أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتراجم وتحليلاتصحافة

 (الصحافة الأمريكية) المجلس الرئاسي اليمني.. ضرورة مرحلية ومخاوف من خلافات داخلية

يمن مونيتور/ وحدة الرصد/ خاص:

ركزت الصحافة الأمريكية يومي الجمعة والسبت على التحولات السياسية في اليمن مع نقل الرئيس عبدربه منصور هادي سلطته إلى مجلس قيادة رئاسي.

ونقل الرئيس اليمني يوم الخميس الماضي سلطته إلى مجلس رئاسي يقوده رشاد العليمي السياسي البارز الذي كان وزيراً للداخلية 2001-2007 ووزيراً للإدارة المحلية 2008-2011م. وسبعة نواب آخرين، بينهم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن.

 “مهمة لسببين”

وكالة بلومبرج ركزت على أهمية المجلس الجديد. ونقلت عن آدم بارون المحلل السياسي الذي يركز على اليمن إن هذه الخطوة “مهمة لسببين”: يجمع الفصائل غير الحوثية في كتلة واحدة ويتحول “بعيدا عن الرئاسة المركزية بشدة إلى رئاسة أكثر شمولا”.

وأضاف “بارون” أن إعلان المجلس الرئاسي الجديد يأتي وسط “تقدم كبير وراء الكواليس في عملية السلام، ويمكن أن يساعد أيضا في تمهيد الطريق لإجراء محادثات مع الحوثيين”.

وحثت السعودية المجلس الجديد على بدء مفاوضات مع جماعة الحوثي تحت إشراف الأمم المتحدة.

كما اتفقت المملكة والإمارات على تقديم 1 مليار دولار لكل منهما إلى البنك المركزي اليمني، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية (واس) التي تديرها الدولة. كما ستقدم المملكة العربية السعودية 1 مليار دولار لشراء المنتجات النفطية ودعم مشاريع التنمية.

ونقلت بلومبرج عن توماس جونو، الأستاذ في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا: “لا يزال هناك الكثير والكثير من العقبات”.

وأضاف جونو: لكن إذا كان هناك تقدم جدي في نهاية المطاف، فإن تهميش هادي بطريقة أو بأخرى سيكون دائما خطوة ضرورية، ولكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون كافية”.

وأشارت الوكالة إلى أنه في بيان ختامي في ختام المشاورات في الرياض تلاه رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك، أقرت الأطراف بفشل الحملة العسكرية ودعت إلى محادثات سلام مع الحوثيين.

أهم تحول ضد الحوثيين

من جهتها كتبت نادين إبراهيم في شبكة سي إن إن تقريراً أشارت فيه إلى رفض الحوثيين للمجلس الرئاسي الجديدة، وقال إن محللين يرون إن إعلان المجلس يشير إلى محاولة لتوحيد صفوف الجماعات المتباينة المناهضة للحوثيين تحسبا لفترة تصاعد المواجهة.

ونقلت عن الشبكة الأمريكية عن جريجوري جونسن، الزميل غير المقيم في معهد بروكينغز والعضو السابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن: “هذا مجلس تم تشكيله أساسًا في المملكة العربية السعودية”.

وقال جونسن إن المجلس المؤلف من ثمانية أعضاء عبارة عن مجموعة مختلطة من الشخصيات ذات وجهات النظر المتعارضة بشدة بشأن اليمن حيث “اشتبك العديد منهم أو قاتلوا مع بعضهم البعض في السنوات الأخيرة”.

لكن هناك أرضية مشتركة توحدهم: نفور من الحوثيين.

ووصف بيتر سالزبري، كبير محللي شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، تشكيل المجلس بأنه “أهم تحول في الأعمال الداخلية للكتلة المناهضة للحوثيين منذ بدء الحرب”.

وقال إن عمل المجلس سيكون معقداً على أقل تقدير.

وقالت سينزيا بيانكو، الزميلة البحثية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “لقد أدركوا [السعوديين] أنهم بحاجة إلى القيام بخطوة كبيرة للغاية لتوحيد التحالف المناهض للحوثيين”. مشيرة إلى أن “هذه بالتأكيد بادرة تجاه الحوثيين، لإظهار أن الجبهة المناهضة للحوثيين والتي كانت منذ فترة طويلة منقسمة ومشرذمة للغاية يعطيها نوع من الحياة الثانية”.

اجتمع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، الخميس، وأعربوا عن دعمهم للمجلس الرئاسي، وكذلك بدء مفاوضات مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة “للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل”.

كان جونسن متشككًا في قدرة السعودية على توحيد أعضاء المجلس. وقال إن العديد لديهم آراء متعارضة تماما بشأن اليمن.

وأضاف جونسن: “السعوديون يحاولون بشكل أساسي إعادة الجميع إلى نفس الصفحة، لكنني أعتقد أن الجني خرج من القمقم ولا أعتقد أن السعودية ستكون قادرة حقًا على فرض أي نوع من العمل الموحد أو وحدة الهدف على هذه المجموعات.”

 

محادثات سلام

من جهته كتب بن هوبارد على صحيفة نيويورك تايمز: من المفترض أن يقود المجلس الرئاسي الجديد الذي أُعلن عنه يوم الخميس وبدعم من السعوديين، محادثات سلام مع الحوثيين، وقد يوفر وقف إطلاق النار لمدة شهرين والذي دخل حيز التنفيذ يوم السبت أيضًا فرصة للمفاوضات. كلاهما مؤشر على أن المملكة العربية السعودية تكثف جهودها لإيجاد مخرج من الحرب.

وجادل المسؤولون السعوديون بأنه ليس لديهم خيار سوى قتال الحوثيين، وكثيراً ما يسألون عما ستفعله الولايات المتحدة إذا استولت ميليشيا عنيفة على الأراضي الواقعة عبر حدودها وبدأت في إطلاق الصواريخ على المدن الأمريكية: ألن تقصفهم أيضًا؟

لكن بعض المحللين يتساءلون عما إذا كان الحوثيون يريدون إنهاء الحرب التي وسعت قوتهم إلى حد كبير، والتي تكلف السعودية الكثير في حال استمرت.

ونقلت نيويورك تايمز عن كاثرين زيمرمان معهد أمريكان إنتربرايز: “عندما نتحدث عن جماعة الحوثي، فإن أكبر انعطاف هو القدرة العسكرية، والتي سمحت لهم بالتأثير الهائل على المنطقة ووضعهم في موقع يكونون فيه بوابات السلام في اليمن”.

كما أن الحوثيين متهمون بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك تجنيد الأطفال، وهم يحكمون مناطقهم بقبضة من حديد لا تترك مجالاً للاختلاف مع سياساتهم.

وقالت زيمرمان: “إن الحرب باهظة الثمن بالنسبة للسعوديين، وهي بالتأكيد مكلفة بالنسبة لهم أكثر مما هي بالنسبة للحوثيين، وهي مشكلة دائمًا، حتى لو كنت الرجل الثري”.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى