أخبار محليةاخترنا لكمالأخبار الرئيسيةتقارير

عملية “حرية اليمن” من شبوة.. حرب إنهاء الحوثيين أم دفعهم للتفاوض؟ (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

بشكل مفاجئ، وبالتزامن مع استكمال استعادة محافظة شبوة (جنوب شرق) بشكل كامل، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي العميد تركي المالكي أمس الثلاثاء، عملية “تحرير اليمن السعيد”.

وقال المالكي في مؤتمر صحفي بعد وصوله شبوة، إن العملية تلك ستكون في كافة المحاور والجبهات، لتحقيق النماء والازدهار في اليمن.

أثارت تصريحاته جدلا واسعا، فالبعض يستغرب من جدوى إعلان التحالف عملية جديدة، بعد سنوات من الحرب مستمرة حتى اليوم، بخاصة مع عدم تحقيق أهداف عملياته العسكرية السابقة.

وتم الإعلان عن تحرير محافظة بشكل رسمي، بعد معارك خاضتها قوات العمالقة التي تدعمها المملكة العربية السعودية، ضد جماعة الحوثي.

دعم الوحدة

ويعيش جنوب اليمن في ظل صراعات عديدة، ودعوات للانفصال عن الشمال، تدعمها الإمارات عبر مكونات قامت بتشكيلها طوال سنوات الحرب.

يقول الصحافي والكاتب كمال السلامي لـ”يمن مونيتور” إن تصريحات المتحدث باسم التحالف التي أدلى بها من عتق عاصمة شبوة، بعد تحرير المديريات الثلاث من الحوثيين، لها دلالة هامة، خصوصا وتبعث رسائل عديدة، منها رسائل للقوى المؤيدة للشرعية، والتي تخشى من تحول شبوة إلى منطقة نفوذ للانتقالي المدعوم من الإمارات.

إضافة إلى أن تصريحاته تبعث رسالة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بأن التحالف مع اليمن الكبير، ومع وحدته، وهذا شيء جيد، حسب السلامي في تصريحاته لـ”يمن مونتيور”.

يؤيد ذلك، المحلل السياسي محمد الغابري في حديثه لـ”يمن مونيتور” الذي رأى أن حديث المالكي عن انطلاق العملية تلك من شبوة وحديثه عن اليمن، بأنه تأكيد على وحدة الدولة، وأن الدعوات الانفصالية لا توجد لها أرضية سياسية أو قانونية أو حتى اجتماعية.

برغم تلك التطمينات التي تحدث عنها السلامي، إلا أن عملية “حرية اليمن السعيد”، ما تزال بالنسبة له غامضة، كونه المتحدث باسم التحالف قال إنها لن تكون عسكرية، ولن تكون حربا.

وذلك كما يؤكد السلامي يعني أنه من المبكر الحكم على أن التحالف قرر إطلاق عملية عسكرية واسعة في اليمن، فضلا عن أن الشواهد على الأرض تؤكد أنه لا وجود لمثل هذه العملية، مشيرا إلى تصريحات المالكي التي قال فيها إن العملية ستكون تنموية لتأهيل اليمن للتعافي اقتصاديا، ليصبح اليمن ضمن المصفوفة الخليجية.

توقعات

وبسبب ذلك الغموض في تصريحات التحالف، لا يستبعد المحلل السياسي الغابري أن يحدث تحول بدرجة ما بعد ما قاله المالكي، فقد يتم التحول إلى الهجوم في مأرب، وربما تحرير جميع المحافظة.

وينتقد الغابري في تصريحاته لـ”يمن مونيتور” حديث المالكي الذي يعطي رسائل متضاربة، كونه قال إن انطلاقها سيكون في كافة المحاور ولم يقل جبهات القتال، متابعا “بأنه أعطى انطباعا بحرب شاملة، لكنه استدرك، مما يعني أنه لا يهدف إلى حسم الحرب عسكريا، وإنما الضغط على الحوثيين من أجل التفاوض”.

ويتوقع الصحافي السلامي من جهته، أن التحالف سيحاول تخفيف الضغط على مأرب، وسيكون هناك عمليات عسكرية محدودة في البيضاء؛ لضمان انتفاء بقاء التهديد الحوثي للمحافظات الجنوبية، ولن يذهب حاليا أكثر من ذلك، حسب قوله.

ومنذ أيام تخوض قوات العمالقة معارك ضد جماعة الحوثي، بدأت في شبوة، وانتقلت إلى البيضاء بشكل متسارع.

وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.

ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.

وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من377ألف يمني خلال السنوات السبع. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى