أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

ما الأهمية الاستراتيجية لتقدم الجيش اليمني في “مدينة حرض”؟ (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

بعد سنوات من توقف المعارك على مسرح العمليات القتالية في محافظة حجة شمالي اليمن، عادت وتيرة المعارك في الرابع من الشهر الجاري إلى بعض مديرياتها الاستراتيجية. تمكنت قوات الجيش اليمني خلالها من استعادة السيطرة على معسكر “المحصام” الاستراتيجي، المطل على مدينة حرض شمالي غرب المحافظة، لتواصل بعد ذلك قوات الجيش التوغل في عمق المدينة، واستعادة مناطق واسعة فيها، وسط اشتباكات مستمرة حتى كتابة هذا التقرير.

وتعد مدينة حرض مركزاً إستراتيجياً لوقوعها على الحدود مع السعودية، وبها يوجد منفذ “الطوال” البري،كما تتوسط عدة محافظات يمنية، هي صعدة وعمران والحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر، وهي المناطق التي تمثل العمق الاستراتيجي للحوثيين، الأمر الذي سيجعل من خسارة الحوثيين لهذه المنطقة نقطة تحول في المعركة لصالح القوات الحكومية- حسب ما يفيد محللون عسكريون.

وجاءت معركة “حرض” بعد أيام من استعادة بعض مديريات محافظتي شبوة ومأرب شرقي البلاد، لتكون بذلك ضمن عملية سابقة أعلنها المتحدث باسم التحالف تركي المالكي أطلق عليها “حرية اليمن السعيد”، بالتوازي مع معارك متقطعة في بعض جبهات الجوف ومأرب وتعز، إلى جانب تحركات مكثفة مختلفة، لإيقاف تصاعد القتال في اليمن، وإحلال السلام.

 

تغيير كبير في معادلة الحرب

بسبب توقف كثير من جبهات القتال طوال سنوات الحرب الماضية، ثمة مخاوف من تكرار السيناريو مجددا، إذ يرى مراقبون، أن استمرار المعارك في مدينة حرض الاستراتيجية، أن تُحدث فارقا كبيرا في معادلة الحرب، كونها مدينة تعد منفذاً برياً مهماً بين اليمن والسعودية.

وفي هذا الشأن، يقول الصحافي عبدالكريم الخياطي لـ”يمن مونيتور”، إن استعادة المدينة لسيطرة الجيش اليمني على مدينة حرض سيمنح أفضلية للجيش من عدة نواحي، كون السيطرة على المدينة سيربط بين قوات الشرعية الموجودة في ميدي بحجة وقوات قادمة من اتجاه الحدود السعودية اليمنية”.

وسيتمكن الجيش وفق الخياطي، من ممارسة ضغطاً كبيراً على مسلحي الحوثيين، الذين سيعودون من جبهات القتال في محافظتي مأرب وشبوة، لحماية عرين قائد الجماعة عبدالملك الحوثي وأسرته في صعدة (المعقل الرئيس للجماعة)، ما يعني تخفيف الضغط على مدينة مأرب.

ويعتقد الخياطي، أن المعركة الحالية، “تعيد الثقة للجيش الوطني بتحالفه مع التحالف بقيادة السعودية”، مشيراً إلى أن سيطرة الجيش على المنفذ البري الحدودي سيمكن قواته من تأمين الطريق الساحلي لمديريات ميدي وعبس بحجة، وهو ما سيمنح الشرعية مصدرا جديدا للدخل من تأمين المنفذ إلى السعودية وفتحه للمسافرين والبضائع.

ويرى الخياطي أن تحركات قوات الحكومية، قد تكون مفيدة جداً للمفاوضات الحكومية مع الجماعة المسلحة، حال استمرت المعارك بنفس الوتيرة، مبرراً ذلك بالقول: “لم تعد مأرب وحدها وتسليمها للحوثي، شرطا يصلح أن يطرحه الحوثيون”.

حرض
صورة من طائرة مسيّرة للتصوير لمدينة حرض من الجهة الشرقية-

ضربة لمشروع إيران في اليمن

بدوره، أكد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، في تعليقه على تقدم الجيش بحرض، أن الحركة الحوثية والحرس الثوري الإيراني سيخسرون باستعادة الشرعية بدعم التحالف مدينة حرض خسارة كبيرة”، فقبل تفكيرهم التوجه إلى صنعاء حاولوا السيطرة على الشق التهامي من محافظة حجة، والاستفادة من ميناء ميدي كمنفذ بحري لتهريب السلاح والحشيش وبناء مركز دعم لوجستي للميلشيات.

‏وفي منشور له صفحته بفيس بوك، قال عبدالسلام، إن “خروج حرض وميدي من يد مليشيا الحوثي، ولاحقا ربما الجوف، ستشكل ضربة لمشروع إيران في اليمن، لأن احتواء هذه الجغرافيا وقبائلها سيسهل من الوصول إلى صنعاء بأقل الخسائر”.

وأوضح رئيس مركز أبعاد للدراسات، أن “الجيش سيكون بإمكانه التحرك من المنطقة الخامسة في الساحل والمنطقة السادسة في الجوف ويلتقيان في عمران المجاورة لصنعاء”.

بدوره، يقول الخياطي، إن “المعركة بحرض، هي أول انتصار وتقدم لقوات الجيش الوطني المدعوم من السعودية”، مشيرا بالوقت ذاته، إلى شح الإمكانيات العسكرية والحصار من عدة جهات الذي تتعرض له قوات الشرعية في مأرب.

وعن مستقبل تحركات الجيش وإمكانية استمرار تقدمه نحو محافظات أخرى، يتوقع الخياطي استمرار المعارك في الجوف ومأرب، أما بخصوص شبوة والساحل الغربي، يستبعد ذلك، في ظل تحقيق هدف الإمارات الرئيسي، المتمثل في استعادة شبوة لصف أو نفوذ ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وحجة محافظة شمالية، وتعد حرض وعبس من أهم مدنها، فالأولى أهم منفذ جمركي للبلاد، وهي تبعد عن صنعاء حوالي 123 كيلو متر، وهي محاذية لعمران من الشرق، وصعدة والسعودية من الشمال، والمحويت والحديدة من الجنوب، والحديدة والبحر الأحمر من الغرب.

ومنذ انطلاق عملياتها العسكرية من الحدود السعودية نحو محافظة حجة، نجحت القوات الحكومية في السيطرة على مديرية ميدي، على ساحل البحر الأحمر، مطلع 2016، لكنها فشلت في التقدم نحو الشرق باتجاه حرض.

تصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى