أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسية

لماذا دعمت روسيا قراراً يوسم جماعة الحوثي ب”الإرهاب” ويخضعها ككيان لحظر السلاح؟

يمن مونيتور/ خاص:

أصدر مجلس الأمن الدولي، الإثنين، بدعم من روسيا، قرارا يوسم جماعة الحوثي بالإرهاب ويوسّع الحظر على إيصال الأسلحة إلى اليمن؛ ليشمل جميع الحوثيين بعدما كان مقتصرا على أفراد وشركات محددة.

ويثير الموقف الروسي بالتصويت لصالح القرار علامة استفهام، إذ أن موسكو قريبة في مواقفها من طهران التي تدعم سياسياً وعسكرياً جماعة الحوثي المسلحة في اليمن، كما أنه يأتي بعد أيام من قيام الحوثيين بتسليم روسيا رؤيتهم للسلام في اليمن!

وفسّر دبلوماسيون في الأمم المتحدة -حسب وكالة الأنباء الفرنسية- تصويت روسيا، لصالح القرار على أنه ثمرة “اتفاق” بين موسكو وأبوظبي هدفت روسيا عبره إلى ضمان امتناع الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن ضد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وضلت مواقف روسيا في مجلس الأمن خلال السنوات القليلة الماضية ضد أي قرار يدين الحوثيين ويصفهم بـ”الإرهاب”. وحتى وفي عام 2015م -أي قبل توطد العلاقات الروسية الإيرانية في سوريا- امتنعت موسكو عن التصويت لصالح القرار 2216 الذي شرّعن تدخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن بناء على طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي.

وينص القرار الذي قدمته الإمارات وصاغته المملكة المتحدة ويمدد حظر الأسلحة حتى 28 فبراير/شباط 2023، على أن “الكيان” المحدد في ملحقاته، أي جماعة الحوثي، “سيخضع لإجراءات” تتعلق بحظر الأسلحة المفروض على اليمن منذ عام 2015.

والقرار “يدين بشدة الهجمات العابرة للحدود التي تشنها جماعة الحوثي الإرهابية، بما في ذلك الهجمات ضد السعودية والإمارات التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية”، مطالبا بالوقف الفوري لهذه الهجمات.

وهو أول وسم للحوثيين بصفتها جماعة إرهابية منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م.

وقال دبلوماسي خليجي مطلع على المداولات في مجلس الأمن بشأن القرار الذي اقترحته الإمارات لـ”يمن مونيتور” إن نقاشات كثيرة دارت منذ منتصف فبراير/شباط على وصف الحوثيين بالإرهاب وتصنيفهم جماعة إرهابية، وتصف الهجمات بالإرهابية. “وهو تحفظ لكثير من الدول من بينها الدول الأربع التي امتنعت عن التصويت مبررة ذلك بالمخاوف على الاعتبارات الإنسانية”.

وأضاف أن “روسيا سعت إلى إزالة تصنيف جماعة الحوثي (إرهابية)، مبررة ذلك بخشيتها من استخدام هذا الوصف لأحد أطراف النزاع يمكن أن يقوض الجهود السياسية”.

وأشار إلى أن روسيا “قبلت لاحقاً وسم الحوثيين بالإرهاب، مع موافقة أبوظبي على عدم التصويت على قرار يأسف لهجوم روسيا على أوكرانيا”.

وكانت الإمارات قد بررت موقفها بعدم التصويت على قرا يدين روسيا في مجلس الأمن أنها تقف على الحياد: ورغبة في الحفاظ على إمكانيات “الحوار” لإيجاد حل سلمي للأزمة.

وتبدأ الإمارات يوم الثلاثاء رئاسة مجلس الأمن الدولي لمدة شهر.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى