لم تدفع رواتب الموظفين الحكوميين منذ سنوات. كما تقدر تقارير رسمية إيرادتهم سنوياً من الوقود 360 مليار ريال سنوياً، والغاز المنزلي 350 مليار ريال. (الدولار =550  ريال)

“الحوثيون حركة رعب وجباية”

وفي هذا الشأن، قال الإعلامي اليمني عبدالسلام الشريحي  “قال لكم سعر النفط مرتفع ومرتبط عالميا.. بصراحة أدهشوني.. على أساس زمان لما كانت الجرع حرام ما كانش مرتفع ولا مرتبط عالمي”.

الكاتب الصحفي محمد الخامري، علق على قرار رفع أسعار الوقود بالقول: “الحوثيون حركة رعب وجباية ولا يمكن ان يحكموا دولة، وممارساتهم على الارض امتداد طبيعي للدعوة الجديدة التي وجدت إبان الدولة العباسية وغيرها من حركات التمرد المتردية برداء الدين والعقيدة، كالإسماعيلية والنزارية المشرقية والباطنية والقرامطة والحشاشين وغيرها من الحركات الايديولوجية التي ظهرت تباعاً في العالم الإسلامي”.

وكتب الصحفي عبدالوهاب الشرفي (الذي كان مقرباً من الحوثيين) على الجرعة الجديدة بالقول: “رفع سعر البترول إلى 14000 لم يسبق أن وصل إلى ذلك قبل الهدنة الأممية أيام احتجاز السفن النفطية لأشهر كما أنه لا يوجد ارتفاع في سعر الدولار حتى تكون هناك مبررات واضحة ومقبولة”.

نصر جباري، دعا من جانبه، إلى الإضراب الشامل وشلّ الحياة في كل مراحل الحياة، متهماً حكومة الحوثيين بنهب وسرقة المواطنين وزيادة معاناتهم.

وتساءل خالد الخميسي بالقول: ” نحن في هدنة والسفن مش محتجزة والدولار ما تغير سعر صرفه.. لماذا هذه الزيادة في سعر البترول؟”

“رفع سعر البترول إلى 14000 لم يسبق أن وصل إلى ذلك قبل الهدنة الأممية أيام احتجاز السفن النفطية لأشهر كما أنه لا يوجد ارتفاع في سعر الدولار حتى تكون هناك مبررات واضحة ومقبولة”-كاتب مقرب من الحوثيين
إلى أين رائحين بالبلاد؟

الكاتب الروائي اليمني لطف الصراري رأى أن: “الهروب من الأزمات يزيدها تعقيدا.. معروف أن أي جرعة سعرية على البترول والديزل ينعكس على جميع الخدمات والسلع”.

وأضاف في منشور على فيسبوك: “جرعة جديدة على البترول والديزل في صنعاء والمحافظات التابعة لسلطتها، تعرفة الكهرباء قفزت من 420 ريال للكيلوات إلى 490، سعر الدجاج يتصاعد مقابل تضاؤل حجمها، أسعار المواد الغذائية ترتفع بصورة شبه يومية أو أسبوعية في أفضل الأحوال.. إلى أين رائحين بالبلاد؟

وعلق آخر على تبريرات الحوثيين برفع أسعار الوقود بالقول: ” “مندوب الأمم المتحدة قال في إحاطته لمجلس الأمن إن كمية الوقود التي دخلت ميناء الحديدة خلال الشهرين الماضيين فاقت الكمية المدخلة عام 2021 فلماذا اختلاق التبريرات”.

جميل الحنجري قال من جانبه، “إنه لأمرٌ مثير للسخرية أن يتم رفع اسعار المشتقات النفطية في ظل هدنه ورغم فك الحصار ورغم عدم احتجاز السفن في البحر.. حيث تعتبر التسعيرة الجديدة عبثيه لا مبرر لها لأن الحرب متوقفة والحصار مرفوع والسفن غير محتجزه حتى لو حاول البعض أن يبرر السبب (..)”.

فاتك سعيد علق على الزيادة الجديدة في الوقود بالقول: ” تذكروا فقط أن الحوثيين انقلبوا على الدولة وكل هذا الخراب والدمار والفقر والمرض والدماء التي سالت بسبب ارتفاع البترول 500 ريال في عهد هادي.. شعب جبان وخائف وصابر ذليل”.

كان رفع أسعار الوقود السبب الرئيسي الذي استغله الحوثيون للانقلاب على حكومة الوفاق الوطني (2012-2014)، ففي يوليو/تموز من العام 2014، قررت، رفع أسعار الوقود في مسعى لخفض الدعم لمنتجات الطاقة وتخفيف العبء عن موازنة الدولة، وتضمن قرار الحكومة رفع سعر الجالون البنزين من 2.5 ألف ريال إلى 4 آلاف ريال، فقام الحوثيون بالتصعيد عبر احتجاجات شعبية للمطالبة بإلغاء القرار وإقالة الحكومة، استمرت أسابيع.

ورغم إذعان الحكومة لضغوطات الحوثيين وتخفيض أسعار الوقود إلى 3 آلاف ريال بدلاً من من 4 آلاف ريال لغالون البنزين سعة 20 لترا، إلا أن احتجاجات الحوثيين استمرت وتوجت باقتحام العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر/أيلول من العام نفسه والسيطرة على مؤسسات الدولة والبنك المركزي والشركة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى