أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقاريرفكر وثقافة

رمضان في تعز.. أهازيج تراثية وطقوس روحانية

يمن مونيتور/وحدة التقارير

يرتبط رمضان بطقوس روحانية تميزه عن باقي أشهُر العام، وهي تختلف من منطقة لأخرى، وغالبا ما تكون في المساء، كون أغلب اليمنيين ينامون من بعد صلاة الفجر وحتى موعد الظهر، ويسهرون طوال الليل.

وشهر رمضان يتميز بخصوصية لدى عامة المسلمين، كون دينهم ميزه عن سائر أشهر السنة، فهو فرصة للتقرب من الله، ومحطة يُكفر فيها الإنسان عن كثير من خطاياه.

وعادة ما تبدأ الطقوس الروحانية التي يتم استقال رمضان بها منذ شعبان، وتحديدا في مناسبة “الشعبانية” التي تكون في منتصف شعبان، وكذا “يا نفس ما تشتهي” التي تسبق الصيام بيوم واحد

أهازيج رمضان

وتتشابه أهازيج “الشعبانية” و “يا نفس ما تشتهي” مع شهر رمضان، لكنها خلاله تكون يوميا، سواء في بعض المساجد، أو منزل أحد الوجهاء الاجتماعيين، أو زاوية “مجلس ذكر” وهي مكان يتم الاجتماع فيه غالبا من قِبل المتصوفة لإقامة طقوسهم كالموالد، ومرتبطة بأسماء شيوخ العلم أيضا.

وغالبا ما يتم ترديد تلك الأهازيج بشكل جماعي، وفي بداية شهر رمضان يتم ترديد أناشيد منها: “رحبوا يا صائمين.. شهر رب العالمين.. عاده الله علينا.. وعليكم أجمعين”.

وفي المساجد التي تقام بها مثل هذه الطقوس وبشكل يومي يتم ترديد أذكار رمضان مثل:

“اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا يا كريم”

“جزى الله سيدنا محمد عنا خيرا”.

يليها إنشاد الوِترية، وهي عبارة عن نظم به ذكر ومديح نبوي والإشارة إلى الغزوات أيام الرسول محمد، وسيرته والصحابة عليهم السلام وغير ذلك.

زوايا ومجالس ليالي رمضان

وعقب صلاة العشاء، يبدأ يمنيون بمضغ نبته القات، وغالبا ما يجتمعون في منزل أحد الوجهاء، وخلال ذلك يقوم المُسمِّع أو المُنشد (الشخص الحافظ الذي غالبا ما يوجه الجماعة لنوع الذكر الذي سيتم ترديده، ويتميز بصوته الجميل، ويكون حافظا للنظم الذي يرددونه).

ويتم إنشاد أبيات شعر بشكل جماعي كل ربع ساعة أو ساعة من الزمن، ونهاية الجلسة يتم ترديد الوترية.

التراويح والتهجُّد

يحرص أغلب اليمنيين على الذهاب للمسجد، لأداء صلاة العشاء والتراويح -وبخاصة الأخيرة-، وعادة ما تمتلئ بالمصلين من مختلف الأعمار، خلافا لما يحدث طوال العام.

أما النساء فنسبة ذهابهن المسجد ليست كبيرة كثيرا كالرجال، بخاصة عقب اندلاع الحرب، وانقطاع الكهرباء الحكومية عن مختلف الأحياء.

وفي العشر الأواخر من رمضان، تبدأ المساجد بإقامة صلاة القيام من بعد منتصف الليل، ويكثر خلالها المصلين الدعاء، كون تلك الأيام مباركة، وبها ليلة القدر التي ذُكرت في القرآن الكريم وتوصف بأنها “خير من ألف شهر”، ويكثر خلالها أيضا الذكر.

مظاهر أخرى

يقوم بعض المدنيون في تعز، بتزيين منازلهم سواء داخلها أو خارجها وكذا بعض أصحاب المحلات التجارية، احتفالا بقدوم رمضان، مستخدمين الفوانيس، وزينة بها رسومات مرتبطة بذلك الشهر كالهلال.

ويترقبون في اليوم الذي سيتم الإعلان به عن أول أيام رمضان، سواء عن طريق الاستماع إلى التلفزيون أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض يتحرى هلال رمضان بشكل شخصي.

يحرص كذلك يمنيون على اقتناء المسابح للذكر، واستخدام السواك لصحة أسنانهم ولإعطاء فمهم رائحة جيدة، ويقومون كذلك بقراءة القرآن والإكثار من ذلك، وفي أغلب المساجد يتم ختم القرآن بالصلوات كل عام في شهر رمضان، إضافة إلى حرص الكثيرين على الدعاء قبل الإفطار.

ويفتقد كثير من سكان تعز مثل تلك الطقوس، فقد قلت تدريجيا سواء بالمدينة أو الأرياف، وأصبحت مرتبطة غالبا بالصوفيين.

يُذكر أن تريم بمحافظة حضرموت، من أكثر المحافظات اليمنية التي يقام فيها طقوس روحانية يحضرها المئات منذ سنوات، لكن الحاضرين لا يمضغون نبتة القات كونها غير منتشرة في مناطقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى